بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
هذا حمد وهذا ذكر لنعمة التوحيد و استشعار لهذه النعمة
فكيف نشكر الله على هذه النعمة العظيمة؟
ما هو العمل الصالح الذي نشكر الله به كونا إلها مشرعا واحدا؟
بأن نعظمه ونكبره في نفوسنا ونسعد أنه لدينا تشريع واحد لا اختلاف فيه ونطبقه كما أراد الله .
وبأن نتوجه إليه وحده بالعبودية وهذا هو الإخلاص لا نبتغي سواه.
وأن نتوجه إليه وحده بالدعاء كما أمرنا.
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [سورة غافر : 60]
وأن نكره دعوة من سواه ونستشعر أنه طريق الاذلال بطلب من لا يملك شيئا.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) [سورة سبأ : 22]
وأن نتخلص من الرياء بالإخلاص في العبودية.
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ ((يُرَاءُونَ النَّاسَ ))وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]
و لا نستعين إلا به
“إياك نعبدوا وإياك نستعين”
وأيضا لا نتخذ من دونه وكيلا.
(وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ((أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا)) [سورة اﻹسراء : 2]
لاحظوا معي أن شكرنا لهذه النعمة هو في الواقع نعمة
ركزوا معي…
لأن…
استعانتك بغير الله
اذلال
دعاءك لغير الله
اذلال وعدم حصولك على مرادك.
طاعتك لغير الله
مشقة وحرج وعذاب.
عدم اخلاصك في العبودية
تعب لا طائل من وراءه.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 111]
لم يأمرنا بالوحدانية إلا لمصلحتنا وشكرنا لهذه النعمة كله ينصب في اتجاه سعادتنا وراحتنا وعزتنا
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [سورة النساء : 139]
العزة لمن يبتغي العزة عند الله عز وجل.
والراحة وحصول النعيم في الدنيا والطمأنية إنما يأتي بتنزيهه عن الولد والشريك والنقص والعيب وهذا هو التسبيح.
ولذلك يأمرنا بالتسبيح في كل وقت .
(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ) [سورة طه : 130].
للصبر يأمرنا بتسبيحه لما يحصل من راحة في القلب وربط له
وللضيق أيضا يأمرنا بتسبيحه لذهاب الضيق من قلوبنا.
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ) [سورة الحجر : 97]
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) [سورة الحجر : 98]
ولحسن التوكل عليه أيضا أمرنا بتسبيحه.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا) [سورة الفرقان : 58]
حتى وقت القيام أمرنا بتسبيحه وقت نوم الكثير.
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) [سورة الطور : 48]
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) [سورة الطور : 49]
وتأملوا معي أمرنا بتسبيحه
تنزيهه
توحيده
لكي يسعدك أنت!
لكي تصبر عند الشدائد
لكي ترتاح من الضيق
لكي تتوكل عليه.
وعلينا عند الحمد أن نسبحه هو فقط بالحمد والثناء
فهو رازقنا وعلينا أن ننسب النعم إليه.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ) [سورة فاطر : 3]
هل من خالق غير الله يرزقكم ؟؟؟؟
هل يوجد ؟؟؟
لا إله إلا هو
وهذا هو شكرنا لنعمة أنه لا إله إلا هو
فهل أدينا هذا الشكر؟
وقفة للمحاسبة.
لنحاسب أنفسنا
هل أشفقنا على أنفسنا من الاذلال وطلب المساعدة من المخلوقين؟
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [سورة الحج : 73]
فإن كان شفقتنا على أنفسنا من الذل هو العبودية لله فلماذا نبخل على أنفسنا ؟
هل سبحناه حقا هل نزهناه عن الشريك أم أن ألسنتنا وقلوبنا مازالت تدخل الشركاء في أفعاله ونعمه علينا.
هل نزهناه من النقص والعيب أم مازالت ألسنتنا وقلوبنا تبحث عن النقص والعيب وتنسبه لله من حيث لا تشعر.
هل شكرنا الله على أنه المشرع الوحيد بالطاعة المطلقة أم ادخلنا هوانا ليغربل الأوامر لنا نطيعه هذا ونعصيه في ذاك
نؤمن ببعض ونكفر ببعض.
” أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”
هل آمنا حقا بجميع آيات الله وكنا مستسلمين لها؟
(الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ) [سورة الزخرف : 69]
هل نحن منهم ؟
أم آمنا بالغلاف واستسلمنا لبعض ما فيه فقط؟
اﻵن وقد علمنا تقصيرنا في شكر نعمة أنه لا إله إلا الله…
أريد منكم خطوات عملية تنفذونها شكرا لله على هذه النعمة العظيمة لنكون من الشاكرين.
شاركونا….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.