بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[سورة الجاثية 12]
نعود للتأمل والتفكر في خلق الله والهدف استشعار حاجتنا له واستشعار عظمته واستشعار ربوبيته لنصل لحالة الشكر.
وهي الحالة الوحيدة التي لا يريدنا ابليس أن نصل إليها ويجتهد في ذلك.
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
[سورة اﻷعراف 16 – 17]
وهو يوصل الإنسان لهذه المرحلة من عدم الشكر من خلال استحواذه علينا بإبعادنا عن ذكر الله فننسى أفعاله ونعمه وحاجتنا له وربوبيته علينا وعظمته .
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
[سورة المجادلة ]
لذلك بإجتهادنا في ذكر الله في القرآن ننجو من استحواذه علينا
كيف نذكر الله في القرآن؟
نذكر أفعاله ونتفكر فيها
نذكر أسماءه ونتفكر فيها
ننتبه للضمائر التي تعود إليه
مثال:
(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[سورة الجاثية 12]
ننتبه أولا لإسمه الذي بدأ به الآية (الله)
الإله المعبود بحق لينبهنا لمقام الألوهية الذي سنستشعره من خلال التفكر في ربوبيته.
ربوبيته التي ذكرها في هذه الآية نجدها في فعله (سخر)
وهنا نبدأ التفكر في تسخيره لنا هذا البحر
نفكر ماذا لو أنه لم يسخر لنا البحر
ماذا لو أنه لم يسخر لنا الفلك
ماذا لو أنه لم يسخر لنا الريح لتحرك الفلك
وسنجد من خلال هذا التفكر الكثير جدا من النعم التي لن نستطيع العيش بدونها ونعم تصبح حياتنا صعبة جدا بدونها.
(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[سورة الجاثية 12]
لنبدأ بالتفكر ب (سخر لكم البحر)
هل سبق أن رأيت البحر؟
هل تعلم مساحته ؟
هل تعلم عمقه؟
هل تعلم عدد الأمواج فيه؟
هل تعلم كم صنفا من الأسماك والمخلوقات البحرية فيه؟
هل تعلم كم أعداد كل صنف منهم؟
هل تعلم أن كل هذا سخره الله لك؟
الله الذي سخر (لكم)
نعم لكم أنتم !
كل هذا البحر الشاسع الواسع العميق بما فيه خلقه الله وسخره لك أنت!
فكيف شكرته على ذلك؟!
وهل تعلم لماذا خلق لك تلك المأكولات البحرية؟
(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا ..)
يريدك أن تأكل لحما ولكن ليس أي لحم ولكن لحما طريا.
لك أنت لأنه ربك الذي يحبك
وهل تعلم لماذا خلق اللؤلؤ والمرجان؟
(.. وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا …)
يريدك أن تلبسها كحلية تتزين بها
خلقها لك وليست ضرورية لك
ولكن يريد لك أن تلبسها
لماذا؟
لأنه ربك الذي يحبك..
وهل تعلم لماذا جعل الأمواج التي لا تتوقف؟ والريح التي خلقها لتحركها؟
إنها لك
وهل تعلم لماذا جعل الفلك بثقلها تطفو فوق مياهها ولا تغرق؟
(.. وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[سورة النحل 14]
خلق تلك الخاصية لك أنت
وعلمك بناء الفلك لك أنت
وحركها لك أنت
وسخر لك البحر لك أنت
لتبتغي من فضله
ولعلك ماذا؟
لعلكم تشكرون!!
فهلا تشكروه؟
ما زلت بحاجة للمزيد من تليين القلب؟
تابعونا…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
قناة دروس التدبر
تجد فيها دروس لتدبر القرآن