الدرس الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه.

قلنا في الدرسين الماضيين أن التفكر في خلق الإنسان والتفكر في النبات يزيدنا يقينا بالبعث والنشور.

ولكن هو التفكر بشكل عام يجعلنا نوقن بوجود رب عظيم.

(وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)
[سورة اﻷنعام 75]

فإذا أيقنا بوجوده وبأنه عظيم تلقائيا سنوقن بأنه لم يخلقنا عبثا ولا لعبا وأن المسألة لها أهداف وأعمال.

(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ)
[سورة اﻷنبياء 16 – 17]

وبما أنه عظيم ولم يخلقنا لعبا ولهوا إذا لابد أن نتعرف عليه لنعبده خشية عقابه وليس أفضل من التعرف عليه أكثر من الإنصات إليه وهو يخبرنا عن نفسه من خلال آيات الكتاب الكريم. فإذا قرأنا فلن نجد صفحة تخلو من ذكر الحساب والبعث والقيامة إلا نادرا.

لذا دعونا نعود للتفكر لنصل لليقين..
ولنتأمل اليوم ما لا نستطيع العيش بدونه وهو الماء.

(.. وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
[سورة اﻷنبياء 30]

هذا الماء يسألنا عنه ربنا..

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)
[سورة الواقعة 68 – 70]

سبحان الله العظيم..
مجرد النظر للكميات الهائلة من الماء النازلة من السماء لتغطي مساحات شاسعة وتملأ الأودية والجبال وقد تفيض منها السدود المخصص لإحتواء ملايين الأمتار المكعبة من المياه. مجرد النظر لهذا يجعلنا عاجزين مفتقرين لرب قوي قادر كريم حليم.

فمن ذا الذي يدعي أنه هو من ينزل الماء من المزن؟

ومن هذا الذي يدعي أنه هو من يسير المزن لأرضه؟

ومن هذا الذي يدعي أنه هو من يقدر كمية المياه النازلة؟

ومن الذي يدعي أنه قادر على أن يوقف قطر الماء؟

فحتى فرعون الذي قال:
(أنا ربكم الأعلى)
لم يتمكن من إنزال ماء ليشربوه فبقوا في الجفاف سنينا!

(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
[سورة اﻷعراف 130]

بل ولم يتمكن من وقف الطوفان حين أنزل الله الماء بقوة.

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ)
[سورة اﻷعراف 133]

فلا هو قدر على الجفاف ولا قدر على الطوفان

فسبحان الله العظيم.

فالله وحده القادر على أن ينزل الماء وينزله بقدر مناسب.

(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)
[سورة المؤمنون 18]

لذلك كلما نظرنا للقطرات وهي تنزل على الأرض فاعلم أنها نزلت بأمر الله بالقدر الذي يريده وفي المكان المناسب بالضبط.

(وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ)
[سورة فاطر 9]

ولنتذكر دوما أن هذا الماء يحيي به الله الأرض بعد موتها وكذلك يوم النشور فإنه يحيي به الناس فسبحان الله العظيم.

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)
[سورة الواقعة 68 – 70]

ولنتذكر أنه قادر على أن يجعل هذا الماء أجاجا مالحا لا نقدر على شربه إذا لم نكن من الشاكرين.

نراه بأعيننا ولا نستطيع شربه كما حدث لفرعون وآله حينا كانوا يرون الماء ويجعله ربي دما فلا يقدرون على شربه.

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ)
[سورة اﻷعراف 133]

كلما تفكرنا في الماء علينا أن نتذكر ثلاث نقاط أساسية وهي :

  • أن الله هو الذي ينزله ويقدره.
  • أن الماء يحيي به الله الأرض والناس ويذكرنا بالنشور.
  • أن الله قادر على أن يحرمنا من الماء العذب إن لم نشكره.

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)
[سورة الملك 30]

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب.
ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *