بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
من أعظم النعم التي لا يذكرها أكثر الناس ولا يستشعرونها كنعمة أن يكون الله إله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
هذه نعمة علينا ذكرها واستشعارها حتى نعلم ولو جزء يسير من قيمتها العظيمة.
فلو أن الله له شركاء في الخلق لأصبنا بالحيرة نتبع أيهم ولضعنا وتشتتنا ولم نعلم مصيرنا.
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة الزمر : 29]
هذا مثال يضربه لنا الله عز وجل
تخيل لو أن عبدا مملوكا من عدة شركاء وهؤلاء الشركاء غير متفقين بل متشاكسين.
واحد يأمره بشيء واﻵخر ينهاه عن نفس ذلك الشيء.
لو اتبع ذلك العبد شريكا في أمره لعاقبه الشريك اﻵخر والعكس صحيح.
تخيلوا لو أننا مكان هذا العبد واستشعروا كم كنا سنقع في حرج وتشتت وخوف لا يزول من المصير والعقاب المتوقع.
أيضا تخيلوا أن الشركاء اختلفوا وتقاسموا أملاكهم!!!
شريك يأخذ عينك وشريك يأخذ قلبك وشريك يأخذ كبدك!!!
وتخيل ما كان سيحدث للكون!
فوضى عارمة .
(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [سورة المؤمنون : 91]
أليست نعمة عظيمة؟
الحمد لله رب العالمين
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
تخيل لو أنه اتخذ شريكا في الملك .
وكنت ملكا لأحد وابنك ملكا لغيره
وزوجك ملكا لآخر!!
ابنك له تشريع وزوجك تشريع آخر وانت تشريع مختلف.
وكل تشريع يتعارض تطبيقه مع اﻵخر.
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولو كان له ولد لقلقنا ولم نعلم نرضي أي منهم .
انظروا للنصارى ولليهود
يعيشون التخبط والتوهان بسبب أنهم دعوا لله ولدا.
لا يعلمون لمن يتوجهون في الدعاء.
(وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) [سورة البقرة : 116]
الحمد لله رب العالمين
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
تخيلوا أنه لدينا نفس نظام القسيسين عند النصارى .
كلما أذنبنا ذنبا علينا الاعتراف له ليسامحنا.
أليس هذا قمة الاذلال؟
أليست لنا ذنوب نخجل حتى من التفكير فيها ؟
فما بالكم بأن أذهب لرجل وينطق لساني بما اخجل به وأفضح سري.
ألن أخفي البعض خجلا وخوفا من الاذلال؟
وأعيش القلق والخوف أن لي ذنوبا لم أعترف بها للقسيس وقد أذهب للنار ان لم اتجرأ على النطق بها؟
فالحمد لله رب العالمين
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.