الدرس السابع

قناة دروس التدبر:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة النحل 97]

لتحقيق الحياة الطيبة بداخل الأسرة المؤمنة علينا أن نضع كل مشكلة ونبحث عن حلها في كتاب الله

فمثلا تأخر الإنجاب قد يؤدي للكدر والحزن للزوجين فما الحل؟

هناك عدة حلول عليك أن تتخذها كأسباب غيبية للإنجاب.
أولا الإستغفار الحقيقي والذي شرحناه في دروس سابقة.

(فَقُلْت ((ُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)) * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * ((وَيُمْدِدْكُمْ)) بِأَمْوَالٍ ((وَبَنِينَ)) وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)
[سورة نوح 10 – 12]

من المهم أن يكون استغفارا حقيقيا ملؤه الإنكسار والإفتقار والتذلل بين يدي الله ويصاحبه النية الصادقة الحقة بالتوبة النصوح وعدم العودة لذلك أبدا.

وقد يقوم بذلك زوجين ويقولان فعلنا ولم ننجب.
أقول لعلكما نسيتما ذنبا هنا أو هناك لم تشعرا بخطورته أو بأنه ذنب أصلا.

مثلا يستغفران ولكن الزوجة تحرض الزوج مثلا على أهله .
أو يستغفران ولكن الزوج يهين أمه
أو يستغفران ولكن أحدهما يستخدم ما أوتمن عليه في عمله لأغراضه الشخصية دون إذن من صاحب المال.

وغيره من الذنوب.
وقد يأتي زوجان ويقولان أبدا لا نذنب ولا ذنب واحد طوال حياتنا وحياتنا في استقامة تامة ولم نقصر في عباداتنا ولا ذكرنا ولا مسارعتنا في الخيرات ونستغفر ولا ننجب.

أقول إن كنت متأكدا فلعل عدم الإنجاب هو خير لك وقد تنشغل بالبنين عن ذكر الله وسيعوضك الله عز وجل إن شاء الله في الجنة.

ونجد هذه المواصفات في هذه الآية

(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)
[سورة اﻷنبياء 90]

كانوا من الصالحين وتأخر الإنجاب لحكمة منها تربية مريم عليها السلام وبعد أن كبرت رزقه الله بيحيى.
فلا تتعجل فلا تعلم الحكمة.

فقط كن من المسارعين في الخيرات ولا تتوقف وادعوه رغبا ورهبا وكن من الخاشعين مهما تأخر الإنجاب.

مما يوصلنا لسبب مهم من الأسباب وهو
الدعاء

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)
[سورة مريم 2 – 6]

لا تستسلم استمر بالدعاء ولو لمئة عام!
فلا تعلم هل يستجيب لك في الدنيا أم يدخرها لك في الآخرة.

فهذا ابراهيم عليه السلام وزوجه بشرا بالولد وهو شيخ كبير وهي عجوز.

(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)
[سورة هود 71]

لا تستسلم فلا تعلم متى يكون الخير لك أن يكون لك الولد.

فقد تحصل عليهم في الصغر فيشيخوا معك ولا يتمكنون من رعايتك في أرذل العمر لكبر سنهم.

وقد يرزقك الله إياهم وهم في قوة الشباب عندما تصل للسن التي تحتاجهم فيها

لا تستسلم ولا تقنط ولا تتوقف.
فلا يخيب من دعاه

الأهم هو أن تكون راضيا متعبدا بالصبر ومتعبدا بالدعاء.

لتكون حياتك حياة طيبة ولا تنغصها باستعجال ما لا تملك استعجاله.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *