الدرس الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ و((َالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة))ِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [سورة آل عمران : 14]
حب المال عند الغافل يقوده للمعاصي قد يقوده للرشوة للسرقة. للبخل عن الإنفاق في سبيل الله .
قد يقوده لجمعها بالحرام وانفاقها في الحرام فقد تملكت شغاف قلبه
تجده لا يشبع منها كلما حصل منها شيئا أراد المزيد
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ ((فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ))ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة اﻷعراف : 176]

مثل الكلب ان اعطيته يلهث وان منعته يلهث وكذلك الغافل الذي يغفل عن اﻵيات دوما يلهث للمزيد من المال. ولا يكتفي منها أبدا.
يريد المزيد وهو بذلك يشبه جهنم والعياذ بالله
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) [سورة ق : 30]
وكل القناطير المقنطرة التي جمعها وكنزها تكون سببا في عذابه هناك
(..وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [سورة التوبة : 34]
(يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [سورة التوبة : 35]
بينما المؤمن دوما وأبدا ينفق مما رزقه الله . لأنه يحب المال خارج قلبه. حبه للمال يجعله يرسله للآخرة لكي يبقى هناك
(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة النحل : 96]
فتجده دوما يقرض الله قرضا حسنا ليحصل على الفوائد المضاعفة هناك
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [سورة البقرة : 245

ويقول لهم ولدينا مزيد!
بعكس جهنم التي تريدهم وتطلب المزيد.
فالمؤمنون في الجنة يقول لهم
(لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [سورة ق : 35]
المؤمن لا تغره الفوائد البنكية هنا ولا تغره الأموال فهي تفنى.
المؤمن رؤيته واضحة واستثماره ناجح
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ((وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)) ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [سورة آل عمران : 14]
وكذلك حبه للمركوب والاستثمارات بأنواعها .المؤمن يدرك أن التجارة مع الله هي الاستثمار الناجح
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) [سورة فاطر : 29
من يتلوا كتاب الله يقيم الصلاة ومن يقيمها تتضح رؤيته فهي تأمره بالمعروف فينفق ويرجو تجارة مع ربه
يتاجر وينفق
يوفق بينهما
بينما الغافل يتاجر ويبخل ويكنز فتكوى به جبهته والعياذ بالله
هو الإنفاق ما يطهر القلب من حب المال وجمعه بأنواعه.
فلو أن كل انسان اتخذ مع تجارته المادية تجارة غيبية مع الله لما كان هذا حال الكثير من الأمة.
أغنياء ومعدمين
مليونيرين وجوعى بلا مأوى
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ((ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)) [سورة آل عمران : 14]
هذا هو متاع الحياة الدنيا زائل ولا يدرك المآب إلى الله إلا الذاكر لله ذكرا كثيرا.
بينما الغافل يتوه ويضيع ولا تتضح رؤيته فيركن للدنيا ويرضى بها ويطمئن حتى يظن أنه خالد فيها ويعيش على هذا الأساس.

تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *