بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو السميع العليم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
بدأنا في اليوم الأول بمحاولة تطبيق الذكر الكثير . بالشحن في المحطات الثلاث . ثم الربط بين الآيات والتأمل بما حولنا . ثم الربط بين الآيات وكل الأحداث حولنا والقصص القرآني والأمثال في القرآن. ثم ربطنا بين الآيات والنعم التي أنعم الله بها علينا لشكرها
واليوم نتعلم طريقة جديدة للذكر الكثير
وأريد أن أتعرف على تجاربكم في تطبيق الذكر الكثير كما تعلمنا هنا في الأيام السابقة وماذا شعرتم هل زاد عندكم الذكر هل أصبح هناك روحانية أكثر وشعور بالقرب من الله؟
لأن درس اليوم يعتمد على مدى التطبيق في الأيام الماضية
آيات الضر
هي رسائل من الله لنفيق من غفلتنا ومما نحن فيه من مخالفات
سورة الزخرف, الآية 48:
وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون
سورة السجدة, الآية 21:
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
سورة الروم, الآية 41:
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
سورة الأعراف, الآية 168:
وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون
اذن نعرف أن كل ما قد يصيبنا من سيئة أو ما يسيئنا هو رسالة من الله من نوع الرسائل الجديدة التي تلقيناها بعد فتح البريد القديم المتراكم
لأن الذاكر لله ذكرا قليلا قلبه مريض ولن ينتبه لهذه الرسائل الجديدة
فإذا أكثرنا من الذكر أحبنا الله وذكرنا في من عنده
فاذا أصاب من كان قليل الذكر ما يسيئه سيرجعها إلى الشركاء
مثلا تدمر بيته سيقول الأم الطبيعة أو غضب الطبيعة أو السيل أو الوادي أو الفيضان
ولكن الذاكر لله ذكرا كثيرا يصبح مرهف الحس وكثير الانتباه
ويفهم ويستوعب رسائل الله
الآن أصبحنا نذكر الله ذكرا كثيرا ولدينا بعض المخالفات شرعية بسبب الغفلة والغيبوبة عن الذكر التي عشناها .
هل سيتركنا الله لأنفسنا أم يرشدنا برسائله ؟
إذا اتصفنا بصفات أولي الألباب هل سيتركنا دون توجيه ؟
الضر للذاكر لله ذكرا كثيرا هو نعمة وتوجيه من الله
هي رسائل اذن فعلينا أن نكون مرهفي الحس لتلقي هذه الرسائل لأننا لسنا أنبياء ولن يأتينا الوحي مع الملائكة صحيح؟
وكلما أكثرنا من الذكر كلما كنا مرهفي الحس أكثر وكلما كان الرسائل ألطف واستوعبناها اكثر
بمعنى من كان قليل الذكر نهائي سيأتيه عذاب محيط لكي ينتبه لأنه ملبد الحس
ولن يشعر إلا بعذاب عظيم لكي ينتبه
سورة الروم, الآية 41:
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
أما الذاكر لله آناء الليل وأطراف النهار فتكون رسائله خفيفة قد تكون رؤية أو تنبيه بمحاضرة أو شيء من هذا القبيل
وهناك من لا ينتبه إلا بجرح أو حرق أو سقطة أو صداع أو مرض وتتفاوت العذابات الدنيا حسب الذكر كيف كان
لذلك أشبه البشر كطلاب صف في يوم اختبار
المجتهد المثابر الذي يذاكر وأخطأ في سؤال سينتبه بنظرة مثلا من المعلم أنه أخطأ
الطالب المتوسط سينتبه اذا أخبره المعلم راجع الاجابة
أما البليد الذي لا يذاكر أبدا فلا فائدة من اخباره أن يراجع لأنه لن يعرف الاجابة هنا على المعلم أن يرسبه لكي يهتم ويذاكر
نحن في دار ابتلاء واختبار
ونحن نطلب الفردوس صحيح؟
والطريق للنجاح يحتاج للذكر الكثير والاجتهاد
كلما انتبهنا أكثر وأسرع وذكرنا أكثر كلما كان الرسائل أقل ايلاما
الآن أوضح كيف نربط الآيات مع الضر لزيادة الذكر
اذا أكثرنا من الذكر وفرضا جاءتني بعوضة اذا انتبهت وذكرت آية البعوضة وحاولت استشف رسالتها فلن تلسعني
ولكن اذا لم أهتم قد تلسعني للفت نظري
واذا لم أهتم بهذه اللسعة فسأتلقى ليلة مؤلمة من اللسعات
سورة البقرة, الآية 26:
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين
أتأمل البعوضة كيف خلقها ربي باتقان وكيف أنه خلق ما فوقها باتقان وأفكر هل أنا نافقت اليوم هل قللتمن الذكر هل علمت أنه الحق من ربي أم استهترت بشيء من خلقه
مثلا هل نظرت للشمس ورفضت تأملها لأنها شيء قديم ومعروف واستصغرتها؟
البعوضة تلسعنا لأنها مأمورة كعذاب أدنى للفت نظرنا ربما قللنا من تأمل مخلوقات الله وآياته الكونية وربما لشيء آخر هنا تأتي محاسبة النفس
الذكر الكثير يجعلك تفهم أكثر وربما تأتيك الأجوبة اذا استعنت بالله .
أسأل الله أن يرشدك وستأتيك الاجابة بالطريقة التي يريدها هو
عليك أن تعرف الذنب لكي تتوب منه
مثال يقرب لكم
مثلا لو ابنك خرب لك شيء وغضبت عليه وهو لم يفهم السبب أقصد سبب غضبك واعتذر هل ينفع ؟ هل يرتدع أم سيعيدها ؟
اذن يجب أن تفهم ابنك غلطته لكي لا يعيدها وهذا هو الهدف من الضر تعرف الذنب لكي تتوب منه
فاذا استغفرنا ونحن لا نعرف غلطتنا سنكمل الغلط ونستمر في الذنب
أحيانا الضر ليس لذنب معين ولكن قلة الذكر هو ذنب بحد ذاته!
لأنه بقلة الذكر أصبح منافقا وأعود للظلمات
سورة النحل, الآية 61:
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
وقد يكون الضر تمحيص واختبار لمدى تمسكنا بديننا وطاعاتنا رغم المصاعب التي قد تواجهنا واعتراض وسخرية من حولنا.
سورة البقرة, الآية 214:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
سورة العنكبوت, الآية 2:
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون
سورة العنكبوت, الآية 3:
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
والصبر على الضر له أجر :
وبشر الصابرين
الضر اذا صبرنا عليه بل اذا رضينا به وأنبنا واستغفرنا فلنا أجر الصبر عليه
هناك من يتربون في بيت صالح حتى اذا كبر تعرض للفتنة ليرى الله صدقه من كذبه في صلاحه هل هو فقط يتبع أهله أم هو صادق في ايمانه
سورة البقرة, الآية 214:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب
اذن من يدخلون الجنة يجب أن يمروا بهذه المراحل سنة من سنن الله في خلقه والله عادل
لن ندخل الجنة حتى يصيبنا ما أصاب من قبلنا
يجب أن نصل في الاختبار لمرحلة الزلزلة الشديدة ونحاول ان نتمسك جيدا بايماننا
حتى نصل لمرحلة نقول فيها متى نصر الله؟!
سورة الأحزاب, الآية 10:
إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا
سورة الأحزاب, الآية 11:
هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا
سورة الأحزاب, الآية 12:
وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا
هذه الحادثة في احدى المعارك وصل المؤمنون فيها لمرحلة الزلزله
ليختبر الله صدقهم وقد نجحوا بفضل الله وكثير من الناس يفشلون
راجع نفسك كم مرة تمسكت بطاعة من الطاعات واصبت بالفتنة والزلزلة الشديدة ثم تراجعت وفشلت؟
إن كنت صادقا وعزمت العودة للطاعة فتأكد أنك ستجد اختبار آخر وربما مشابه تماما لما سبق ليمحصك الله ويرى صدقك.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك