الدرس الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه انه هو العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
تعلمنا في الدرس السابق كيف نستطيع بعون الله من الذكر الكثير طوال اليوم والليل قياما وقعودا وعلى جنوبنا
وقلنا أنه يتأتي بقيام الليل الطويل في الصلاة وتدبر القرآن
المزمل 6: ان ناشئة الليل هي اشد وطءا واقوم قيلا
الإنسان 26: ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا
وقلنا أن الليل الطويل أقله أو الحد الأدنى له هو ثلث الليل.
المزمل 20: ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك
وثانيا بالتأمل في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله.
الأعراف 185: اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء وان عسى ان يكون قد اقترب اجلهم فباي حديث بعده يؤمنون
وربطه بالآيات وذلك في التسبيح في البكرة والأصيل واستشعار التسبيح مع المخلوقات من حولنا
الإسراء 44: تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا
الآن نضيف ونكمل في عالم التأمل
قلنا أن الانبياء بدأوا حياتهم بالتأمل فوصلوا لليقين بالله
الأنعام 75: وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين
ونحن نأمل أن نصل لليقين بالله وأنه بالتسبيح المتواصل نسبح مع الكون نشعر بالتواصل هذا ونشعر بالقرب من الله
وهذا الدرس سنأخذ فن فتح الرسائل من الله
سبحانه سخر لنا الأرض وما فيها وما عليها والسموات وما فيها وكل هذه المخلوقات إنما هي رسائل من الله لنفتحها بالتأمل لنقرأ عظمة الله
ولكن لأن البريد منسي ومهجور فقد أصبح صندوق البريد ممتلئ ولا يوجد فيه مكان لرسائل جديدة
سورة يوسف 105: وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون
وأفضل طريقة لتلقي رسائل جديدة والشعور بالتواصل والقرب من الله هو فتح البريد وقراءة جميع الرسائل حولنا
الشمس رسالة تأملها واستشعر عظمة الخالق.
القمر رسالة تأمله واستشعر عظمته
الجبل رسالة
الأشجار حولك رسالة
جسمك رسالة. صحتك .أبناؤك. والديك . أخوانك. صديقاتك.
الحجر والورق والخشب والأرض والباب والسرير والطاولة والظلال
مئات بل ألوف بل ملايين بل أكثر
بريدك معطل كان مقفلا وقفله ضائع المفتاح في القرآن الكريم والآيات كثيرة في مجال التأمل
افتح الصندوق وابدأ من اليوم بل من الآن افتح رسائل الله إليك
انظر للباب واقرأ الرسالة
تفكر في نعمة الباب
تفكر أن الباب شيء من عالم الشهادة يقرب لك عالم الغيب
تذكر أنك دخلت الدنيا وستخرج وأمامك بابين تخلد وراءهما
إما أنك تدخل الجنة من أبوابها وإما النار والعياذ بالله
ص 50: جنات عدن مفتحة لهم الابواب
النحل 29: فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين
انظر إلى المصباح تذكر آية
سورة النور, الآية 35:
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم
تفكر في نور المصباح يقرب لك عالم الغيب تفكر كيف أنك بدون المصباح لا تستطيع الحركة بدون تخبط بالأثاث
كذلك بدون نور الله ونور القرآن تتخبط في الدنيا ولا ترى الطريق
انظر للشارع تفكر أن الطريق المستقيم يوصلك بطريقه أسرع وأسهل وأن الطريق المتعرج يجبرك على البطء والتأخر وربما التوهان
كذلك الصراط المستقيم اتباعه يوصلك بسهولة إلى رضا الرحمن ولكن التخبط والتأخر يؤخرك وقد لا تصل
انظر لكل ما حولك إنما هي أمثلة تقرب لك عالم الغيب .
زجاجة الدواء مكتوب فيها رج الزجاجة قبل الاستعمال. فنرجها ألم نتفكر أن الله سبحانه سيرج الأرض رجا في يوم ما كما نرج الزجاجة؟
الواقعة 4: اذا رجت الارض رجا
الحقيبه فيها الاحتياجات اللازمه للسفر
والقبر ايضا العمل الصالح او الطالح
البقرة 197: وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب
نحتاج لفتح الكثير والكثير من الرسائل حولنا لنتوصل لليوم الآخر ونكون من الموقنين.
كل هذه الأمور تساعد على تطبيق الآية
سورة آل عمران, الآية 191:
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
ستبقيك ذاكرا شاكرا طوال الوقت .
السلم ف البيت ودرجاته الصعود اليه يحتاج منا الى جهد اما النزول اسهل …وكذلك درجات الاخره الصعود اليها تحتاج الى أعمال صالحه خالصه كذلك درجات الايمان صعب الوصول إلى ايمان عالي ولكن النزول سهل وسريع.
آل عمران 163: هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون
الآن نأتي إلى نعم الله علينا
فاطر 3: يا ايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فانى تؤفكون
أحيانا الانسان يمل من شكر نفس النعم كل يوم وارجاع فضلها لله كل يوم بنفس الكلمات ولو أدرك الفائدة منها لأكثر..
ابراهيم 7: واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد
لدينا هذا البريد الكبير الممتلئ وكلما فتحنا رسالة شكرنا الله عليها وكلما أعدنا الشكر على نفس النعم كلما تلقينا رسائل أكثر جديدة وكلما انتفعنا بالشكر لأن بالشكر تزيد النعم .. هذا عدا عن ذكر الله ذكرا كثيرا ونعلم أن للذكر الكثير فوائد لا تعد ولا تحصى.
عشنا سنين نظن فيها أن القرآن وتلاوة القرآن هي فضل وليست فريضة فهجرنا القرآن بكل أريحية
القصص 85: ان الذي فرض عليك القران لرادك الى معاد قل ربي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين
ولم ننتبه لعاقبة من أعرضوا عن القرآن الكريم.
سورة الجاثية, الآية 31:
وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين
من استكبر عن الآيات هو مجرم وأي إجرام أكبر من أن تلقي نفسك إلى التهلكة في عذاب خالد!
سورة طه, الآية 100:
من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا
سورة طه, الآية 101:
خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا
سورة طه, الآية 102:
يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا
الإعراض عن القرآن وزر تحمله يوم القيامة لأنك بدونه عشت بلا هدى القرآن ولذلك لن تصل لطريق المهتدين
وكذلك الفرق بين الذاكر الله ذكرا كثيرا والذاكر لله ذكرا قليلا كمثل المؤمن والمنافق
سورة النساء, الآية 142:
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا
الذاكر لله ذكرا كثيرا يخرج من الظلمات إلى النور
والذاكر لله ذكرا قليلا يعيش في الظلمات يتخبط فيها
كالحي والميت
ولا يستوون كما لا تستوي الظلمات ولا النور