الدرس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)
[سورة النحل 102]

إن هذا الكتاب هو الأساس في ديننا.
بدونه لن نعبد الله كما يريد وسنتبع الهوى.
فهو الذي إن تمسكنا به هدانا ربنا ثم ثبتنا على الهداية
(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
[سورة اﻷعراف 52]

إذن هو هدى

ولكن للمؤمنين فقط!

وهو رحمة

ولكن للمؤمنين فقط!

هو لمن يصل للإيمان بهذا الكتاب أنه تنزيل من رب العالمين
يهديهم به للصراط المستقيم ليسيروا عليه.

ويرحمهم به ربهم.

وأيضا..

وهذا مهم جدا..

أنه بعد هدايتهم يثبتهم على الهداية

فقط وفقط وفقط

طالما هم مازالوا متمسكين بالقرآن.

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)
[سورة النحل 102]
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ((لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا)) وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)
[سورة النحل 102]

هو تثبيت إذن (ليثبت)

ولكن !!!

يثبت فقط المؤمنين.

إذن من فؤائد هذا الكتاب أنه

يهدي المؤمنين فقط

ويثبت المؤمنين فقط
المؤمنين بهذا الكتاب

وأقصد المؤمنين حقا الذين لا يداخلهم أدنى شك أو ريب هم فقط من ينالون فوائد القرآن.

ولكن…

كيف أتأكد إن كنت مؤمنا حقا بهذا الكتاب ولا يداخلني أي شك فيه؟
ببساطة اعرض نفسك على بعض اﻵيات.

مثلا:
كنت تعاني الفقر وتشتكي العقم ووقعت هذه اﻵيات بسمعك أو رأيتها أو قرأتها.
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)
[سورة نوح 11 – 13]

إن كنت مؤمنا حقا بالكتاب فإنك ستستجيب فورا وبكل يقين وستبدأ بالإستغفار وتلزمه وأنت 100% واثق بأن وعد الله سيتحقق .

ولكن إن كان في قلبك شيء من ريب فستقول سأجرب. وستلزم الاستغفار مدة وأنت مجرب له ثم تمل وتقول جربته ولم ينفعني .
مثال آخر:

سمعت أو قرأت هذه اﻵية

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
[سورة النور 55]

ثم يخالجك خاطر …

” هذه اﻵية لم تتحقق وأن الله مكن الكافرين علينا واستخلفهم في الأرض وأصبحنا خائفين ولا نتمكن حتى من ممارسة بعض الشعائر في بعض البلدان”

إن صدقت هذا الخاطر فأنت ما زلت في ريب وشك ولم تصل للإيمان الحقيقي بهذا الكتاب .
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)
[سورة السجدة 3]

إن جارى أحدهم نفسه في
شعور الريب
ووسوسة الشيطان

فإنه قد يمر بتقلبات يخشى عليه من أن يصل للتكذيب بالكتاب وإتهام النبي عليه الصلاة والسلام بافتراء هذا الكتاب والعياذ بالله.
وكم رأينا من الناس من وصلوا لهذه المرحلة للأسف بسبب بعدهم عن “تدبر” كتاب الله فتركوا دينهم.

إذن ما هو الحل ؟!

كيف أصل لدرجة الإيمان الحق الخالص بهذا الكتاب؟!
ببساطة بأن أطبق قاعدة من قواعد القرآن الكريم

وهي:

(نفذ الشرط تنل الوعد)

كيف؟!!!!!
أنفذ الشرط في القرآن بحذافيره 100 % بما يتوافق مع كتاب الله .

ليس 80% !

وليس 90 % !

ولا حتى 99.9% !!!

بل نفذ الشرط 100 %

عندها تنال الوعد 100%

تريد أمثلة؟

اقترب وركز معي…
مثال :

أريد الشعور بالطمأنينة وأن أتخلص من القلق والخوف والتوتر وغيره من المشاعر السلبية وسمعت قوله تعالى.

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
[سورة الرعد 28]

عندها علي أن أنفذ الشرط وهو أن لا أتوقف عن ذكر الله لأن الشرط هو ذكر الله فإذا توقف الذكر ذهبت الطمأنينة .

لا أن أذكر 10 دقائق ثم أتوقف وأستغرب أن القلق قد عاد إلي

ولكن الطمأنينة مرتبطة بإستمرار الذكر وهذا معنى الذكر الكثير .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
[سورة اﻷحزاب 41]

لماذا قال الذين آمنوا؟

لأن المؤمن فقط هو من سيستجيب لهذا الأمر .

ولماذا قال الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله؟

لأن المؤمن ذاكر لله مطمئن القلب متوكل على الله.
فالهلع لا يصيب إلا من نقص ايمانه أو قل ذكره
مثال آخر:

أريد أن أكون ممن يؤمن بالآيات جميعها إيمانا حقيقيا.

فأقرأ قول الله عز وجل :

(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
[سورة السجدة 15 – 16]
فأجد أن المؤمن إيمانا حقا هو من يخضع لجميع أوامر الله بلا استكبار عن تنفيذ أي منها بقوله

” لم أقتنع بهذا”

أو

” ربما اﻵية منسوخة”

أو

” ربما اﻵية لها معنى آخر”

أو يأول اﻵية بما تشتهي نفسه.
بل حصر المؤمن ((إنما))يؤمن بآياتنا)
في صفة أنه إذا سمع الآية…

خر لها ساجدا !!!

بمعنى خضع لها خضوعا كاملا ولم يستكبر عن تنفيذها .

وهذا من صفاته أنه لا يطيق فراشه ليلا ليقوم لربه ساجدا راكعا تاليا لكتاب الله ومنفقا نهارا بما رزقه الله من علم أو مال وغيره.
يخالجه شعور لا يشعر به إلا المؤمن حقا بالآيات

الخوف عنده ممزوجا بالطمع

الخوف من الله وعقابه

والطمع بما عند الله من الجنات والنعيم.

فلا هو خائف قانط من رحمة الله

ولا طامع ضامن لنفسه الجنة متراخي عن العمل للآخرة
فإذا أردت أن تكون ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع …

عليك ان تنفذ الشرط أولا!

وهو بأن تخضع لآيات الله جميعها 100 %
فإذا لم تنل الوعد فاعلم أنك لم تصل لنسبة 100% من تنفيذ الشرط.

المشكلة ليست في القرآن إن لم تتحصل على الوعد.

وزوال الكون أهون عند الله من أن لا ينفذ وعده للمؤمنين.

ولكن المشكلة هي أنك لم تصل لنسبة 100 % من تنفيذك للشرط.
مثال آخر:

كنت تعاني مثلا من الحسد أو السحر وقرأت قوله تعالى:

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
[سورة اﻹسراء 82]

وعلمت أن القرآن شفاء

وأردت الاستشفاء به

وهو وعد الله للمؤمنين أنه شفاء

فعليك إذن أن تنفذ الشرط وهو أن تكون من المؤمنين حقا وتنفذه بنسبة 100%

وإلا !

لن يزيدك القرآن إلا خسارا.

فهو يزيد الظالمين لأنفسهم بالمعاصي خسارا .

فإن أردت الاستشفاء به ابدأ أولا بالتوبة النصوح والعمل بأوامر الله 100 %
فإذا رأيت موعود الله يتحقق حقا عند تحقق وعوده للمؤمنين آمنت بالكتاب إيمانا حقا وتخلصت من الريب والشك.

(تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)
لكي تستشعر عظمة نعمة نزول الكتاب إلينا من فوق سبع سماوات ونحن العبيد في أقصى الكون في أدنى سماء شاهد هذا الفيديو الذي يأخذك في رحلة في الكون

رحلة في الكون يأخذك من اﻷرض إلى أقصى الكون
http://youtu.be/9MzMbELngPM
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *