بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحقيقة قد تتساءلون لماذا نتكلم عن أهل النار وعن العذاب وعن الإصرار على المعاصي والفرق بين المؤمنين الطائعين والمصرين على المعاصي.
أولا علي التذكير بالهدف من الدورة
وهو أن نجتهد لتتنزل الآيات بقلوبنا لننتفع بالقرآن العزيز وليكون لنا نورا وهداية للصراط المستقيم.
ولكي يتنزل قلنا لا بد من تليينه وتطهيره وجعله معظما لله العظيم .
وذكرنا عدة أمور منها الحث على ذكر الله الكثير، والتفكر والتأمل ، والعفو والصفح الجميل، التواضع والخضوع للآيات والعمل بها، وترك المعاصي بالتوبة النصوح.
وآخر ما تكلمنا عنه هو ذكر اليوم الآخر والعاقبة فهذا مما يلينا القلب ويوقظه من الغفلة.
ولذلك نستمر اليوم أيضا بتبيان جزء من أوصاف الذين يعذبهم الله في الآخرة لنفحص أنفسنا ونتقي الإتصاف بأوصافهم.
(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ)
[سورة الجاثية 31]
إذن الصفة الأولى هي:
- التكبر على الآيات
سواء كانت آيات الكتاب أم آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا وما حولنا من كائنات.
كيف ؟
التكبر على الآيات في الكتاب هو بعدم تعظيمها ودليل عدم تعظيمها هو تجاهلها وعدم الإهتمام بما فيها ولا تنفيذ ما فيها.
التكبر على الآيات الكونية أيضا يكون بتجاهلها أو الإعراض عنها أو عدم إعطاؤها الأهمية والأسوأ هو ارجاع عظمتها للشركاء مثل الطبيعة أو الموسم أو فلان أو الحكومة أو الشركة ووو…
لنرى صفة أخرى
(وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ)
[سورة الجاثية 32]
- الريب والشك في الآخرة
ويظهر هذا على شكل عدم الخوف من الآخرة وعدم العمل لها ولا الإستعداد لها.
فمن كان على يقين تام بها لن يذهب بها إلى التهلكة ولن يختار لنفسه السير على طريق العذاب. وإنما من يفعل ذلك هو المكذب أو المرتاب.
الصفة الثالثة هي
(وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
[سورة الجاثية 33]
أنهم ممن يرتكبون السيئات ويتسهزئون بأوامر الله ورسوله.
لا أقصد من يقع في السيئة خطأ أو جهلا أو نسيانا ولكن من يعرف أنه يرتكب السيئات ويتعمدها ويصر عليها.
الصفة الرابعة
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)
[سورة الجاثية 34]
ينسون لقاء الله ولا يفكرون فيه أبدا فكيف يجرؤ من يستعد ويتذكر لقاء الله على معصيته وهو يراه ويسمعه بل ويعلم ما في صدره؟!
فكما ينسون لقاء ذلك اليوم فإن الله ينساهم بمعنى يمنعهم من الخير والرحمة فلا يجدون لهم مأوى إلا نار جهنم والعياذ بالله.
الصفة الخامسة
(ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)
[سورة الجاثية 35]
الإستهزاء بآيات الله واغترارهم بالدنيا
تغرهم بزينتها من مال وبنين ومنازل وسيارات وصحة فيتشبثوا بها ويكاثروها كأنهم خالدين فيها ولا يذكرون ربهم ولا لقاءه ولا اليوم الآخر.
لنقف جديا ونفحص أنفسنا فهذا هو بداية العلاج عسى الله أن يشفي قلوبنا ويجعلها قلوبا طاهرة سليمة عامرة بذكره كثيرا.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.