الدرس الحادى عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

اليوم نتعلم بإذن الله قراءة التسبيح. فكيف تكون قراءة التسبيح؟

بأن ننزه الله سبحانه وتعالى من الشريك ومن الخطأ والعيب والنقص وأن ننسب الأفعال والنعم له وحده لا شريك له.

سأعطيكم أمثلة ثم أعطيكم التمرينات عليها بإذن الله.

ركزوا إخوتي على أفعال الله لنتعلم تسبيحه وبعدها عندما تقرأ ركز على الإثنين الذكر الذي تعلمناه في الدرس السابق والتسبيح الذي سنتعلمه في هذا الدرس بإذن الله.

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
[سورة يونس 5]

أفعال الله هنا هي:
(جعل، قدره، خلق، يفصل)

فكيف أقرأ الآية قراءة تسبيح؟

أن أتوقف عند كل فعل من أفعال الله وأتفكر مثلا في هذه الآية أتساءل:

من الذي جعل القمر نورا؟
من الذي جعل الشمس ضياء؟
من الذي قدر القمر منازل ؟
من الذي خلق كل شيء؟
الله وحده لا شريك له

ننزه أن يكون قد شاركه أحد في ذلك.

بعدها ستبصر أن ضياء الشمس الله هو الذي جعله ولولا ذلك لكانت الشمس مظلمة.

ستبصر أن نور القمر هو الله الذي جعله فيها ولولا الله لكانت مظلما.

عندما تقرأ هذه الآية قراءة تسبيح ثم تخرج للخارج ستنتبه أكثر لأفعال الله في الشمس والقمر ولن تعتبرهما شيئا عاديا أو طبيعيا أو تحصيل حاصل أو روتينيا.
وستبصر فعل الله في تقدير القمر لمنازل ولولا ذلك لبقي على هيئته ولم يتغير .

عندما ستقرأ كل آيات الله بهذه الطريقة ستبصر كل أفعال الله في الكون حولك وفي نفسك وهكذا ستكون ذاكرا لله بقلبك وفكرك في كل أحوالك قياما وقعودا وعلى جنبك.

الآن اقرأها قراءة ذكر مع قراءة تسبيح بمعنى ركز على أفعال الله بالإضافة لكل كلمة تذكرك بالله فيها. اقرأها بصوت مسموع مع النظر إليها. وتفكر فيها

( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
[سورة يونس 5]

كيف كان استشعارك للآية ؟

هذه القراءة تشعرك بعظمة الله سبحانه وتشعرك بضعفك وقوته وبفقرك وغناه وبحبه عن من سواه.
سبحانه العزيز المتعال.

قد يتساءل القارئ ما الفرق بين قراءة الذكر وقراءة التسبيح؟

قراءة الذكر أشمل لأنها تتضمن التسبيح بينما التسبيح هو التركيز على الأفعال فقط.

لذلك نحن نجمع بينهما في قراءة الذكر والتسبيح.

نأخذ مثالا آخر

ركز على أفعال الله فيها

(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الرعد 3]

أفعال الله هنا هي:

(مد، جعل، جعل، يغشي)

عندما نقرأها قراءة تسبيح وتفكر وتأمل في تلك الأفعال هكذا:

هو الذي مد الأرض سبحانه لم يشاركه أحد في مدها ولم يكن هذا تحصيل حاصل أو طبيعيا أو حدث صدفة سبحانه بل هو الذي مد الأرض وحده لا شريك له.

و هو الذي جعل الرواسي في الأرض وحده لم تتكون هكذا صدفة ولكن الله وحده هو الذي جعلها.

وهو الذي جعل الأنهار تجري في الأرض لم تأتي المياه صدفة هكذا ولكن الله هو الذي جعلها تجري وكذلك الأودية هو الذي جعلها.

وهو الذي يغشي الليل النهار وحده. كل يوم يأتينا بالليل ويأتينا بالنهار . لا يأتيان هكذا تحصيل حاصل وروتين يومي بل هو الذي يأتينا بهما يوميا سبحانه ولو لم يفعل لبقينا في نهار دائم أو ليل مستمر.

وهو الذي جعل من كل الثمرات زوجين اثنين لم تتكون هكذا صدفة وتختار الإختلاف لذكر وانثى بل الله هو الذي جعلها هكذا سبحانه.

لنقرأ الآن الآية قراءة الذكر والتسبيح

( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الرعد 3]

استمع لنفسك وأنت تتلوها مركزا على الكلمات التي تذكرك بالله وأفعاله.

وعندما تخرج للخارج ستربط الآية بالكون لتجمع بين:
القرآن المسطور (القرآن الكريم)
والقرآن المنظور (الكون)
وستبحث في الكون عن أفعاله التي علمنا إياها في الآيات وستشعر أنك تعيش في ظل الآيات وستعظم الله الذي ترى أفعاله حولك.

نأخذ مثالا آخر.

(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)
[سورة الرعد 12]

نسبح الله في هذه الأفعال

هو الذي يريكم البرق وحده سبحانه ولولاه لما أرانا إياه ويرينا إياه مع وضع مشاعر متضادة في قلوبنا خوفا وطمعا.
هذه آية من آيات الله أن تكون في مشاعر متضادة بنفس الوقت في قلب واحد .

خوفا أن يصيبنا البرق بسوء
وطمعا في الماء الغزير الذي ينزله الله من المزن.
وحده لا شريك له الذي يرينا نور البرق خوفا وطمعا.

ويرينا أن اجتماع مشاعر الخوف والطمع في قلب المؤمن ممكنة وحقيقية وليست غير ممكنة إذا رأت نور الحق ونور الآيات سبحانه لا شريك له.

وهو وحده الذي ينشيء السحاب الثقال ولا تنشأ بنفسها وتتكون لوحدها وتسير لوحدها وتسقط الماء لوحدها ولكن الله وحده لا شريك له هو من ينشئها ويجمعها ويراكمها بعضها فوق بعض ويسيرها للمكان الذي يريد انزال الماء فيه فينزله منها سبحانه لا شريك له.

الآن اقرأ الآية قراءة ذكر وتسبيح بالنظر والإستماع.

( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)
[سورة الرعد 12]

الآن إذا أراك الله البرق واختلطت مشاعرك بين الخوف والطمع تذكر أنه فعل الله وإذا رأيت السحاب الثقال تذكر أن الله هو الذي أنشأها وسيرها لكم .

اربط الآيات بالكون ابحث عن الله من خلال أفعاله في الكون وانسبها له وحده.

الآن لننطلق في التطبيق مع تمرين هذا الدرس.

تمرين:

استخرج أفعال الله من الآية ثم أكتب فقرة فيها تساؤلاتك وتفكرك وكيف تنسب تلك الأفعال إلى الله.

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ)
[سورة النحل 80]

ثم أرسل اجابتك في تعليقات هذا الدرس.

ملاحظة: إذا لم تفهم كلمة في الآية يمكنك العودة للتفسير لمعرفة معناها ثم اكتب إجابتك كما هو مطلوب في التمرين.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *