بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة النحل 97]
قلنا في الدرس السابق أن وعد الله حق وأنه يعد كل مؤمن يعمل الصالحات بالحياة الطيبة .
وقلنا أن الحياة الطيبة لا تعني الحياة السعيدة
ولكن هي تعني الرضا بقضاء الله خيره وشره فلا يأسى ولا يفرح لأنه يعلم أنه في دار ابتلاء.
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
[سورة الحديد 22 – 23]
و قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ .
إذن المؤمن حياته دوما رضا بأقدار الله ولأن المؤمن مرتبط بكتاب الله فإن الله عز وجل قد جعل له فيها من كل مسألة موعظة ونصيحة إن تدبرها وعمل بما فيها وجد الحياة الطيبة.
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
[سورة النور 34]
فالقرآن أنزله الله سبحانه وتعالى لنا ليذهب به الشقاء ويطيب به حياتنا حيث قال جل وعلا
(مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ)
[سورة طه 2]
فمن تمسك به كانت حياته طيبة ومن أعرض عنه كانت حياته ضنكا.
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ)
[سورة طه 124]
ومن تمسك به تلاوة وتدبرا وعملا شرح الله صدره وذهب عنه ضيق الصدر .
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
[سورة اﻷنعام 125]
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة النحل 97]
نسعى من خلال هذه الدورة أن نصل جميعا للحياة الطيبة التي وعدها الله للمؤمن من خلال مواعظ القرآن الكريم في جوانب عدة من حياتنا.
وسنعرض بإذن الله في كل درس جانبا من جوانب الحياة كمشكلة تواجه الكثير من الناس ونبحث عن حل لها من كتاب الله.
لنرى شروط تلك الآية ونطبقها لننال الوعد من الله عز وجل بالحياة الطيبة.
وسنبدأ بإذن الله بموضوع يشغل الكثير وهو موضوع الرزق بأنواعه .
تابعونا…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.