الدرس الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة المؤمنون : 78]

نعمة البصر أيضا تستخدم في معصية الله.

النظر للحرام وللعورات ونظرة السخرية واللمز والاحتقار والتكبر
ونظرة الحسد ونظرة سوء الظن والتجسس.
حتى أصبح وكأن البصر خلق لهذا.

فإن أخبرتهم يا ناس لا تنظروا لكذا وكذا قالوا اذن تريدونا أن نغلق أعيننا؟!!!
أصبحت نعمة الله مخلوقة لمعصيته بها في نظرهم.

في حين أن طاعته في أوامره بخصوص البصر أصبح أمرا مستحيلا .

(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [سورة النور : 30]

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ …) [سورة النور : 31]

(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) [سورة طه : 131]

” ولا تجسسوا…”

كلها أصبحت أوامر منسية.

بل مستحيلة وكأن الله يطلب منهم المستحيل!!!
ويبررون لأنفسهم ذلك.

ليتهم يستغفرون ويندمون ويتذكرون ويتوبون.

(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [سورة المؤمنون : 78]

بينما لو أخبرتهم أن يتأملوا الكون ويذكروا نعمة الله لسخروا منك وكأنك من كوكب آخر.

أخبرهم تعال نتأمل معا السماء كيف بناها رفع سمكها فسواها.
لنظر إليك بشك لسان حاله يقول ” هل جن جنونه؟”

وسيجتهد أن يفارقك بسرعة فأنت مجنون بالنسبة له.
(ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) [سورة الدخان : 14]

أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا وهذه فتنة آخر الزمان.

أيضا القلب كم وكم تراكمت عليه الذنوب.

(وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ((آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ ))) وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 283]

يجهل أكثر الناس أن الله يحاسبنا بما في قلوبنا ويظنون أن القلب لا يحاسب عليه.

(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة : 284]

سواء أبدينا أم أخفينا ما في نفوسنا نحاسب عليه.

حتى سوء الظن استحلوه وقد أمرنا الله باجتنابه ومحله القلب.

الكبر والحسد وسوء الظن والنفاق ووووو.
أمراض كثيرة في القلب تراكمت تم استحلالها.
ولا ننتبه أن الله يعلم ما نسر وما نجهر.
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [سورة الملك : 13]

وننسى أن يوم القيامة لن ينفعنا إلا القلب السليم.

(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ) [سورة الشعراء : 88]

(إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [سورة الشعراء : 89]

فسلامة القلب طهارتها من أمراض القلوب .
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) [سورة الشمس : 7]

(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) [سورة الشمس : 8]

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) [سورة الشمس : 9]

قد فاز من طهر نفسه.

الواجب : أريد منكم خطوات كيف نشكر الله على نعمة السمع والأبصار والأفئدة.

شاركونا…

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *