بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) [سورة الحشر : 20]
لا يستويان أبدا هناك فرق كبير في حياتهم الدنيا وفي مماتهم وفي حياتهم الآخرة
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية : 21]
فمن يظن أنهما يستويان فقد أساء الحكم.
كثير من الناس يأمل ويظن حقا ويقينا أنه مع معاصيه التي يحسبها هينة واصراره عليها سيحشر في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء!
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية : 21]
كيف يكون هذا عادلا عند الله ومن أسماءه العدل بل ساء ما يحكمون.
أصحاب الجنة يعملون الصالحات ويسارعون في الخيرات ويمنعون أنفسهم من الشهوات المحرمة والمعاصي أهم حقا سيكونون مساويين لمن لم يتعب نفسه واتبع هواه والشهوات ؟
هل هذا عدل؟ بل ساء ما يحكمون.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية : 21]
لنرى حياة أصحاب الجنة كيف تكون لنقارنها مع أصحاب النار.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة اﻷحقاف : 13]
قالوا ربنا الله ليس بأفواههم ولكن ترجموها واقعا.
هل قالوا ربنا الله ثم انحرفوا؟
هل قالوا ربنا الله ثم نسوا؟
هل قالوا ربنا الله ثم اتبعوا أربابا من دون الله؟
هل قالوا ربنا الله ثم عصوه؟
بل قالوا ربنا الله ثم استقاموا!
وعاشوا على الإستقامة إلى الممات اولئك أصحاب الجنة
ورزقهم ربهم حياة طيبة في الدنيا .
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة النحل : 97]
(أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة اﻷحقاف : 14]
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة البقرة : 82]
أصحاب الجنة آمنوا..
هل آمنوا قولا أم قولا وفعلا؟
هل آمنوا وقالوا الإيمان في القلب وليس مهما العمل؟
هل آمنوا وارتاحوا ينتظرون الشيخوخة ليعملوا؟
هل آمنوا وانتظروا مصيبة تحل عليهم ليفتحوا المصحف ويرفعوا أكف الدعاء؟
بل آمنوا وعملوا الصالحات
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة البقرة : 82]
أصحاب الجنة هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهم المتقين.
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) [سورة الحج : 23]
كانوا يسارعون في الخيرات ويسابقون لإستحقاق المغفرة من ربهم
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة الحديد : 21]
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة آل عمران : 133]
(أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [سورة المؤمنون : 61]
حياتهم في شغل. هم ليس لديهم فراغ مشغولين لإرضاء ربهم ونيل مغفرته.
هذه حياتهم فكيف مماتهم؟
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [سورة فصلت : 30]
هي نهاية السباق لهم. هي نهاية الخوف من الفتن ومن غضب الله. هي نهاية للحزن والتعب.
كيف محشرهم؟
(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [سورة اﻷنبياء : 103]
كيف مسيرتهم للجنة؟
(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا) [سورة مريم : 85]
كيف هو وصولهم للجنة؟
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [سورة الزمر : 73]
في الدنيا كانوا في شغل يعملون الصالحات كانوا قليلا من الليل ما يهجعون .
وفي الجنة أيضا مشغولين ولكن بماذا؟
(إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) [سورة يس : 55]
كانوا لا يرتاحون ولكنهم الآن
(هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) [سورة يس : 56]
(لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ) [سورة يس : 57]
هذه هي حياتهم الآخرة فهل يستوون مع أصحاب النار؟
(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) [سورة الحشر : 20]
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية : 21]
محياهم كان مختلفا لذلك آخراهم مختلفة أيضا بلا شك.
تابعونا في الدرس القادم لنقارنهم مع حياة وممات أصحاب النار….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك