بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكلمنا عن أهمية الوصول لتعظيم الله عز وجل لكي تتحقق التوبة مخافة من الله. وبعد التوبة يكون الاتباع وبعدها ننتفع بالقرآن.
السؤال كيف نصل لتعظيم الله عز وجل؟
قلنا أنه بالتأمل والتفكر.
فتعالوا نقضي بضعة أيام نتأمل فيها معا لعلنا نصل لمبتغانا.
(إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الجاثية 3]
سنختار من بين الآيات هذه خلقه لنا وهي الآية التالية لها.
(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
[سورة الجاثية 4]
نتأمل خلق الله لنا وما يبث من دابة.
ونصل بعدها لليقين أن الخالق واحد لا شريك له.
وذلك لأن البداية واحدة في الخلق والأعضاء الداخلية متشابهة.
تعالوا نتأمل جانبا واحدا من خلق الله لنا وما يبث من دابة.
نحن والدواب نحتاج في عملية الخلق لحوين منوي وبويضة.
ذكر وأنثى و لا بد من ذلك.
لم نسمع عن امرأة تلد بنفسها إلا السيدة مريم عليها السلام بمعجزة من الله وحده.
ولم نر دابة ولم نسمع انها تلد بنفسها.
إذن نفس البداية حوين وبويضة
ثم نجد أن في بداية خلق الإنسان وهو علقة لا تكاد تميز بينه وبين علقة دابة أخرى.
ألا يجعلك هذا تتيقن بأن الخالق واحد؟
ثم تأملوا أن الدابة والانسان يشتركون بمسميات وشكل الأعضاء.
مثلا العيون والرئتين والقلب والكليتين والكبد ووووو….
لو كان هناك خالق إلا الله لأختلف الخلق ولأختار كل خالق شكلا مختلفا وأعضاء مختلفة.
فسبحان الله خالق كل شيء.
(ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
[سورة اﻷنعام 102]
ثم تأمل الفطرة التي خلق الله بها الإنسان والدواب.
نظام الأسرة نجده في الكثير من الحيوانات
وكما توجد أسر بشرية مشتتة نجد أيضا شبيه لتلك الأسر في الحيوانات.
وقد نجد أسر لا يهتم الأب بأبنائه وقد يهجرهم ونجد ذلك أيضا في البشر.
يرينا من آياته سبحانه
نجد البشري المخلص والحيوان المخلص.
ونرى البشري النذل والحيوان النذل.
يرينا أنه خالق واحد.
ويرينا أن من لا يعقل من البشر فهو كالدواب التي لا تعقل.
(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
[سورة الجاثية 4]
وكذلك المشاعر
الخوف من الموت ومن الأعداء
الطمع في التحصل على الرزق
الفرح
الإنتقام
وغيرها من المشاعر التي يتشارك في طبيعتها بين الإنسان والحيوان.
فسبحان الله كلما تفكرت في هذه الآيات زاد اليقين بالله ربا وخالقا وإلها.
نحتاج لجرعات إضافية من التأمل غير أن الوقت لا يسعفنا فتابعونا…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.