بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
يوم القيامة هو يوم المفاجآت هو يوم عزة ويوم ذلة
(خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ)
[سورة الواقعة 3]
تخفض شأن الكثير من الناس و
ترفع شأن البعض وتكرمهم.
يوم يصدم الناس من المصير
فرب قارئ للقرآن معروف قد زكاه الناس وقد تم سحبه لتسعر به النار!
ورب جواد كريم عرف عنه السعي في الخيرات والصدقات وإذا به أول من يسحب إلى النار!
ورب مقاتل يقاتل في الغزوات وقد زكاه الناس أنه مجاهد في سبيل الله وأنه شهيد وإذا به في الأغلال يسحب للنار!
والسبب الرياء!
وقس على ذلك بقية الأعمال..
إنها الواقعة (خافضة رافعة) ..
فلا تغتر بحفظك ولا تغتر بعلمك ولا شهرتك بالكرم وصدقاتك ودعوتك للناس ولا جهادك في سبيل الله..
فيوم القيامة نجد أن النار تتطلع على الأفئدة وهي مكامن النوايا الحقيقية.
(نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ)
[سورة الهمزة 6 – 7]
ولذلك فإن الواقعة:
خافضة رافعة..
فلا تغتر بإمامتك للمسجد وأذانك الشجي ولا بصوتك العذب الذي يمتدحه الناس فالعبرة بالنوايا سواء كانت خالصة لله أم أنها تحولت للرياء وللمصالح الدنيوية! وتذكر أن الواقعة:
خافضة رافعة..
ولا تغتر بعدد الذين أسلموا بسببك ولا بعدد الذين اهتدوا بكلمات انطقك الله بها فالعبرة بالنوايا وتذكر أن الواقعة:
خافضة رافعة..
كن بين خوف ورجاء ولا تغتر ولا تأمن أن تكون من المرفوعين فقد تكون قد بدلت النوايا وأنت لا تشعر.
ضع احتمالا أنك في الواقعة قد تكون ممن ستخفضهم للعذاب والعياذ بالله.
وفكر أنه ربما ذلك الشخص البسيط الذي رأيته يخبز الخبز بكل هدوء وقلبه الذي لا تراه لا يفتر عن ذكر الله وعن مناجاة ربه والدعاء بكل افتقار أنه في يوم المفاجآت يكون من السعداء المرفوعين!
خافضة رافعة..
وكذلك ربة البيت تلك التي لا تخرج من البيت إلا لضرورة ولا يعرفها الناس تقضي وقتها ذاكرة شاكرة راضية قد تكون من المرفوعين المكرمين في يوم المفاجآت.
سبحان الله..
قد نغتر فعلا ونردد
أنا خير منهم فأنا أبذل مالي وجهدي وعملي في سبيل الله وتصدم أنك كنت تفعل هذا حقا في بداياتك ولكنك قد غيرت نواياك منذ فترة وأنت لا تشعر فأصبح همك الناس و السمعة والرياء مهما ردد لسانك فالله أعلم بما في قلبك.
فانتبه..
وراقب سرك ونواياك قبل يوم المفاجآت..
ولن تنتبه إلا إن توقفت قليلا وتخيلت نفسك في ذلك اليوم حقا أنك من الذين يخفضون حينها ستنتفض وتعيد حساباتك.
فهل تريدون أن نتخيل معا ذلك اليوم؟
تابعوا الدرس القادم إن شاء الله..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.