الدرس الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفجر : وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24).
هذا في سورة الفجر ، أما في سورة النازعات :
سورة النازعات : يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39).
دائماً يتذكر أولاً (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى) ثم يدخل الجحيم (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى) لكي يدخل عن قناعة .

وهذا من عدل الله تعالى ، من عدله بهؤلاء الأشقياء .
وفي آخر سورة النبأ :

سورة النبأ : إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)

(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) لأنه عندما يرى أعماله السيئة كلها ، ويقتنع بأنه يستحق الدخول ، يتمنى لو كان تراب ، لكان أفضل وأحسن ، أن ينسف نسفاً ، أو يصير هباء أو تراب أحسن من أن يدخل جهنم .
الأشقياء عندما كانوا يعيشون في هذه الحياة الدنيا ، كانوا يتذكرون القليل من أعمالهم السيئة ، وينسون الكثير من أعمالهم السيئة .

سورة الكهف : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ … (57)

يعيشون حالة من النسيان ، وذلك لعامل الزمن ، تمر السنوات وهم في غفلة ، لذلك هناك عاملين ، الزمن والغفلة .
مثال :
مجرم عاث فساداً في القرية لمدة 40 سنة ، بعد 40 سنة يكون قد نسي الكثير من جرائمه ، وتذكر القليل فقط من جرائمه ، وعندما تقبض الشرطة عليه ، في لحظة القبض ينكر الجرائم التي فعلها ، وهذا ما يحدث لشقي عندما يأتيه ملك الموت .

سورة النمل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28).

(مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) ينفي ، يقول : ما فعلت ، (مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ).

يجيبه الملك : (بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، انظر اسم الله العليم .

فيقول له : هيا تعال نأخذك إلى الآخرة ، وفي الآخرة ستتبين لك الحقيقة.

سورة النمل : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28).

(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ) حالة وفاة .

(ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) هؤلاء الأشقياء يظلمون أنفسهم بالمعاصي .

(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) يعني يستسلمون ، لا أحد يستطيع أن يقاوم ، لا أحد يستطيع إلا أن يستسلم .

(مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) الشقي في لحظات الموت الأولى ، في الوهلة الأولى ، لا يعترف بجرائمه ومعاصيه ، بل ينكر كل شيء .

(بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لكن ملك الموت يخبره بالحقيقة ، واسم الله العليم يتجلى يوم القيامة .
سورة غافر : يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ … (16)

(يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ) : يعني مكشوفون ، لأنهم في الدنيا كانوا يعيشون تحت الغطاء ، يغطون جرائمهم ، يخفون جرائمهم ، والله تعالى يكشفهم يوم القيامة .

سورة غافر : يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) .

(إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) هذا التفصيل الذي يبينه القرآن ، يبين كيف أن الله سريع الحساب ، عندما تنطق الجلود ، وتشهد الأذن ، وتشهد العين على هذا الشقي ، فعلاً أن الله سريع الحساب .
سورة الحاقة : يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)
لأن هؤلاء كانوا يخفون ، فالذي يسرق لا يظهر سرقته بل يخفيها ، والذي يغش لا يظهر غشه بل يخفيه .
سورة الأنعام : بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ … (28)

سورة المجادلة : يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)

(أَحْصَاهُ اللَّهُ) : كلمة الإحصاء تكون للشيء الكثير ، يعني عملوا من السيئات الشيء الكثير ، ومشكلتهم أنهم نسوه ، وهنا يفاجئون ويباغتون يوم القيامة بالكم الهائل من الأعمال السيئة التي نسوها ، نسوا أنهم فعلوا كذا وكذا وكذا ، وقالوا كذا وكذا وكذا ، وأبصروا كذا وكذا وكذا ، وسمعوا كذا وكذا وكذا ، لكن كل هذا سيتذكرونه يوم القيامة على حافة نار جهنم ، وذلك قبل دخولها ، لكي يقتنعوا تمام الاقتناع أنهم يستحقون دخول نار جهنم ، وأن الله لم يظلمهم مثقال ذرة .
(أَحْصَاهُ اللَّهُ) : وهم كذلك يعترفون بهذا الإحصاء .

سورة الكهف : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49).
(وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)

فيجدون يوم القيامة الكثير والكثير والكثير من أعمالهم السيئة ، وهذا الشيء الكثير يقنعهم بدخول نار جهنم ، وهم كانوا يتصورون ويظنون أنهم سيجدون شيئاً قليلاً ، لأنهم عاشوا النسيان والغفلة ، لم يكونوا يراقبون أنفسهم .

سورة الكهف : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)
ركز جيداً:
يعني باختصار الإنسان الشقي هو الذي يحاسب نفسه غداً ، يعني الأمر لا يحتاج إلى استجواب واستنطاق ، ولا يحتاج إلى تحقيق ولا إلى احظار شهود ، الأمر لا يحتاج إلى هذا .
سورة الإسراء : وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14).
نفس الشقي تعود عليه ، نفس الشقي هي التي تحاسبه ، تعود عليه ضده ، تشهد عليه ، تحاسبه ، إذن الأمر أسرع مما نتصور ، يعني الأمر ليس مثل الذي يحدث في الدنيا ، من أجل الحكم على شخص ، فإن الأمر يستدعي إحظار الشهود ، والبحث عن العلامات والأدلة والقرائن ، وربما يستنطق هذا المجرم ويحقق معه ، ويسأل ويجيب ، هذا كله لن يحدث يوم القيامة .

سورة الإسراء : … كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14).

وينتهي كل شيء .
سورة الأنعام : … أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)

الأمر أسرع مما نتصور ، لأنه باختصار نفس الشقي تعود عليه ، سمعه و بصره و جلوده كلها تنطق ، تنطق بما سمعه و بما رآه ، مدة حياة التكليف .

سورة الإسراء : وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14).

كل شقي لن يدخل نار جهنم ، إلا وهو مقتنع تمام الاقتناع ، إلا وهو متيقن أن الله لم يظلمه مثقال ذرة ، وأن الله لم يخطأ في حقه مثقال ذرة ، وفوق هذا فإن الله يفتح لهم المجال لمن يتقدم باعتراض أو شكوى أو احتجاج ، ومع هذا لا ينطق أحد منهم .

نحن في الدنيا الآن ، الطلبة بعد إجراء امتحان السنة الأخيرة في الدراسة ، قد يتقدمون بطعن أو شكوى ، ولا سيما إذا كان الطالب مجتهد ، ويعلم من نفسه أنه بذل جهداً ، لأن اللجنة التي تشرف على التصحيح من الممكن أن تقع في أخطاء ، هذا يحدث في الدنيا ، غداً يوم القيامة لا أحد يتقدم بطعن ،لا يوجد ، لا أحد من الأشقياء يتقدم بشكوى ، فوق هذا الله تعالى هو الذي يسألهم ، ويفسح لهم المجال ، قائلاً لم بالمعنى : يا عبادي ، هل ظلمت أحداً منكم ، فليتكلم ، فلينطق ، من وجد شيئاً في صحيفته لم يفعله في الدنيا فليحتج ، ومع الأعداد الغفيرة لهؤلاء الأشقياء ، لا أحد منهم ينطق ، لا أحد ينطق .

سورة النمل : حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85).

يسألهم الله ، ولا أحد ينطق ، (فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ) .
محكمة الآخرة تختلف تماماً عن محكمة الدنيا ، محكمة البشر فيها صراخ ، فيها ضجيج وصخب ، أما محكمة الآخرة فليست كذلك .

سورة طه : …وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)

يعني كل شيء مبين وكل شيء مفصل ، والإنسان هو الذي يحاسب نفسه .

سورة النمل : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85).

جميع الأشقياء يدخلون جهنم وهم مقتنعون أنهم يستحقونها ، وهم موقنون أن الله لم يظلمهم مثقال ذرة ، وهذا من تسبيح الله تعالى ، يعني الأشقياء قبل دخول جهنم ينزهون الله عن الظلم .

سورة الكهف : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)

(وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) .

بخلاف ما يحدث الآن في الدنيا ، الإنسان في الدنيا معرض ، قد يدخل السجن وهو مظلوم ، تكون فتنة ما في قرية ما أو مدينة ما ، ويلقى القبض على مجموعة من الناس ، منهم هذا الشخص ، قد يكون بريئاً ، براءة تامة ، وإنما لوقوع اللبس ، يشتبه في أمره ، فيزج به في السجن ، وقد يمكث في السجن سنين ، ثم تظهر براءته بعد حين ، هذا لن يحدث يوم القيامة ، لا يمكن أن يدخل شقي نار جهنم ، ثم يقال أن هناك خطأ ما وقع ، الله منزه عن هذا ، لن يحدث هذا هناك .

الأمر الأخر : حتى المجرم والمجرم ليس بريء ، قد يزج به في السجن قبل المحاكمة ، قبل أن يحاكم ، طبعاً قد يكون مستحقاً لدخول السجن لكن يدخل السجن قبل المحاكمة ، في الآخرة لن يحدث شيء من هذا .

وفي الدنيا قد يحاكم ومع نهاية المحاكمة واصدار الحكم ، تجد هذا المجرم لا يقتنع بالعقوبة ، يتهمهم بأنهم بالغوا فيها ، وقد يعترف بالجريمة ، لكن لا يعترف بحجم العقوبة ، يقول لهم لا أستحق كل هذا ، يحكمون عليه مثلاً عشر سنوات سجن ، فيقول لهم لا ، لماذا عشر سنوات؟ ، أنا أعترف أني أجرمت وظلمت وتعديت ، لكن لو تعاقبوني بسنة أو سنتين ، لماذا عشر سنوات ؟ ، أنكم تبالغون في العقوبة ، وهذا يحدث في الدنيا ، أما في الآخرة فلن يحدث شيء من هذا .

وهذا ضروري جداً ، أن ننزه الله عن الظلم ، أن الله لا يظلم ، هناك عدل مطلق .

سورة الكهف : وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)
نهاية المحاضرة الأولى

يتبع….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *