الدرس الثاني عشر

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

من أجل الإستفادة من نعمة أنه لا إله إلا الله والعمل بها ونعمة القرآن وعدم الغفلة عنه ونعم السمع والبصر والفؤاد للتعرف بهم على الله ونعمة أنني ما زلت موجودا وعلي استغلال ذلك. فأنا بحاجة لنعمة أيضا عظيمة هي نعمة الصحبة الصالحة.
أن يؤلف الله بين قلبك وقلب صحبة يختارها هو لك بعد تمسككم بكتاب الله لهو نعمة عظيمة تستوجب الشكر.

((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ)) جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ((وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ)) عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ((فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ)) فَأَصْبَحْتُمْ ((بِنِعْمَتِهِ )) إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة آل عمران : 103]

اعتصموا بحبل الله…النتيجة
فألف بين قلوبكم.

نسب النعمة إليه هو “نعمت الله” وأمرنا أن نذكرها وأيضا نسب فعل تأليف القلوب إليه وقال أنها نعمة منه ” بنعمته إخوانا”.

فإن كان قد من الله عليك بنعمة الأخوة في الله تتمسك معهم بكتاب الله فهي نعمة تستوجب أن تذكرها وتحمد الله عليها وتشكره.

فهي نعمة سألها موسى عليه السلام ربه حين قال.

(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي) [سورة طه : 29]

(هَارُونَ أَخِي) [سورة طه : 30]

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) [سورة طه : 31]

(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [سورة طه : 32]

وذكر حاجته لذلك

(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا) [سورة طه : 33]

(وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا) [سورة طه : 34]

فإن آتاك الله صحبة تذكرك بالله كثيرا وتسبح معهم الله كثيرا فأنت قد حصلت على ما دعا به نبي من الأنبياء . فاستشعر عظم هذه النعمة.

فالحمد لله رب العالمين.

ونجد في القرآن أمثلة لصحبة صالحة كانوا عونا لبعضهم البعض في تمسكهم بدينهم كفتية الكهف مثلا.

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [سورة الكهف : 13]

(وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) [سورة الكهف : 14]

اجتمعوا على التوحيد والإيمان ووقفوا مع بعضهم البعض مساندين وداعمين لبعضهم البعض في وجه الشرك والكفر.

كذلك نموذج أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في مساندة بعضهم البعض ماديا ومعنويا وتذكير بعضهم البعض. ولا ننسى تجربة الموآخاة بين المهاجرين والأنصار.

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [سورة الفتح : 29]

كذلك ابراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه.

(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [سورة الممتحنة : 4]

نماذج كثيرة في القرآن الكريم للصحبة التي كانت عونا لبعضها البعض وشد أزرهم ببعض يذكرون بعضهم اذا نسوا وينصحون بعضهم إذا أخطأوا وهذه نعمة يفتقدها كثير من الناس.
فإن كنت ممن أنعم الله عليهم بصحبة كهذه فاحمد الله وابذل جهدك لشكره.
وان كنت ممن حرم هذه النعمة فادعو ربك أن يرزقك إياها وحتى وقت الإجابة تمسك بالقرآن واجعله جليسك رقم 1.

تابع…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *