الدرس الثامن عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

نختم دورتنا اليوم بكنز بدونه تضيع الكنوز السابقة جميعها ولا نستفيد منها بشيء.
إنه كنز الثبات!
فكيف أحصل على هذا الكنز؟

أولا باتباع كل المواعظ في آيات هذه الدورة فلا فائدة من مجرد القراءة والإطلاع والمعرفة وإنما الفائدة الكبرى تأتي باتباع الآيات والعمل بما فيها.

(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ۖ (((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ)) لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ ((تَثْبِيتًا)) * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا ((أَجْرًا عَظِيمًا)) * ((وَلَهَدَيْنَاهُمْ)) صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا)
[سورة النساء 66 – 70]

والطريقة الثانية للثبات هي بأن نلتزم ونستمسك بالقرآن الكريم فلا يضل ولا يشقى من تمسك به واهتدى به واتبعه.

((يُثَبِّتُ اللَّهُ)) الَّذِينَ آمَنُوا ((بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)) فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
[سورة إبراهيم 27]

فالقول الثابت هو كلام الله عز وجل بقوانينه الثابته ووعوده الثابته.
فكلما لزمته ذكرك بتلك الوعود وتلك القوانين وزادت من عزمك على العمل بما فيه فمن ينسى يفقد عزمه.

(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)
[سورة طه 115]

الطريقة الثالثة للثبات هي بأن نلزم الصحبة الصالحة.

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
[سورة الكهف 28]

فكلما فقدوك سألوا عنك وكلما ضللت أرشدوك وإذا نسيت ذكروك وإذا ضعف عزمك شدوا بأيديهم على يديك وأسرعوا بك للطريق المستقيم.

الطريقة الرابعة للثبات هي الدعاء فلا نملك الثبات إلا أن يثبتنا الله ولولاه لما ثبتنا تأملوا قول الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

((وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ)) لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)
[سورة اﻹسراء 74]

ونجد من أدعية الثبات كثيرة في كتاب الله مثل:

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
[سورة آل عمران 8]

(.. وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)
[سورة إبراهيم 35]

(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
[سورة إبراهيم 40]

(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
[سورة البقرة 128]

فلا نستهين بالدعاء بالثبات فنبي الله ابراهيم عليه السلام وصى أبناءه وهم أنبياء أن لا يموتوا إلا وهم مسلمون!
و يعقوب عليه السلام وصى بنيه وهم نبي الله يوسف والأسباط كذلك!!

(وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
[سورة البقرة 132 – 133]

أسال الله العظيم أن ينفعني وإياكم بالقرآن الكريم وأن يرزقنا كنوزه كلها في الدنيا والآخرة.
وصلنا لنهاية دورتنا ولا أجد ما أوصيكم به إلا بما جاء في هذا الدرس.

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على المتابعة.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *