الدرس الثالث عشر

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
درس اليوم هو اختبار وامتحان لما في قلوبنا
المؤمنين في الدنيا قلوبهم خائفة مشفقة
سورة الطور, الآية 26:
قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين

كانوا يخافون الآخرة ويحذرونها لذلك كانوا قليلا من الليل ما يهجعون
سورة الزمر, الآية 9:
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب

سورة السجدة, الآية 16:
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون

بينما قلوب المنافقين في الدنيا مطمئنة تظن أنها في أمان لذلك ينامون كثيرا
سورة يونس, الآية 7:
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون

هم الغافلون قليلي الذكر لا يذكرونه إلا قليلا هم المنافقون
والمنافقون دوما يظنون أنهم من أهل الجنة لذلك عملهم قليل وذكرهم قليل مطمئنين
الآن دعونا نتخيل أننا نرى منظرا من مناظر يوم القيامة ونتخيل أنفسنا هناك
سورة الحديد, الآية 13:
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب

تخيل هذا المنظر وانظر إلى نفسك فيه . أين أنت؟
في أي جهة خلف السور أم أمامه؟
إذا رأيت نفسك في باطنه فقد اطمأن قلبك فاحذر
وإذا رأيت نفسك في ظاهره فأنت قانطة فاحذر
وإذا بحثت خائفا لا تعلم هل أنت في باطنه أو ظاهره ترجو رحمة ربك فقلبك في حالة اتزان وهذا هو قلب المؤمن
اختبار آخر تخيل معي هذا المنظر بصدق وانظر لنفسك أيضا بصدق مع نفسك
سورة الأعراف, الآية 46:
وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون

سورة الأعراف, الآية 47:
وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين

أين أنت ؟ ادخل في المشهد وابحث هل أنت مع أهل النار والعياذ بالله أم مع أهل الجنة. أم من الأعراف؟
إن اخترت الظن أنك من أهل الأعراف فقد اطمأن قلبك أيضا لأنهم يدخلون الجنة !
سورة الأعراف, الآية 49:
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون

الأصل أن المؤمن يظل خائفا راجيا لا يطغى جانب على آخر
لذلك المؤمن إذا قرأ آيات العذاب والنار بكى خوفا وإذا قرأ آيات النعيم بكى شوقا .
هكذا قلب المؤمن على جناحي الخوف والرجاء
لماذا لا يبكي المنافق عند قراءة القرآن؟
لأنه معروف عنده أنه من أهل الجنة فآيات العذاب لا تعنيه فلماذا يخاف هي تخص جاره فلان وصديقه علان هي لا تخصه أبدا .
هي للكفار للمشركين للمنافقين وهو ليس منهم فلماذا يخاف أصلا يقرأها سريعا لأنها لا تفيده لم تنزل له أصلا فهو من أهل الجنة هو أهله وأسرته
لذلك لا يخاف ويعجل لسانه بقراءتها فهي تضيع وقته ولا تفيده ليست له
وعندما يقرأ عن الجنة أيضا لا يبكي لأنه خبر قديم بالنسبة له ومعروف
مثال : عمرو فتح الصحيفة ووجد اسمه أنه يمتلك عمارة.
في الواقع هذه العمارة ملكه منذ عشر سنين هل سيفرح؟
لا لن يفرح هذا معروف فالعمارة ملكه منذ زمن بعيد
ولكن زيد يفتح الصحيفة وهو لا يمتلك أرضا ولا عقارا ووجد أن هناك فرصة له أن يكسب آلاف العقارات مرة واحدة. فرصته حقيقية إذا أدى بعض الوظائف والأعمال .كيف سيكون شعوره؟
تجده يعمل بشوق واضعا تلك العقارات نصب عينيه يسارع بالأعمال المطلوبة منه لينهي ما عليه ويحصل عليها فكلما فتح الصحيفة اشتاق لذلك اليوم
الذي يحصل فيه على هذه الثروة الكبيرة والأعمال شاقة والطريق متعب وقد يجد ذلا أو مهانة فيها فيبكي شوقا لذلك اليوم الذي سيجد فيه عزا وجاها
هنا الفرق بين قلب المؤمن الخائف الراجي وبين قلب المنافق المطمئن
ولا يعيد توازنك إلا الذكر الكثير لذلك في دورات التدبر نكثر من البكاء في يوم حلقة اليوم الآخر
نبكي كثيرا لأننا فعلا لا نعلم أي الفريقين نحن .وعندما نخرج يقل الذكر وتطمئن القلوب ونترك القيام الطويل
ونظن أننا من الناجين.
هي معادلة واضحة وسهلة
ذكر كثير تصبح مؤمنا تخاف وترجو تقوم الليل
ذكر قليل تصبح منافقا تطمئن فتنام الليل
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *