بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
قلنا في الدرس السابق أن الخطوة الأولى لينزل القرآن في قلوبنا هو التوبة واتباع الكتاب.
ولكن كيف السبيل لإتباع الكتاب برضا وحب وتعظيم لله سبحانه وتعالى؟
بمعنى السارق مثلا يعلم أن السرقة حرام ولكنه لا يتبع نهي القرآن عن السرقة.
لماذا؟
لانه لا يعظم الله في قلبه.
إذن إن أردت ترك
اللغو
الغيبة
النميمة
القذف
السخرية
إلخ….
ماذا علي أن أفعل أولا؟
أن أعظم الله في قلبي .
كيف؟
بالتفكر والتأمل
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الجاثية 3]
والله جعل لنا المجال واسعا للتأمل
أوسع مما تحتويه أبصارنا
كل ما حولنا آيات
آيات بمعنى علامات تدل على وجود الله.
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الجاثية 3]
آيات للمؤمنين فقط
لماذا؟
لأن غير المؤمن على بصره غشاوة فلا يراها كآيات.
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
[سورة البقرة 7]
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الجاثية 3]
فمثلا إذا نظرت للشمس نظرة تفكر وتأمل
من رفعها وعلقها ونظم حركتها وجعلها مشتعلة طوال ملايين السنين.
لو تفكرت فيها عميقا ستعلم أن وراءها خالقا عظيما.
عظيما جدا..
ولا بد من العظيم أن يكون عذابه عظيم.
ستبحث عن هذا العظيم وستحاول أن ترضيه خوفا وطمعا
وهنا تأتي التوبة النصوح
خوفا من معصية العظيم
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الجاثية 3]
كما قلت المجال واسع جدا للتأمل ومجاني ومتاح للغني والفقير.
السماء الكل يراها والأرض الكل يراها
والسماء والأرض فيهما من الآيات والعلامات الدالة على وجود خالق عظيم ما يكفي لإيصالنا للإيمان.
ولأنه وحده من يرينا إياها كآيات كما قال
(وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)
[سورة غافر 81]
هو من يرينا إياها لذلك دعونا نخرج من هذا الدرس بتذلل وافتقار إلى الله أن يرينا آياته لنعظمه في قلوبنا ولنتبع رضوانه.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.