الدرس الثامن عشر

ييبسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم .اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

سورة الرحمن:
الرحمن. علم القرآن .خلق الإنسان .علمه البيان.
الرحمن اسم دائما ندعو ربنا به ونسأله به أن يغفر لنا ويرفع عنا الضر .
والرحمن من رحمته بنا أنعم علينا بالقرآن
الرحمن علم القرآن .فالقرآن أعظم نعمة أنعم بها على الإنسان
حتى أنه ذكر تعليمه لنا القرآن قبل ذكره خلق الإنسان.
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان

نعمة علم القرآن أول نعمة تسبق خلق الإنسان.
علمه البيان
ثم يأتي علم بيان القرآن بعد خلقه
هل القرآن نعمة؟
كيف يكون القرآن نعمة؟
القرآن نعمة لأن بدونه لا تستقيم الحياة ويسودها الضنك والعذاب تلو العذاب .
سورة طه, الآية 124:
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

تخيل أن إعراضك عن القرآن يجعل حياتك كلها ضنك شقاء وعذاب تلو العذاب. وليس فقط حياتك الدنيا ولكن العذاب يتبعك أينما كنت حتى الآخرة. ولا يخرجك إلا العودة إليه لأنه منهج حياة
لأن فيه أمر ربي فإذا تركته عرضت نفسك للعذاب الأدنى
سورة السجدة, الآية 21:
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون
والعذاب نوعان عذاب أدنى هدفه الإنابة والرجوع إلى الله. يصاب الانسان به عندما يبتعد عن منهج الله.
وعذاب أكبر هو عذاب الآخرة الذي لا يستطيع الإنسان الرجوع والتوبة حينها
سورة المؤمنون, الآية 99:
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

سورة المؤمنون, الآية 100:
لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون

عذاب الآخرة لا رجوع عنه للدنيا ولكن يا للعجب لماذا قد يطلب أحدهم الرجوع ؟
حتى يعمل صالحا !
والله سبحانه وتعالى سبق وأعطى لكل واحد منهم قبلها آيات بينات لعلهم يرجعون وهم في الدنيا حيث فرصة الرجوع متاحة ولكنهم أخلفوا الوعد
ولا يستطيع أي شخص الإدعاء يومها أنه لم يعط الفرصة لأن فرعون على جبروته وادعاؤه الالوهية أعطاه الله تسع آيات بينات. ولم يرجع.

والعذاب الأدنى هو ضر يصيبك
والضر هو سلب النعمة منك
والنعمة لا تسلب إلا لو عصيت ربك حتى ترجع وتنيب وتتوب

سورة الأنفال, الآية 53:
ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم

سورة الروم, الآية 41:
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

يذيق الله سبحانه الناس العذاب بما كسبت أيديهم
لعلهم يرجعون
بمعنى هذا العذاب هو فقط ليذيقك بعض ما عملت وليس كله . ولا يعذبك ببعض ما عملت ولكن يذيقك فقط!
لماذا ؟
لأنه لو كان يعذبنا بما كسبت أيدينا لما ترك على الأرض من دابة !
سورة فاطر, الآية 45:
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا

فهو يعف عن كثير
سورة الشورى, الآية 30:
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

فكل مصيبة تصاب بها هي فقط ليذيقك ما كسبت يديك ويعفو عن كثير!
تخيل عظم مصائبنا أمام أعيننا هي فقط ذواقة لبعض ما فعلت!
ذلك بأن الله عظيم وأنت عصيته يا فقير!
تخيل المصائب الكبيرة في العالم .تخيل سونامي اندونيسيا الذي مر على عدة دول ودمر وقتل هو ذواقة فقط!
تخيل أن الله عفا عن كثيييير مما فعلوا عندما أرسل السونامي بهذه القوة !
ذلك بأن الله عظيم وهم لم يؤمنوا به كإله عظيم فسهلت المعاصي عندهم
سورة الحاقة, الآية 33:
إنه كان لا يؤمن بالله العظيم

قد يكون آمن بوجود الله ولكنه لم يؤمن بعظمته .
من أنت يا فقير يا ضعيف لتعصي الإله العظيم؟
سورة الأعراف, الآية 168:
وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون

البلاء قد يكون بالنعم وقد يكون بالنقم وكلها لعلهم يرجعون. سبحان العظيم حتى لا تكون لأحد حجة
بعضهم سيقول ربي لولا رزقتني رزقا حسنا كثيرا لكنت من الصالحين. أو سيقول البعض الآخر رب لولا نبهتني بابتلاء فالدنيا أنستني نفسي .
وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون
بالطريقتين ستأتيك فانظر كيف سيكون رجوعك؟
سورة الأعراف, الآية 168:
وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون

أولم ير الإنسان كم أهلك ربنا من قبلنا من البشر ؟!
هل ظننا أننا ننجو أو نخلد ؟
سورة يس, الآية 31:
ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون

لا يرجعون لأنه العذاب الأكبر
وقد أعطاهم ربي قبلها من الفرص
لذلك كلما زادت فرصك في العذاب الأدنى ولم ترجع إعلم أن العذاب الأكبر في طريقه إليك ولن ترجع
سورة المؤمنون, الآية 74:
وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون

سورة المؤمنون, الآية 75:
ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون

سورة المؤمنون, الآية 76:
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون

إذا لم تستجب عند العذاب الأدنى وترجع وتتضرع إليه فتأكد أن علاجك أمر آخر !
سورة المؤمنون, الآية 77:
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون

هذه سنة الله ولن تجد عنها تحويلا

سورة الأنعام, الآية 42:
ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون

سورة الأنعام, الآية 43:
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون

سورة الأنعام, الآية 44:
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
سورة الأنعام, الآية 45:
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *