الدرس الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

نتعلم اليوم معا كيفية التعامل مع آيات الأمثال في القرآن الكريم من منطلق الآية:

(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
[سورة الزمر 27]

والآية:

(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
[سورة العنكبوت 43]

حيث أن الله حثنا على التفكر فيها لعلنا نتذكر وننيب إليه.

الأمثال في القرآن تحتاج لتفكر أعمق وتحتاجون لتعلم كيفية التعامل معها حيث أنها قد تصادفكم خلال تلاوتكم. ولا يعقل تلك الأمثال إلا العالمون.
العالمون بجلال الله.
العالمون بعظمة الله.
العالمون بأسماء الله وصفاته.

في آيات الأمثال قد تحتاج قبل تدبرها للعودة للتفسير لذلك أرسل لك موقع التفاسير في حالة عدم احتفاظك به في المفضلة لحل التمارين.
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=0&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=no&LanguageID=1

نأخذ معا المثال الأول:

نختار أولا آية من آيات الأمثال في القرآن:

(وَاضْرِبْ لَهُمْ ((مَثَلَ)) الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [سورة الكهف : 45]

أولا نستخرج الذكر والتسبيح

اضرب: فعل أمر من الله
أنزلناه : فعل الله وحده
الله: لفظ الجلالة
مقتدرا: صفة لله عز وجل

ثانيا نقرأها قراءة ذكر وتسبيح بصوت مسموع.

ثالثا التفكر في الآية مع اسقاطها على واقعنا.

يضرب الله لنا في هذه الآية مثلا رائعا وواقعيا جدا للحياة الدنيا فتعالوا معا لنتأمله.

“واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء”

بدأ المثل بداية بنزول الماء من السماء سبحان الله و حياة كل من الإنسان والنبات والحيوان يبدأ بنزول الماء هي بداية الحياة الدنيا للجميع.

” وجعلنا من الماء كل شيء حي”

“كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض…”

ينزل الماء فيخرج النبات من الأرض وهي المرحلة الثانية من الحياة الدنيا وكذلك الحيوانات والبشر ينزل الماء فيخرج للحياة ويبدأ مراحله في الدنيا ضعف ثم قوة ثم ضعف.
النبتة تخرج ضعيفة ثم يقوى عودها وتكبر وتثمر وينتفع بها الناس والدواب ثم تنتقل للمرحلة الأخيرة في الحياة الدنيا.
كذلك الإنسان يبدأ ضعيفا طفلا ثم يقوى عوده ويشب فيكون مثمرا بالمال والبنون ثم يبدأ المرحلة الأخيرة.

وكذلك الدواب الأخرى..

(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [سورة الروم : 54]

وبعد ذلك تبدأ المرحلة الأخيرة

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [سورة الكهف : 45]

هذا النبات يضعف يصفر ويصبح هشيما تذروه الرياح وتنتهي حياته الدنيا كأن لم تكن بالأمس.
وكذلك الإنسان يضعف ويشتعل رأسه شيبا وتصبح عظامه وهنة وبعدها يموت ويدفن وتنتهي حياته الدنيا ..
وكان الله على كل شيء مقتدرا..
كل شيء يصير إلى حطام لندرك قدرة الله عز وجل
“ما عندكم ينفد وما عند الله باق”
كل شيء يفنى ويبقى هو الأول والآخر.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [سورة الرحمن : 26]

(وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [سورة الرحمن : 27]

رابعا نستخرج الذكرى من هذا المثل أو الفائدة التي ننتفع بها في حياتنا.

يريد الله أن ينبهنا إلى حقيقة هذه الحياة الدنيا ألا نعتبر ؟
أجدادنا ولدوا وشبوا وشابوا وماتوا وانطوى ذكرهم
وآباءنا سائرون في نفس الطريق.
ونحن من بعدهم..
أمن أجل هذا خلقنا؟
لنولد ونكبر ونموت؟
لماذا خلقنا ربنا؟
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]

نحن إذا هنا في الحياة الدنيا للعبادة فقط ولن يعبده إلا من أدرك الفرق يقينا بين الحياتين الدنيا والآخرة. فزهد في الدنيا وعمل للآخرة.
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة الحديد : 20]

فمن أراد وآثر الحياة الدنيا فليمض فيها لعبا ولهوا وتفاخر وتكاثر والآخرة عذاب شديد.
ومن أراد وآثر الحياة الآخرة فليعمل لها وله فيها مغفرة من الله ورضوان.

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [سورة اﻷنعام : 32]

لم يخلقنا عبثا لنلعب ونلهو فيها .
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [سورة المؤمنون : 115]

لم يكن يلعب عندما خلقنا وخلق السموات والأرض

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) [سورة الدخان : 38]

كان واضحا
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]
ولكن الشياطين وقرناء السوء يزينون لنا العكس ويزينون لنا الحياة الدنيا حتى نظن أنها هي الحياة الوحيدة لنا.
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) [سورة محمد : 14]

(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة البقرة : 212]

ونسينا أن الدار الآخرة هي الحياة.
(وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ) [سورة الفجر : 23]

(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [سورة الفجر : 24]

(وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [سورة العنكبوت : 64]

ضرب الله لنا أمثالا كثيرة للحياة الدنيا وشبهها لنا بدورة حياة النبات ليبين لنا قصرها ونهايتها .ونبهنا أن من يريدها فهي لعب ولهو ولكن الذين ضلوا يفهمون العكس يظنون أننا خلقنا للعب وللهو وينسون أنه ما خلقنا إلا لنعبده.
دعوة للتفكر في الفصول الأربعة ماء ينزل ثم نبات يخرج ويقوى ويثمر ثم يصير حطاما هذه هي الدنيا فلا أعجب إلا من معجب بها وراغب فبها.

خامسا الدعاء من منطلق الآية طلبا للخير ودفعا للشر.

يا رب لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا.

نأخذ مثالا آخر:

نختار الآية أولا

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[سورة البقرة 266]

أولا نستخرج الذكر والتسبيح
الله: لفظ الجلالة

ثانيا قراءة الآية قراءة ذكر وتسبيح

ثالثا التفكر في الآية واسقاطها على الواقع
تعالوا نتعلم مثلا من أمثال القرآن لننتفع منه في حياتنا.

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[سورة البقرة 266]

تخيل معي
أنك الآن في كبر سنك . لنقل أنك في التسعين من العمر
ورزقك الله ذرية في كبر سن وهم الآن صغار جدا وضعفاء
تمتلك جنة من نخيل وأعناب وتجري من تحتها الأنهار
وفوق هذا في هذه الجنة من كل الثمرات
(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَات)

في هذا الوقت قد يفكر الإنسان بالإطمئنان على ذريته من بعده
ويطمئن على نفسه في شيخوخته أنه لن يحتاج شيئا من أحد وأنه غني جدا
فقد قضى عمره يحرث في تلك الجنة حتى أصبحت بهذه الإنتاجية العالية وبهذا الجمال وآن له اﻵوان أن يقطف ثمار ما حرث
ليتفاجأ بمصيبة!

( فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[سورة البقرة 266]

تخيل أن الجنة بكل ما فيها من نخيل وأعناب ومن كل الثمرات أصبحت رمادا
وأنت كبير في السن ولست بقادر على الحرث فصحتك لا تساعدك
وأيضا أصبحت فقيرا لا تملك من تؤجره لأنك فقدت كل أملاكك
وفوق هذا ذريتك لا تستطيع فعل شيء فهم ضعاف وصغار
بالنسبة إليك انتهى كل شيء ولا مجال للعودة لحالة الثراء.

(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[سورة البقرة 266]

اﻵن تخيل أن الجنة بكل ما فيها هي حسناتك التي قضيت عمرك في جمعها
أعمالك .عباداتك . حجك. صومك. صلاتك. إنفاقك.
ومن كل الأعمال الصالحة
وأهملت خلالها نصح ذريتك وتربيتهم.
فكانوا ضعافا في الدين
لم تترك لنفسك ولد صالح يدعو لك أو يتصدق عنك
وعلى مشارف نهايات عمرك وقعت في عمل أحبط الله به كل حسناتك الماضية !!!!
تخيل!!!
جنة الحسنات أصابها إعصار فيه نار فاحترقت
أصبحت حسناتك كلها رماد !!!

(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ)
[سورة إبراهيم 18]

ولم يبق لك من العمر شيئا لتعوض فملك الموت في طريقه إليك!
وأيضا لم تترك ولدا صالحا يدعو لك ويتصدق عنك.

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
[سورة البقرة 266]
مثل مخيف حقا
نقلة كبيرة
من حسنات متضاعفة
إلى رماد

رابعا نستخرج الذكرى أو الفائدة من هذا المثل

لنفكر ما هي الأعمال التي تتسبب بإحباط أعمالنا لنتجنب حصول اعصار نار لأعمالنا؟

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
[سورة محمد 9]

كراهية ما أنزل الله من آيات تحوي أوامره ونواهييه تحبط أعمالنا والعياذ بالله فلنتفكر هل هناك أمر أكرهه وأكره العمل به.

وأيضا تكرر هذا الأمر في عدة آيات مثل

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)
[سورة محمد 28]

و

(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ ((أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا)) فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
[سورة اﻷحزاب 19]

وأيضا لنحرص على تربية أبنائنا تربية صالحة لنقيهم عذاب النار

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
[سورة التحريم 6]

خامسا الدعاء
اللهم إنا نستودعك أعمالنا ونعوذ بك من الجهالة وحبط الأعمال.

نأخذ مثال أخير:

نختار الآية

(لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الحشر : 21]

أولا نستخرج الذكر والتسبيح

أنزلنا: فعل الله وحده
الله: لفظ الجلالة
نضربها: فعل الله وحده

ثانيا نقرأ الآية قراءة ذكر وتسبيح

ثالثا التفكر في الآية واسقاطها على الواقع

سبحان الله هذا الجبل الذي نراه شامخا ضخما صلدا.
يسبح الله ويسجد له الليل والنهار لا يفتر ولا يتكبر ولذلك لا يتحمل نزول القرآن عليه ويتصدع خاشعا !

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩) [سورة الحج : 18]

(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [سورة اﻹسراء : 44]

هذا الجبل الذي لا تؤثر فيه أعتى الزلازل ولا يتصدع منها يسبح الله مع نبي من الأنبياء.

(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ) [سورة ص : 18]

ولأنها تسبح الله تسبيحا حقيقيا فهي وإن كانت تقاوم الزلازل فهي لا تستطيع تحمل نزول القرآن عليها من شدة تأثرها!

(لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الحشر : 21]

يضرب الله لنا مثلا بهذا الجبل القوي كيف يكون تأثره وخشيته لله تجعله يخر هدا إن دعوا للرحمن ولدا!
لأنه من المسبحين تسبيحا حقيقيا.

(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) [سورة مريم : 90]
(أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا) [سورة مريم : 91]

هي تسبح الله تنزهه عن الشريك فإن دعوا للرحمن شريكا تكاد تخر هدا!!!

فما بالنا يا قوم؟!

ما بال قلوبنا قاسية وشديدة لا تتأثر ولا تتفطر ولا تحزن؟!!

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 74]

أصبحت قلوبنا أشد قسوة من الحجارة!!

لا تخر هدا

ولا تخشع

ولا تتصدع

مع أنها قطعة من عضلة بحجم قبضتك!!

رابعا نستخرك الذكرى والفائدة من هذا المثل.

لو أننا نتأمل صدوع الجبال لنعتبر منها ونخجل من قسوة قلوبنا لربما انتفعنا من هذا المثل وكان دافعا لنا للتسبيح.

تأملوا تصدعات الجبال من خشية الله

تأملوا الحجارة التي تتساقط منها وهي تهبط من خشية الله

وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء مثل العيون والينابيع

وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار!

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 74]

لماذا الجبال التي ترتفع فوق سطح الأرض بآلاف الأمتار وفي عمق الأرض آلاف أخرى تتأثر وهي من حجارة صلدة؟!

لأنها وبكل بساطة

(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ) [سورة ص : 18]

فلو أننا نسبح الله تسبيحا حقيقيا في العشي والإشراق للانت قلوبنا وخشعت وتصدعت من خشية الله ولهبط كبرياؤنا وتفجرت عيوننا دموعا من التأثر وهذه ثمرة من ثمرات التسبيح الحق.

كما أن الجبال لا تعصي ربها فهي أقل قسوة من قلوبنا التي امتلأت بسوء الظن والكبر والبغضاء والحقد والحسد وبقية معاصي القلوب.

(لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الحشر : 21]

ضرب الله لنا هذا مثلا لعلنا نتفكر لعلنا نراجع أنفسنا لنرى ما هي مشكلتنا .لماذا لا نستشعر عظمة هذا القرآن ومنزل هذا الكتاب.

بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفقدون وعيهم من نزول الآيات في قلوبهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان جبينه يتعرق.

ونحن نسمع وقد لا يدخل خلال جدران قلوبنا شيئا.

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمد : 24]

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ …َ) [سورة البقرة : 74]

قلوبنا خلقها الله عز وجل من طين لازب.

تأمل الطين إذا لم يمسه الماء المبارك أياما فإنه يجف ويصبح قاسيا كالحجارة. ولتلينه مرة أخرى تغمسه في الماء ثم تدعكه فيلين مرة أخرى.

كذلك قلوبنا إن لم تمسها آيات الله المباركة فإنها تجف وتصبح أقسى من الحجارة.

فاغمس قلبك بآيات الله وادعكه بالتفكر والتدبر ليلين مرة أخرى.

ندعكه بالخوف والرجاء جرب الشعور بالخوف تجد له أنقباضا بالقلب وشعور الرجاء له انبساط بالقلب فكن بين انقباض الخوف وانبساط الرجاء تدعك قلبك بهما حتى يلين.

خامسا الدعاء
اللهم ربنا ارحمنا واشف قلوبنا وأزل قسوتها وارزقنا الخشوع وفتح مغاليق القلوب كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا
آمين يا رب العالمين

إذن الخطوات واضحة في التعامل مع آيات الأمثال

1- نستخرج الذكر والتسبيح
2- قراءة الآية قراءة ذكر وتسبيح
3- التفكر في الآية واسقاطها على أرض الواقع.
4- استخراج الذكرى والفائدة من المثل
5- الدعاء

حان دوركم للتطبيق..

تمرين:

استخرج آية أمثال وأرسلها في تعليقات هذا الدرس كتمرين للتعرف على آيات الأمثال.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *