الدرس الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

تحدثنا بالأمس عن طريقة من الطرق التي جعلها الله لزيادة الرزق ألا وهو الإستغفار.

وهناك طرق أخرى للرزق غيرها .
نتحدث اليوم عن طريقة التقوى
تقوى الله في السر والعلن

يقول الله جلا وعلا

(.. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
[سورة الطلاق 2 – 3]

من تقوى الله أن تتبع أمره وتنتهي عن ما نهى عنه

وأيضا نجد إشارة لذلك في آية أخرى

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷعراف 96]

فكلما كنت تقيا كلما فتح عليك من البركات
وكلما كانت القرية كلها تقية أيضا فتح الله عليها من البركات والأرزاق.

فإذا كفرت يذيقها عذاب الخوف والجوع

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
[سورة النحل 112]

إذن هي علاقة طردية
زيادة التقوى تؤدي لزيادة الرزق
نقص التقوى تؤدي لنقص الرزق

والتقوى أمر بينك وبين ربك ولا يطلع عليه سواه .
ولأنه مطلع عليك طوال الوقت اجتهد أن يراك تقيا

فقد يبتليك بمعصية قريبة منك تنالها يداك في السر ليعلم إن كنت تخشاه بالغيب فانتبه!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة المائدة 94]

وكما ابتلى أصحاب السبت بالحيتان يوم سبتهم

لذلك تذكر
إن كنت حقا تريد الزواج والوظيفة والترقية والزيادة والبنون والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والسيارة الجميلة…

نفذ الشرط!
تنل الوعد

فوعد الله صدق
تذكر دوما هذه الوعد
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

ونجد في قصص القرآن أمثلة على ذلك

(قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ (((إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)))
[سورة يوسف 90]

كان تقيا في مغفرته لإخوته وتعامله معهم
كان تقيا في موضوع امرأة العزيز ونسوة المدينة
فرزقه الله من حيث لا يحتسب أبدا وجعل له مخرجا لا يخطر على البال.

وأيضا نجده في قصة موسى عليه السلام في تعامله مع الفتاتين .

(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
[سورة القصص 25 – 27]

كان تقيا وفي خوف وبلا بيت ولا مال ولا زوجة ولا طعام ومطارد من قبل الحكومة

ولكن الله جعل له مخرجا ورزقه بيتا وزوجة ووظيفة

ليست قصصا من نسج الخيال ولكنها تحدث حتى في حياتنا ومن حولنا .

انها فوائد التقوى
فهل التقوى والإستغفار هما الحل فقط؟

هذا ما سنتحدث عنه في الدرس القادم إن شاء الله.
فتابعونا..

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *