بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وبإسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
سورة إبراهيم, الآية 1:
الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
هذا الكتاب المنزل يخرجنا من الظلمات إلى النور بذكر ما فيه من آيات ذكرا كثيرا
سورة الحديد, الآية 9:
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم
واشترط أن يكون هذا الذكر كثير وليس ذكرا قليلا
سورة الأحزاب, الآية 41:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا
سورة الأحزاب, الآية 42:
وسبحوه بكرة وأصيلا
سورة الأحزاب, الآية 43:
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما
إذن شرط الخروج من الظلمات إلى النور هو الذكر الكثير
فهل يستطيع انسان أن يكذب هذه الآية ويقول أنه يعيش في النور وهو لا يذكر آيات الله ذكرا كثيرا؟
أو يقول ليس من الضروري أن أذكر الله ذكرا كثيرا وأستطيع الحصول على النور خارج عن آيات الذكر؟
أو يقول أذكر الله ساعة واحدة في اليوم وأنساه ثلاث وعشرون ساعة
أو أذكره ساعتين ثم أنساه بقية اليوم؟
ليس المقصود هنا أن تمسك المصحف أربع وعشرين ساعة تحرك به لسانك لتنهي عدة أجزاء في اليوم
ولكن أن تدخل الآيات قلبك فيتردد صداها فيه تتفكر فيها وترددها طوال اليوم
فمجرد ترك الذكر أو تقليله كفيل بعقوبة من الله هي:
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [Surat Az-Zukhruf : 36]
الشيطان القرين الذي يضلك عن الذكر ويبعدك عنه وينسيك إياه فتدخل في عالم الظلمات عالم حزب الشيطان وأنت لا تشعر ولا تعلم
الشيطان القرين الذي لن يفارقك ليلا ونهارا يلهيك بهذا وذاك حتى لا تتذكر آيات الله لن يفارقك أبدا حتى تعود للذكر الكثير
وهذا الشيطان لن يفارقك اذا ذكرت الله خارج القرآن ولكنه يفر ويولي الأدبار إذا ذكرت الله في القرآن وحده.
وحده القرآن يجعل الشيطان يفر ويهرب
سورة الإسراء, الآية 46:
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا
إذا ذكرت ربك في القرآن “وحده” ولوا على أدبارهم نفورا
لذلك يسعى الشيطان أن ينسينا ذكر الله في الذكر الحكيم المنزل من الله العزيز الحميد
وإذا ذكرنا الله وحده تخلصنا من وسوسته وارتحنا من شره
وكذلك خرجنا من الظلمات إلى النور بإذن ربنا واستطعنا أن نبصر الطريق المستقيم.
لو أنك في طريق غير ممهد جبلي مخيف ضيق ومنحدر في ليلة شديدة الظلمة وضوء مصباح السيارة مطفأ هل تستطيع الوصول لوجهتك بأمان؟
هل ستصل دون الإصطدام بالصخور الكبيرة أو ربما الوقوع في المنحدر ؟
هل الأمر نفسه لو أنك أشعلت ضوء الكشاف؟
أو أنك ذهبت في ضوء الشمس ؟
لا يستويان!
كذلك نحن بالقرآن وبدونه
كمثل النور والظلمات
سورة فاطر, الآية 19:
وما يستوي الأعمى والبصير
سورة فاطر, الآية 20:
ولا الظلمات ولا النور
سورة فاطر, الآية 21:
ولا الظل ولا الحرور
سورة فاطر, الآية 22:
وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور
هل يستوي القلب الحي والقلب الميت؟
لا يستويان والقرآن روح وبدونه يموت القلب ويظلم
سورة الشورى, الآية 52:
وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك