بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
يمكنك القراءة دون تطبيق ولكن بتطبيقك تستفيد.
بحيث أن المعلومة التي تطبقها تثبت في عقلك أكثر مما تقرأه بشكل عابر.
نأخذ مثالا إضافيا قبل التطبيق.
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا)
[سورة العاديات 1]
سورة العاديات رسالة من الله
رسالة عتاب
رسالة تبين الفرق بين من يسابق ويجاهد للجنة وبين من يسابق ويجاهد للدنيا
“والعاديات ضبحا”
هذه الخيول التي تجري وتسابق لدرجة أن يعلو صوت تنفسها الذي يحرق صدورها من سرعة النفس.
(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا)
[سورة العاديات 2]
من قوة جريها تضرب بحوافرها الأرض حتى يخرج شرر من تحت حوافرها!
(فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا)
[سورة العاديات 3]
تباغت أعداء مالكها منذ الصباح لا تنام صباحا ولا تتكاسل.
(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا)
[سورة العاديات 4]
تثير الغبار خلفها من جدها واجتهادها في الجري
(فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)
[سورة العاديات 5]
فتدخل وسط أعداء مالكها مهاجمة بلا خوف ولا تردد مقدامة.
وكل هذا تفعله العاديات لمالكها شكرا له على حفنة من العشب الجاف الذي يقدمه لها ومسحة على عنقها وسيقانها وشربة ماء .
سباق سريع أنفاس متسارعة ضرب بالحوافر لا تكاسل غبار يتطاير من السرعة والشجاعة .
شكرا لمالكها
حبا لمالكها
عرفانا لمالكها
لأنه قدم لها القليل
ثم ماذا يقول ربنا؟
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
الإنسان الغافل كفور جاحد بنعم ربه مالكه وخالقه
يقدم له الرزق كل يوم
بكل معاني كلمة الرزق
ولا يشكر
يطلب منه أن يسابق
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
[سورة الحديد 21]
ليس لأجل عشب جاف وشربة ماء
ولكن لجنات ملتفة الأشجار أكلها دائم ومن كل ما تشتهيه الأنفس وأنهارا من لبن وعسل وخمر وماء.
ليست 5 كيلو جرام من العشب
وليست مرعى مساحته 5 كيلومتر
بل جنات عرضها كعرض السماء والأرض
ولكن الغافل لا يسابق وأيضا لا يجاهد بقوة
بل حتى الصلاة يقوم إليها متكاسلا يجر نفسه جرا.
بينما العاديات يخرج الشرر من تحت حوافرها.
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
[سورة النساء 142]
وبينما تغير العاديات صبحا نجد الغافل نائم عن صلاة الفجر ولا يجاهد نفسه ولا الشيطان !
وبينما العاديات تثير الغبار خلفها من الجري
نجد الغافل قد خط الأرض تحته بخطين من جره لقدميه وهو يمشي للمسجد.
وبينما العاديات تتوسط جمع الأعداء مهاجما
نجد الغافل يتوسط جمع أعداء الله خليلا وصاحبا ومواليا.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
[سورة العاديات 6]
الغافل جاحد كفور
إذا جرى فسيكون جريه خلف المال
وإن جاهد فسيكون لجمع المال
وإن هاجم فسيكون للحفاظ على ماله أو حربا على أولياء الله
(وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)
[سورة العاديات 7 – 8]
حبه للمال شديد
حبه للدنيا والترف شديد
وهو على ذلك لشهيد
لماذا؟
لأنه نسي الآخرة
نسي البعث
نسي أن هناك ما هو أجمل وأبقى وأفضل
(أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
[سورة العاديات 9 – 10]
ألا يعلم أن ما في الصدور سيكشف؟
ألا يعلم أن غفلته وظلمة قلبه ستكشف؟
ألا يعلم أن نفاقه سيكشف؟
ألم يعلم بأن الله يرى؟
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)
[سورة العاديات 11]
يوم البعث سيعودون للخبير بهم
الخبير بذنوب عباده
وسيجزى الكل بما عمل
وسيحصد الجميع نتاج أعماله
فنهاية السباق قريبة
فإما جنات ونهر
وإما زقوم ومهل
ربنا اجعلنا من المجاهدين المسارعين واجعلنا من الفائزين يا رب العالمين.
حان دوركم في التطبيق
تمرين اليوم هو:
اختر سورة قصيرة وتدبرها بحث تربط السورة بمواضيعها ببعضها لتخرج برسالة كاملة وموضوع مترابط.
ننتظر إجابتك..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.