الدرس السابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وباسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة النحل, الآية 68:
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون

ترى لماذا خلق ربنا النحل ؟
ولماذا علمها وأوحى لها بأن تتخذ هذه البيوت وأن تبنيها بهذه الطريقة؟
سورة النحل, الآية 69:
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

لماذا علمها أن تأكل من الثمرات وسخرها لتخرج من بطونها العسل؟
لأن فيه شفاء للناس!
خلقها لكم
سخرها لكم
ليخرج دواء لكم فيه شفاء لكم
فهل شكرناه؟!
ترى لماذا خلق ربنا الأنعام؟
ولماذا جعل عليها وبر وصوف ؟
سورة النحل, الآية 5:
والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون

خلقها لمن؟
لكم أيها الناس !
هذا الخلق خلقه خصيصا لكم
وهذا الصوف دفء لكم وأوبارها وجلودها بيوتا وأثاثا لكم
سورة النحل, الآية 80:
والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين

فعندما تنظر للأنعام تفكر أنها خلقت لك أنت فهل تفكرت فيها ؟
هل حمدت الله عليها؟
وحليبها الذي سخره الله منها هو لك
سورة النحل, الآية 66:
وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين

ركزوا في آيات النعم على كلمة “لكم” خلقها لكم أنتم فكيف كان شكركم
وهذه السماء المزينة بالنجوم والشمس والقمر أيضا خلقها لكم أيها الناس!
سورة النحل, الآية 12:
وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

سخر “لكم”
الليل والنهار هل تفكرتم في اختلافهما ؟ بل هل تابعتم بالتأمل منظر اختلافهما وتفكرتم؟
سورة آل عمران, الآية 190:
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب

والشمس السراج الوهاج هو لكم أيضا
والقمر جعله لكم لتعلموا عدد السنين والحساب
سورة يونس, الآية 5:
هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون

خلق هذه الكواكب الضخمة لكم لتعلموا وتعدوا ايامكم فهل تفكرتم أم هل عددتم أيامكم وتفكرتم فيم مضت أعماركم؟
وهذه النجوم أيضا خلقها لكم
زين السماء بها لكم فهل تأملتموها؟ وتفكرتم في خلقها؟

سورة النحل, الآية 16:
وعلامات وبالنجم هم يهتدون

تخيل الإنسان صنع أجهزة ملاحة للاهتداء لا تنفع إلا مقتنيها
وربي جعل النجوم بوصله ضخمة يستفيد منها كل من على الأرض مجانا ولا يحتاج لحملها
سورة الأنعام, الآية 97:
وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون

جعل “لكم” أنتم فكيف شكرتموه؟
سورة النحل, الآية 17:
أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون
أفلا تذكرون؟!
سورة الجاثية, الآية 12:
الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

متخيلين هذا البحر الواسع الضخم سخره “لكم”
سورة النحل, الآية 14:
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

تخيلوا؟!
سخره لتأكلوا لحما ليس قاسيا ولكن طريا يريد لكم لحما طريا طيبا لكم.
ويريد لكم حلية تلبسونها يزينكم بها
يحبكم فهل تحبونه؟!
إذا كنتم تحبونه فماذا فعلتم لتثبتوا هذا الحب؟
وكيف قابلتم حبه؟
سورة النحل, الآية 15:
وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون

وهذه الجبال ألقاها رواسي لماذا؟
أن تميد بكم!
لكم هذه الشامخات كلها لكم لكي لا تميد بكم الأرض فلا تستقروا وترتاحوا فيها
سورة النحل, الآية 13:
وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون

وما ذرأ ” لكم” في الأرض
كل ما في الأرض هو لكم
وجعلها ملونة لكم لعلكم تذكرون وتشكرون
سورة النحل, الآية 10:
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون

وهذه الأمطار والينابيع والأنهار أنزلها ” لكم” فأنى تصرفون؟!
سورة النحل, الآية 11:
ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون

أنبت كل الزرع ” لكم” أنتم
ومن كل الثمرات والألوان والأشكال “لكم”
ينوعها لكم حتى تتفكروا
سورة النحل, الآية 18:
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم

كل ما حولنا وكل ما تنظر إليه وتنام عليه وتجلس عليه خلقه الله لكم.
اهتم بكل شي لكم
بيوت وأثاث وراحتكم ووسائل نقلكم والإضاءة وووووو
لكم
فكيف هو حبكم وامتنانكم؟
اللهم لك الحمد على كل ما أنعمت على الإطلاق وعلى كل ما ستنعم على الإطلاق إلى أبد الأبد .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك