الدرس الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

تحدثنا في درس سابق عن النبات وكيف أنه يذكرنا بالبعث والنشور حين ينبته الله من الأرض من بذرة ميتة.

واليوم سنتفكر في شيء آخر أيضا يذكرنا بالبعث والحساب ألا وهو النار.

(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)
[سورة الواقعة 71 – 73]

هذه النار في الدنيا وقودها الأشجار التي ينبتها الله عز وجل من الأرض.

وتكلمنا سابقا عن عدة آيات شبه فيها الله الإنسان بالنبات مثل:

(وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا)
[سورة نوح 17]

وكما أن نار الدنيا وقودها النبات فإن نار الآخرة وقودها الناس والحجارة.

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)
[سورة البقرة 24]

فإذا تأملنا النار المشتعلة ونحن قريبون من العيد وهو منظر يراها الجميع لشي اللحوم نتذكر ونحن نرمي قطع الشجر كوقود أن الله قادر على إشعال النار.

(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)
[سورة الواقعة 71 – 73]

وكما أنك لن ترمي في النار غصنا أخضر ولن تقطع من شجرة معطاءه مثمرة. فكذلك رب العالمين لن يرمي بمن كان مسابقا في الخيرات متصدقا بماله قد ملأ الإيمان قلبه في النار.

إذن عندما تنظر إلى النار انظر إليها على أنها تذكرة لتتذكر الآخرة. فتلك الأشجار كانت تغرس وتحرث وتحصد لفترة من عمرها ثم قل سقيها من الماء فجفت وقست ولم تعد تحقق الهدف من وجودها يأتي اليوم الذي يصبح فيه مصيرها الحرق في النار.

وكذلك نحن نعيش عمرا بين عمل وزواج وتربية وانتاجية فإذا قللنا سقينا من نبع القرآن والذكر جفت قلوبنا وقست وأصبح لا نفع منا للهدف الذي خلقنا الله من أجله.

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
[سورة البقرة 74]

(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
[سورة الزمر 22]

فسبحان الله العظيم.

(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)
[سورة الواقعة 71 – 74]

النار هي متاع ونفع للناس وهي تذكرة لنا.

كما أن التفكر فيها يجعلنا نوقن بأن الخالق واحد.

وأن كل شيء مرتبط ببعضه والأهم أن كل شيء يذكرنا بالتفكر في الآخرة فالله عز وجل لم يخلق شيئا عبثا سبحانه.

(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ (((وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)))
[سورة آل عمران 191]

كانت هذه الوسائل الأربعة لليقين بالآخرة ونبذ الريب فيها:

خلق الإنسان
النبات
الماء
النار

فالإنسان والنبات متشابهان فإما أنهما يحافظان على ليونة باطنهما بالماء أو القرآن وإلا فإن المصير هو النار. والعياذ بالله.

اللهم اجعلنا من الموقنين.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *