الدرس الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

كنز اليوم كنز ثمين تاجر به التجار وربحوا الملايين وتاجر به الأطباء وتاجر به الإختصاصيين. ألا وهو كنز الصحة والرشاقة.

هل يعقل أن يكون القرآن قد علمنا كيفية الحصول على الصحة والرشاقة؟؟؟

نعم تأملوا معي قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
[سورة البقرة 172]

فقد علمنا الله عز وجل أن نتخير أطعمتنا ولا نأكل إلا الطيب منه فلا نأكل إلا ما نعرف أنه طيب ومفيد. ولكن للأسف الحاصل هو أننا نأكل ولا نعلم ولا نفكر هل هذا الطعام طيب أم لا.
فما معنى الطيب؟
هو اللذيذ الطاهر الخالي من الأذى والخبث والضرر والأنجاس.
فنجد أغلب طعامنا فيه الضرر والأمراض الزيوت مهدرجة والسكر مكرر والمجمدات والمنتهية الصلاحية والمليئة بالمواد الحافظة المتهمة بالضرر وبعض الأحيان بمواد مستخلصة من الخنازير او ما تحتوي على الكحول القليل!!!

فمن أين تأتينا الصحة وقد ملأنا أجسادنا بالخبائث؟!!

إذن السبب الأول للحصول على الصحة والرشاقة هو: تحري الطعام الطيب.

والسبب الثاني هو: أن نتحرى الحلال لأن ما سواه مضر لنا ولصحتنا ولا يناسب أجسادنا وإلا لما حرمه علينا خالقنا الذي هو الأعلم بما يضرنا وينفعنا.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
[سورة البقرة 168]

السبب الثالث للصحة والرشاقة هو: عدم الإسراف في الطعام وأكل ما نحتاجه فقط.

(.. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
[سورة اﻷعراف 31]

وقد جاءت السنة شارحة لمقدار الطعام الذي نحتاجه في قوله صلى الله عليه وسلم:
(ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه)

إذن الأصل أننا نحتاج للقيمات كافية لقيم صلبنا فقط وان أردنا أن نزيد فلا نزيد عن الثلث للطعام الطيب الحلال وثلث للشراب الطيب الحلال وثلث لنَفَسِنا.

ولو اتبعت أمة محمد هذه الآية وهذا الحديث الشريف لوفرت المليارات التي تذهب لمراكز التنحيف ومنتجات التنحيف وعيادات علاج أمراض السمنة من ضغط دم مرتفع وسكري وأمراض الركب والعمود الفقري والكوليسترول …إلخ.

ولذهبت تلك المليارات لإطعام الجوعى الذين لا يجدون ما يقيمون به أصلابهم!!!

السبب الرابع للصحة والرشاقة والقوة الجسدية هو الإستغفار وهو سبب غيبي وعدنا بنتيجته رب العالمين.

(وَيَا قَوْمِ ((اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ((وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ)) وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)
[سورة هود 52]

نحتاج فقط لليقين به وتطبيقه بالطريقة الصحيحة والإستمرار به حتى تتحقق القوة الجسدية ولنا في المعمرين الأقوياء من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات آية في تحقق هذه الآية. فكم رأينا من الذاكرين والذاكرات وقد تعدوا المائة عام وهم يمشون بصحة وعافية ويخدمون أنفسهم وبالعكس نجد من يخسرون قوتهم من بداية ال ٨٠ عاما.

فإذا كنت حقا تثق بكلام ربك وكنت حقا تريد التخلص من السمنة أو المحافظة على الرشاقة أو تريد أن تحافظ على صحتك وتقويها فاتبع سببا ثم تابع الدرس القادم…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *