بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكلمنا في الدرس السابق عن جدر الران التي تحجب القلب عن نزول الآيات فيها وهي حجب تقسي القلب ونحن في هذه الدورة نبحث عن ما يلين قلوبنا.
بلا شك أن المعاصي والذنوب هي سبب لقسوة القلوب فالله عز وجل أنزل لنا شريعة نتبعها هي مجموعة الأوامر والنواهي مهما عظمت أو صغرت في نظرنا القاصر.
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
[سورة الجاثية 18 – 19]
فعندما أنزل الله شريعته أمر باتباعها
ونهى عن اتباع الهوى سواء هوى النفس أو هوى الغير من الناس سواء كان جاهلا أو عالما طالما أنه بعيد عن العلم بالله العظيم.
ويضع آراءه أو آراء غيره من البشر متجاهلا أمر الله
لماذا نهى عن اتباعهم؟
لأنهم لن ينفعونا ولن يغنوا عنا من الله شيئا
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
[سورة الجاثية 18 – 19]
ومن اتبع ظالما لنفسه فهو يظلم نفسه أيضا بذلك الإتباع. فيتولى الظالمين بعضهم البعض.
ويتركوا ولاية الله الذي يتولى المتقين .
نعطي بعض الأمثلة:
يأمرنا الله عز وجل بترك الإثم
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)
[سورة اﻷنعام 120]
كل الإثم ظاهره وباطنه بمعنى يريدنا الله عز وجل ترك كل الآثام
(((كلها)))
ثم يأتي (ص) ويخبر (س) أن لا بأس بفعل كذا وكذا لأنها صغائر وبالمقابل أنت تفعل الكثير من الحسنات. وأن الحسنات يذهبن السيئات
وأن الله لن يضيع جهدك كله فلا بأس أن تتساهل بهذا الأمر وذاك والله غفور رحيم.
فإن أطاع (س) هواه وهوى (ص) فقد ظلم نفسه باتباع ظالم لنفسه وقد تولى الظالم بدلا من أن يتولى الله
فأوامر الله ونواهييه لم يجعلها عبثا أو تعذيبا لنا حاشاه عن ذلك بل لأنها كالنور الذي نشعله لنبصر به الطريق حتى نسلكه بأمان لجنة عرضها السموات والأرض
(هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
[سورة الجاثية 20]
اتباعنا لها هو رحمة من الله لا يوجد امر ولا نهي إلا باتباعه يكون خير لنا في الدنيا قبل الآخرة .
واتباعنا لها هدى يقودنا للطريق المستقيم.
ولن يراها كذلك إلا القوم الموقنون فهم فقط من يرونها خيرا لهم
(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)
[سورة النحل 30]
وطبعا عند الله هما فريقان . لا يمكن أن يتساوى معه المتقي الذين يتبع كل أوامر الله ونواهييه وبين من يصر على بعض المعاصي ويسميها صغائر.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
[سورة الجاثية 21]
لا أبدا لا يتساوون عند الله وهذا من عدله سبحانه وإلا كان سيتساهل الكل إلا من يعظم ربه.
لا يتساوون لا في محياهم ولا في مماتهم.
كيف؟
سنتعرف على ذلك في الدرس القادم ان شاء الله.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.