الدرس الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

عندما نكون تحت رحمة الله وولايته وحفظه ومعيته فنحن في أمن وأمان يحفظنا ويرعانا ولكن عندما نلقي بأنفسنا في أعمال تطردنا من هذه الرحمة (أعمال تستحق اللعن من الله) عندها نجد أنفسنا فريسة للشيطان وحزبه و نقع في كثير من الأذى.

هناك أعمال كثيرة منتشرة في المجتمعات المسلمة تتسبب بأن يكون فاعلها ملعونا بنص القرآن.
منها:

🌸 قطيعة الأرحام:

(فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ)
[سورة محمد 22 – 23]

وصف قاطع الرحم بأنه ملعون أصم أعمى عن الحق.

فتخيلوا عدد الملعونين الذين لا يعلمون أنهم ملعونون بنص الآية ولا يعلمون قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا يدخل الجنة قاطع) متفق عليه.
يتيهون في الأرض محسودين مسحورين مرضى مصابين بمصائب وينادون يا رب رحمتك ولا يعلمون أنهم مطرودين منها حتى يتوبوا من هذا الذنب العظيم.

🌸 المنتكسين بعد الهداية:

(كَیۡفَ یَهۡدِی ٱللَّهُ قَوۡمࣰا كَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِیمَـٰنِهِمۡ وَشَهِدُوۤا۟ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقࣱّ وَجَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ جَزَاۤؤُهُمۡ أَنَّ عَلَیۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِینَ ۝ خَـٰلِدِینَ فِیهَا لَا یُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ یُنظَرُونَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ وَأَصۡلَحُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ)
[سورة آل عمران 86 – 89]

تجده قد هداه الله ووجد لذة الإيمان والعبادة ثم انتكس وأصبح مرتكبا للكبائر بعيدا عن ربه. ثم يبدأ طريق التنبيهات ليعود إلى رشده ولا يعود وتشتد الضربات ولا يعود ويدعو ربه أن يرحمه وهو في الواقع ببعده هذا قد أخرج نفسه من الرحمة إلى أن يتوب ويعود.

🌸 ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

(لُعِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ یَعۡتَدُونَ ۝ كَانُوا۟ لَا یَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرࣲ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ)
[سورة المائدة 78 – 79]

يرى المنكر ولا يؤثر عليه لا ينهى ولا ينصح وقد يصل لمرحلة أن ينكره ولو بقلبه بل يراه منظرا عاديا أعتادته عيناه وسمعه.

🌸 قذف المحصنات

(إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ)
[سورة النور 23]

تحدثنا عنه بالأمس وأنه من السبع الموبقات وحده ثمانون جلدة. والأخطر هو اللعنة في الدنيا والآخرة لمن لم يتب.

🌸 إيذاء الله ورسوله

(إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا)
[سورة الأحزاب 57]

قد يندرج تحتها التقول على الله ورسوله بالكذب والسخرية من آيات الله ومن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام. والكذب على الله ورسوله.

🌸 كتمان علم شرعي

ويكون غالبا لسبب طائفي أو سياسي أو للإغواء لإرضاء أطراف غير مسلمة أو بمقابل مادي.

🌸 نقض الميثاق وعهد الله

يتساهل الكثيرين في معاهدة الله ثم نقض الميثاق بحجج واهية مثل لم أتلفظ بها أو لم أستطع أو غيرها من الحجج دون توبة ولا أداء كفارة يمين وهذا ما لا يعرفه عامة الناس. تأملوا معي الآيات.

(وَٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوۤءُ ٱلدَّارِ)
[سورة الرعد 25]

(۞ وَمِنۡهُم مَّنۡ عَـٰهَدَ ٱللَّهَ لَىِٕنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ ۝ فَلَمَّاۤ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُوا۟ بِهِۦ وَتَوَلَّوا۟ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ۝ فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقࣰا فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ یَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَاۤ أَخۡلَفُوا۟ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ ۝ أَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ)
[سورة التوبة 75 – 78]

فإذا أخلفهم نفاقا وقعوا في اللعنة التي من نصيب المنافقين.

(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ هِیَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ)
[سورة التوبة 68]

إلا من تاب وعاد لربه.

🌸 من يعجب بالكفار ويقول عنهم أنهم أهدى من الذين آمنوا.

(أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ نَصِیبࣰا مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ وَیَقُولُونَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا۟ هَـٰۤؤُلَاۤءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ سَبِیلًا ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن یَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِیرًا)
[سورة النساء 51 – 52]
وهذا خطير ومنتشر بقوة بين المسلمين كعبارات وجدت عند الغرب اسلام بلا مسلمين أو أنهم خير من المسلمين وأهدى منهم فيشمئز قلبه من المؤمنين أولياء الله ويعظم بقلبه أعداء الله من الكفار.

لذا على من وقع في أي مما سبق وخاصة نقض الميثاق وظلم نفسه بالمعاصي وإخلاف عهده مع الله بالتوبة عاجلا ليتحقق الهدف الذي من أجله وقع في الضر (لعلهم يرجعون) وتذكر (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم).

نكمل غدا إن شاء الله ونمر بشكل سريع على بعض الأعمال المنتشرة بين الناس في المجتمعات وقد تكون تسببت لهم بالوقوع في الضر.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *