بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ) [سورة الكهف : 1]
نحمد الله على أن نزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا..
فأين ما يدل على ذلك أين شكرنا لذلك؟
هل عقلناه؟
هل أنذرنا به؟
هل اتقيناه؟
بل هل نفذنا أمر الله في كيفية التعامل مع القرآن؟
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) [سورة المزمل : 1]
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة المزمل : 2]
(نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا) [سورة المزمل : 3]
(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [سورة المزمل : 4]
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا) [سورة المزمل : 5]
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [سورة المزمل : 6]
هل رتلناه ترتيلا؟
هل فعلنا ذلك في هدأة الليل في قيام الليل؟
ولو فعلنا فكم كانت المدة التي استثمرناها فيه؟
وهل كان قنوتا مستمرا؟
(وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) [سورة اﻹسراء : 106]
هل قرأناه على مكث؟
أم سابقنا الرياح به؟
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [سورة طه : 114]
نهانا عن العجلة بالقرآن فإذا نحن نتعمد وبعناد غريب على العجلة به .
نتعمد كسر هذا النهي
نتعمد أن نرفضه.
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) [سورة القيامة : 16]
فإذا نحن نتعمد تحريك اللسان به فحرمنا الانتفاع به.
لا أدري هل هذا من حمد الله على أن نزل على عبده الكتاب ؟
هل هذا من شكر نعمة القرآن ونعمة كونه عربيا؟
أم أننا وقعنا في فخ الشيطان لكي لا يجدنا الله شاكرين له على هذه النعمة العظيمة؟
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ) [سورة الكهف : 1]
فقط تخيلوا معي هذا الموقف
طفل أحضر له والده لعبة وقال له العب بها وعلمه الطريقة وعلمه أن يحافظ عليها بأن لا يكسرها.
يأخذ الطفل اللعبة من يد والده ويثني عليه ويمسك بالمطرقة ويكسرها أمامه.
على مرأى من والده ومباشرة بعدما أثنى على والده .
الله سبحانه وتعالى وهبنا القرآن وعلمنا كيف نتعامل معه وكيف نحافظ عليه .
ونحن بكل بساطة حملنا الأمانة ولم نعمل بما أمرنا أن نفعل به وفوق هذا أكثر الناس هجروه..
إما هجر تلاوته أو هجر تدبره أو هجر التحاكم به والعمل به.
فهل نسمي هذا شكرا ؟
تخيلوا فقط هذا الموقف.
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) [سورة الفرقان : 30]
هو ليس خيالا هو موقف سيحصل حتما . السؤال هو هل سأكون ممن يقصدهم في هذه اﻵية أم أنجو.
تابع….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.