الدرس الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وبإسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ..
ما الفرق بين قلب يتدبر وقلب لا يتدبر ؟
القلب المتدبر هو القلب الذي استنار بالذكر الكثير .القلب الحي بروح القرآن .القلب الذي تفتحت أقفاله . هو قلب المؤمن بربه.

القلب الذي لا يتدبر القرآن هو قلب أقفل بأقفال وختم عليه بختم من الله العزيز الحكيم فأظلم ومات من قلة الذكر .

تخيلوا الفرق بين محل مضاء مستنير مفتح الأبواب جميل ما فيه ونظيف وسليمة بضاعته.
يدخل زبائنه ويتجولون فيه .
وبين محل أمرت الحكومة بإقفاله لأنه خال من الإشتراطات الصحية أغراضه غير سليمة ولا صحية قد علاها الغبار والقاذورات . فأقفلته الحكومة وختمت عليه بالختم الأحمر . فهل سيكون هذا المحل حيا بزبائنه أم ميتا؟!

هل الزبائن يستطيعون الدخول أم لا يتمكنون ؟!
كذلك هو الفرق بين قلب المتدبر وقلب المنافق.
فالفرق بين المؤمن والمنافق هو الذكر فإن كان كثيرا كان مؤمنا وإن كان قليلا كان منافقا .ما الدليل؟!

سورة النساء, الآية 142:
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

المنافقين يذكرون الله ولكنهم لا يذكرونه إلا قليلا.
والنفاق هو أن تظهر خلاف ما تبطن .
والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
إذن الفرق بينهما ليس ظاهريا ولكنه في القلب فالمنافق يقوم أيضا للصلاة ولكن بكسل لمرض في قلبه هو قلة الذكر

المشكلة في المنافق أنه لا يعلم أنه منافق لأنه يعيش في ظلمات فلا يكاد يبصر نفسه فيتعرف على نفسه أو مرضه لذلك هو لا يشعر ولا يعلم أنه منافق.
سورة البقرة, الآية 9:
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
لا يشعرون…
سورة البقرة, الآية 10:
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون

فما هي أعراضهم التي لا يشعرون أيضا بها ؟
سورة البقرة, الآية 11:
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

سورة البقرة, الآية 12:
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون

لا يشعرون أنهم مفسدون ويظنون حقا أنهم مصلحون في المجتمع…قالها ربي ولكن لا يشعرون هم حقا لا يشعرون
سورة البقرة, الآية 13:
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون

ولكن لا يعلمون!!!
وللأسف لا يعلمون هذه الحقيقة ان استمروا بالذكر القليل والحياة في الظلمات إلا في أرض المحشر فهناك فقط ينتبهوا للأسف أنهم في ظلمات
سورة الحديد, الآية 13:
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب

سورة الحديد, الآية 14:
ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور

يظنون أنهم كانوا مع المؤمنين وهذا كفيل باللحاق بهم في الآخرة!

سورة النساء, الآية 142:
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا

المسألة ليست بهينة العيش في الظلمات فعلا يفقدك الرؤية للهدى والطريق المستقيم والأكثر خطرا هو أنك لا ترى نفسك . اقرأوا هذه الآية التي تشرح مدى الظلمات هذه

سورة النور, الآية 40:
أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور

ثم يأتي أناس من الظلمات يقولون وما فائدة النور الذي تتكلمون عنه!
وكيف لا يوجد إلا بالذكر الكثير في القرآن؟!
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ويوم القيامة سيعرفون فائدة هذا النور وأنه لا يكون إلا بالآيات البينات والذكر الكثير

لنقف امام صفات المنافقين التى وضحها الله لنا
نسأل انفسنا كيف هو ذكرنا ؟
كيف هي صلاتنا؟

سورة الحديد, الآية 9:
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم

الآيات البينات هي التي تخرجنا بإذنه من الظلمات إلى النور وذلك بالذكر الكثير
والقلب إذا أظلم أصبح لا يبصر الهدى
إنها لاتعمى الابصار
سورة الحج, الآية 46:
….. فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

لذلك الذكر الكثير عندما أمرنا به الله عز وجل لم يكن إلا لمصلحتنا نحن وهو الغني عنا لنبصر الطريق المستقيم

سورة الأحزاب, الآية 41:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا

سورة الأحزاب, الآية 42:
وسبحوه بكرة وأصيلا

سورة الأحزاب, الآية 43:
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما

الذكر الكثير يخرجنا به الله من الظلمات إلى النور رحمة بالمؤمنين

بدون الذكر الكثير يصبح القلب ليس فقط مختوما عليه مكبلا بالأقفال ولكن يغلفه الران والأكنه ويتسبب في أن تكون على الأعين غشاوة وفي الآذان وقر فلا نرى آيات ربنا ولا نسمعها كما يجب أن تكون

سورة المطففين, الآية 14:
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

يتكون الران بما تكسبه القلوب الغير سليمة

سورة المائدة, الآية 13:
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين

نقض الميثاق مع الله يقسي القلب يصبح كالحجر

سورة الأنعام, الآية 25:
ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين

فإذا استمعوا للقرآن لا يستفيدون منه ولا يفهمونه. ولا يؤمنوا بآياته ويظلون يجادلون بكل آية ويقولون هذه نزلت في فلان وهذه علان وكأن القرآن هو فقط أساطير الأولين
سبحان الله
لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا..

{ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا}
ثلاث أيام لا يكلم الناس لكن أمره بأن يذكر ربه كثيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *