بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
كنز هو أهم من المال والعيال بل هو المصنف في قمة هرم الإحتياجات البشرية ألا وهو نعمة الأمن والأمان.
نعمة تبكي على فقدانها أمم وأرق ليل دول ثانية من بوادر فقدانها لهذه النعمة.
لنغص عميقا جدا لنجد حلين الأول هو للحفاظ على الأمن والأمان قبل زواله في دول والحل الآخر للحصول على الأمن مرة أخرى بعد زواله.
لنبحث في قصص القرآن أولا للبحث عن الأمور التي بسببها قد نفقد الأمن والأمان.
أولها: الشرك بالله
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
[سورة آل عمران 151]
والشرك قد يكون جليا وقد يكون خفيا.
والشركاء الأخفياء حولنا كثر
أولهم: هوى النفس.
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 23]
ثانيهم :من نتخذهم من دون الله أندادا نحبهم كحب الله. مثل (الأزواج، الأبناء، الأصدقاء) إذا أمرونا بطاعتهم في معصية الله.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)
[سورة البقرة 165]
ثالثهم: السادة والكبراء إذا أمرونا بمعصية الله وأطعناهم.
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)
[سورة اﻷحزاب 67 – 68]
إذن السبب الأول للخوف والرعب وفقدان الأمن والأمان هو الشرك بالله شركا جليا أو خفيا بطاعة غيره في معصية الله.
السبب الثاني:
هو جحود نعم الله ومنها الإسراف ونسبتها للنفس.
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ((فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ)) فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ ((الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)) بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
[سورة النحل 112]
لذا بالمقابل شكر النعم والإمتنان لله وحده على نعمه سبب للأمن والأمان.
السبب الثالث هو:
عدم اتباع هدى الله سبحانه وتعالى (القرآن) فمن يتبع هداه لا يخاف ولا يحزن.
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة 38]
وبالتالي الإستقامة على أمره من أسباب الأمن.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة اﻷحقاف 13]
السبب الرابع: هو ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر وعدم عمل الصالحات.
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا يخاف.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة 62]
السبب الخامس:
هو البخل أو اتباع الإنفاق بالمن والأذى وعدم الإحسان للناس.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة 262]
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ ((مُحْسِنٌ)) فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة 112]
السبب السادس: عدم ولاية الله واتخاذ غيره أولياء كولاية الشيطان أو اتخاذ اليهود والنصارى أولياء فأولياء الله لا خوف عليهم.
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة يونس 62]
وللأسف هذه الأسباب موجودة في كثير من بلدان العالم الإسلامي ولذلك نعيش حالة الخوف والرعب.
والآن ما علينا كأفراد أن نتجنب تلك الأسباب وننهض بالأمة بتوعيتها بتلك الأسباب قبل فقدان الأمن والأمان.
ولكن ماذا عن الدول التي فقدت الأمن هل هناك أمل لعودته إلى دولهم؟
نعم بإذن الله فبني اسرائيل في عصر موسى عليه السلام وما قبله كانوا يعيشون الرعب الحقيقي.
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)
[سورة البقرة 49]
ولكن انظروا جيدا للحل الرباني…
(وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ((وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)) ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ((فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))
[سورة يونس 84 – 89]
فماذا حدث؟؟
النصر الإلهي بغرق فرعون وملأه كلهم أجمعين!!!
فقط على من فقد الأمن والأمان سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أن يركز على اتباع هدى الله والإستقامة على أمره والإيمان بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا وينفق في سبيل الله وينبذ الريب والشك والشرك الخفي ولا ننسى الدعاء الدعاء الدعاء وسيحصل على الأمن والأمان وعدا من الله ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا.
فإن كنت مستعدا لسلوك طريق الأمن فانطلق بتلك الأسباب وتابع الدرس القادم…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.