بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
اﻷولاد علمنا ربنا إن منهم عدو لنا وعلينا الحذر منهم والعفو والصفح والمغفرة فهم فتنة واختبار.
ونتذكر الصبر الأليم الذي مر به نوح عليه السلام من ابنه.
(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) [سورة هود : 42]
(قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) [سورة هود : 43]
شعوره بالألم لحظتها تخيلوه وهو يرى اليوم الأخير لأبنه وهو مصر على البقاء مع الكافرين ويفضلهم عليه!
الألم في الإبن أقسى من ألم الأزواج وهو عانى الأمرين!
سلام على نوح في العالمين
(وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) [سورة هود : 45]
حتى أنه اختبره الله في أن لا يخاطبه في المغرقين!
اختبار عظيم جدا
ونحن ما هو حالنا؟
يطلبون منها أمور ترفيهية مخالفة من الناحية الشرعية ونستجيب من أجل دمعتين تسيلان منهم!
الكثير من البيوت دخلتها ألعاب الفيديو الداعية للكراهية وبشخصيات نسائية عارية .
وفوق هذا تحصل فيها أمور مخجلة وأخرى شنيعة مثل أمرهم بحرق القرآن أو الدوس عليه بالأقدام!!!
والقنوات الهابطة سواء الكرتونية أو العادية الماجنة.
وكل هذا مخافة حزن الأبناء وزعلهم!!
نشتري هذه الألعاب فنكون داعمين أيضا ماديا لتلك الشركات المجرمة.
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) [سورة القصص : 17]
يحتاج الامر الى الجديه وعدم التهاون .
وفي هذا نريد اصلاح ابنائنا ونحن نفسدهم بأيدينا.
وعلينا أن نوجه حبنا للأبناء للآخرة فكيف نرضى بجهلهم لأنهم صغار أن يجرونا للنار وهم لا يستوعبون بدلا من أن نأخذ بأيديهم لطريق الجنة؟!
اذ لن تأخذهم معك إلا من صلح منهم إلى الجنة وهذه حقيقة قرآنية ثابتة.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ ((صَلَح))َ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ) [سورة الرعد : 23]
نوقظهم لصلاة الفجر بتهاون ولا نجبرهم ان كانوا متعبين بينما يعلو الصراخ ليسمعه الجيران عندما نوقظهم للمدرسة؟!!
هل المدرسة أهم من الصلاة؟
هذا ما نلقنهم إياه منذ الصغر لا شعوريا ونحن لا نشعر .
هل المدرسة من ستوصلهم بمناهجها للجنة ؟
نهتم بتعليمهم علوم الدنيا قبل تعليمهم القرآن.
تساهلنا في امور ديننا
بل أصبح الكثير جدا بل الأغلبية لا يعلمون أبناءهم الدين والشرع بل حتى الصلاة أحيانا معتمدين على المدرسة التي قد لا تعلمهم كل شيء!
نجر أنفسنا وأبناءنا للهاوية
حالة من عدم الشعور حب زائف . كيف تحب أم ابنها وتجعله حطب جهنم باهمالها؟!!!!!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [سورة التحريم : 6]
وقودها الناس قبل الحجاره
فالحجاره احسن ممن قست قلوبهم.
علينا أن ننتبه ونفهم الحقائق ونوجه الحب بطريقة سليمة فليس هذا هو الحب!
هذا حب ناقص
حب فيه نسيان للآخرة
ولو أننا نحبهم متذكرين للآخرة لأحببناهم أكثر وعلمناهم النجاة في الدنيا من ضنك العيش
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [سورة طه : 124]
وفي اﻵخرة من نار جهنم والعياذ بالله
لنتعلم من لقمان حبه لإبنه وهو يعظه. هذا هو الحب الحقيقي.
هل قدمناه لأبنائنا؟
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [سورة لقمان : 13]
إذا أحببنا اﻵخرة أكثر من الدنيا فإن حبنا يصبح لمن في الدنيا صحيحا وسليما ومنجيا لنا ولهم.
بينما إن آثرنا الحياة الدنيا فإن حبنا لهم يكون زائفا قاصرا ونحن لا نشعر.
تابع….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.