بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم.
(وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
[سورة الجاثية 5]
دعونا نتفكر اليوم في آية تصريف الرياح.
هي آية من آيات الله التي تدل حقا ويقينا على وجوده.
فالله عز وجل يصرف الرياح كيف يشاء
ولم يؤت أحدا هذه الإمكانية إلا نبي ابن نبي آتاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ)
[سورة اﻷنبياء 81]
(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)
[سورة سبأ 12]
(فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ)
[سورة ص 36]
ولا ندري حدود هذا التسخير إلا أنه عجيب بحد ذاته .
الآن لنر تصريف الله للرياح
هو لم يجعلها ساكنة بلا حركة. لماذا؟
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
[سورة الشورى 33]
تخيلوا توقف الفلك في البحر لأن الرياح توقفت. يترتب على هذا التوقف عواقب كثيرة.
وعلى النقيض لو جعلها عاصفة لهاجت الأمواج وأغرقت الفلك.
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
[سورة يونس 22]
ولهدمت ودمرت البيوت كما دمرت قرى من قبل
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)
[سورة القمر 19 – 20]
و هو الذي يصرفها في وقت تلقيح النباتات ليرزقنا منها الطعام ولولا تصريفه لحرمنا من نعمة جميع الثمار التي تتلقح بتصريف الله للرياح.
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)
[سورة الحجر 22]
كما أن الله عز وجل يصرف الرياح لتثير سحابا ولولا ذلك لعشنا في جفاف يخلفه الموت جوعا.
(وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ)
[سورة فاطر 9]
فسبحان الله الذي يصرف الرياح التي بسكونها نختنق حرا كون حركتها تلطف الجو ويفرح الناس بها.
وتصريفه للرياح يحرك الجو وينظفه من التلوث كما سمعت من أحد العلماء حيث قال بأن الأعاصير تعمل كأجهزة شفط للتلوث الجوي لتنظف الجو ولولا ذلك ولولا تحرك الهواء لعشنا في أدخنة وغازات وروائح كريهة فالحمد لله رب العالمين على نعمة تصريفه للرياح.
هي آية من آيات الله لقوم يعقلون
(وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
[سورة الجاثية 5]
ما زلنا نحتاج لتليين قلوبنا أكثر فتابعونا..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.