الدرس السابع

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

هناك حقيقة قرآنية لا يمكن إنكارها في موضوع الإستشفاء بالقرآن الكريم وهي:

(وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا)
[سورة الإسراء 82]

نعم..
فالمشكلة ليست في كون المعالج الفلاني قراءته تشفي والمعالج العلاني قراءته لا تشفي. وليست المشكلة في كونك لا تجيد التلاوة وأنت الشيخ الفلاني قد يكون يقرأ أفضل مني أو أنه يجوده أو يقرأه بخشوع.

المشكلة الحقيقية هي أن القرآن بحد ذاته شفاء للمؤمنين وأما الظالمين لأنفسهم فلا يزيدهم إلا خسارا.
لماذا؟
لأنهم لم يرجعوا بعد إلى ربهم.

لذلك ذكرت منذ البداية أن التوبة النصوح هي أسرع الطرق للشفاء…

فمن هم المؤمنون الذين يتحصلون على الشفاء من القرآن؟

القرآن الكريم وصفهم بعدة صفات تابع معي الصفات هذه من خلال قراءتك وتدبرك للآيات التالية:

(إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ ۝ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ)
[سورة الأنفال 2 – 4]

(إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ یَرۡتَابُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ)
[سورة الحجرات 15]

(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ۝ ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی صَلَاتِهِمۡ خَـٰشِعُونَ ۝ وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ۝ وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَـٰعِلُونَ ۝ وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَـٰفِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَىٰۤ أَزۡوَ ٰ⁠جِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَیۡرُ مَلُومِینَ ۝ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَاۤءَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ۝ وَٱلَّذِینَ هُمۡ لِأَمَـٰنَـٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَ ٰ⁠عُونَ ۝ وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَ ٰ⁠تِهِمۡ یُحَافِظُونَ)
[سورة المؤمنون 1 – 9]

(إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰ⁠كِعُونَ)
[سورة المائدة 55]

هذه بعض الآيات التي تصف المؤمنين فإن وجدت نفسك فيها فالحمد لله وأسأله الثبات وإن لم تجد فأسأل الله العون والتيسير وسارع في طريق التأسي بهم تنل رحمة الله وولايته وكفايته.

وعلينا أن نركز أين يكون الشفاء بداية لاحظوا معي الآية..

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَاۤءࣱ لِّمَا فِی ٱلصُّدُورِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ)
[سورة يونس 57]

(وشفاء لما في الصدور) أي القلب.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:

((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) متفق عليه.

وهذا القرآن إذا كان القلب سليما فإنه يتنزل عليه ويشفيه فإذا صلح القلب وشفي من أمراض القلوب الغيبية شفي الجسد كله.

(وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ۝ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ ۝ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ)
[سورة الشعراء 192 – 194]

القرآن لا ينساه مريض الزهايمر لأن الزهايمر يصيب الدماغ ولا يصيب القلب. فالقلب هو محل تنزل الآيات.

أما إن كان القلب مغلفا بالران والأكنة مختوما مطبوعا عليه بسبب الذنوب فيظل مريضا لا تتنزل عليه الآيات ولا يشفى هذا القلب فإذا فسد فسد معه الجسد كله.

لذلك علينا أن نعرف أولا ما هي أمراض القلوب لنتخلص منها فيخلصنا الله سبحانه وتعالى من الختم والطبع على القلب ليشفى القلب بالقرآن الكريم ومن ثم يشفى الجسد كله.

تابعوا معي الدرس القادم إن شاء الله لمعرفة أمراض القلوب المنتشرة.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *