الدرس الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

نكمل رحلة تليين القلوب مع آيات التفكر
مع قوله تعالى

(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 13]

دعونا نركز على كلمة (وسخر لكم)

لم يقل سخرت لكم شمسا فقط
ولا نجمة فقط
ولا قمرا فقط
ولا بحرا ولا جبلا ولا نهرا ولا بيتا ولا أرضا ولا سيارة ولا دابة ووووو…

لا فعطاؤه وفضله واسع جدا
عطاء إذا تفكرنا في وسعه فسنفنى ويفنى أحفادنا ولن ننتهي من إحصائه

(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 13]

تخيلوا…
سخر (لكم)
لك أنت
ما في السموات
ليس ما في السماء الدنيا وليس قسما منه بل ما في السموات كلها! و (جميعا منه)!!!

(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الجاثية 13]

وما في الأرض ليس ما على سطحها فقط ولا باطنها فقط ولا ما في بحارها وأنهارها وجبالها فقط.
بل (جميعا منه)!

منها ما نراها ومنها ما لا نراه
نعم ظاهرة وأخرى باطنة

(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ)
[سورة لقمان 20]

فلو تفكرنا فقط في نعمة واحدة ظاهرة فقط وبدأنا نعدد فوائدها لما أحصيناها.

لنجرب مثالا:
نعمة الأرض المنبسطة

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)
[سورة نوح 19 – 20]

تخيل أننا خرجنا من قرية لقرية أخرى يفصل بيننا وبينها جبال والطريق غير منبسطة ولا مخرج ولا سبلا فجاجا بينها واضطررنا لصعود جبل ونزوله للوصول إليها ومعنا رجل مريض جدا بحاجة للطبيب الموجود في القرية الثانية ولدينا متاع له ملابس وحاجياته وغيره. فاضطررنا لحملها وحمل الرجل المريض على اكتافنا لأنه السيارات لا تتمكن من سلوك طريق جبلي وعر والمريض يكاد يلفظ أنفاسه من شدة التعب فوق مرضه. تخيلوا مدى التعب والشقاء لو لم يجعل الله لنا الأرض منبسطة ؟!
فالحمد لله حق حمده .

تخيل أنك تريد بناء بيت والأرض غير منبسطة فتحتاج إلى كسارات وحفارات فقط لتسوية البيت وإلا كانت الصالة فوق والغرفة تحت والسرير مائل وأنت تصلي تجد مشقة في الوقوف والسجود على أرض مموجة .

فالحمد لله رب العالمين.

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)
تخيل لو أنك تريد زراعة أرض غير منبسطة وتريد سقيها فلا يثبت الماء لأن الأرض مائلة أو يتجمع في مكان منخفض. تخيل أنك ترى الأشجار مائلة حتى تلتصق أغصانها بثمارها على الأرض فتأكلها الحشرات .

فالحمد لله رب العالمين.

دعونا نتفكر الليلة أكثر في تسخير الله لنا للسموات والأرض. فلتضج الليلة بيوتنا شكرا وحمدا لله.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *