الدرس الرابع عشر

 بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

في رحلتنا لتحقيق الهدف في تليين القلوب ليتنزل عليها القرآن هناك أمر مهم علينا إنجازه أولا.
وهو المغفرة للآخرين
أن تسامح وتطهر قلبك فيكون مستعدا لنزول الآيات

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة الجاثية 14]

ينادينا ربنا ، ينادينا نحن المؤمنون ، فهل سنسارع في الإستجابة لنداءه سواءً  كان خيرا نؤمر أم شرا نترك … ففي كلا الحالتين لابد من المسارعة في الإستجابة. 

لنرى ماذا يأمرنا ربنا جل وعلا شأنه ، ماذا يريد منا أن نفعل ؟؟

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة الجاثية 14]

سبحانه الرحيم يريدنا أن نغفر لهؤلاء الذين لا يرجون أيام الله !

سبحانه كيف هو حقا رحيم رؤوف ودود بعباده .. يشركون ويكفرون به ومع هذا كله هو رحيم بهم ويرعاهم أن طلب منا أن نغفر لهم ما يصدر منهم من أذى. 

وأيضا لترتاح قلوبنا من المشاعر السلبية التي تؤذينا أكثر مما تؤذيهم.
وتتهيأ القلوب لنزول الآيات فيها.
فكلما استثقلت المغفرة لهم
فكر أيهما خير الآيات أم الإصرار على الغضب والزعل؟
إن كنت تحب القرآن فستقول فورا بل الآيات خير لي وستغفر.

قل في هذه اللحظة
سمعنا وأطعنا يا الله سنغفر لهم وسنصفح عنهم بغية أن تغفر لنا وتصفح عنا مصداقا لقولك الكريم ..

(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) )
[سورة النور 22]

قلنا انهم لا يرجون أيام الله ولا يؤمنوا بها ومع هذا لابد من أن نغفر لهم .

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة الجاثية 14]

ترى لماذا ؟؟

لأن الساعة آتية وهي أشد وأكثر أهمية من خلاف تافه في أمر من أمور الدنيا مهما كانت عظيمة في نظرنا القاصر.
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)
[سورة الحجر 85]

ولعل وعسى من ذلك الذي لا يرجوا أيام الله ولا يصدق بها بصفحي له أن يلين قلبه يوما ما لذكر الله فيحيى قلبه !

ولعل بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة أن تحدث أثرت في قلبه ، رجاءً أن يخرج الله من أصلابهم من يرجو رحمة الله تعالى !

( (((يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ))) وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ)
[سورة الروم 19]

وقدوتنا في هذا هو رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، كيف أوذي وعذب من قبل هؤلاء الناس إلا أنه كان يغفر ويصفح لهم بغية منه أن يرجعوا لخالقهم ولا يشركوا به شيئا. 

ومن نحن أحبتي في الله حتى نتكبر ولا نغفر لهؤلاء الضالين عن جادة الصواب ،

هم بحاجه إلى من يأخذ بأيديهم لا إلى من ينفرهم ويبعدهم عن الحق ، فلنشكر الله الرحيم أننا لسنا في مكانهم لا نرجوا أيام الله. 

وكم من ضال اهتدى بالصفح والمعاملة الحسنة ، بل وكم من كافر وملحد أعلن إسلامه بسبب الكلم الطيب والصفح بعد أن كان يضمر في قلبه حقدا وكراهية للإسلام والمسلمين .

ولا يخفى عليكم ما نشاهده ونسمعه اليوم من دخول جاليات مختلفة في الإسلام وبالأخص عاملات المنازل لما يلاقين من حسن خلق وصفح من أصحاب المنازل.

فلنحتسب الأجر ولنسارع في الصفح والمغفرة لأن الله هو وحده من يجازي على الأعمال خيرا كانت أم شرا .

(قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة الجاثية 14]

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *