بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
سورة محمد, الآية 24:
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
تدبر القرآن له علاقة بالقلوب فإن كانت القلوب مقفلة فلن يتمكن القلب من تدبرها ولو قرأها وشرحت له.
فالقلب هو محل تنزل الآيات وقد أنزلها ربنا على قلب النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم
سورة الشعراء, الآية 193:
نزل به الروح الأمين
سورة الشعراء, الآية 194:
على قلبك لتكون من المنذرين
لأن القلب هو الذي يتدبر وهو الذي يعقل لقوله تعالى
سورة الأعراف, الآية 179:
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون
لهم قلوب لا يفقهون بها …
سورة الحج, الآية 46:
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
قلوب يعقلون بها ..
إذن القلب هو الذي نعقل به وليس شرطا أن يكون لي قلب فالأنعام لها قلوب ولكن أن أعقل بها هو ما يميزني عن الأنعام.
والقلب الذي لا يفقه والذي لا يعقل هو قلب مظلم لا نور فيه.قلب أعمى .قلب ميت بلا روح. هو بالضبط قلب ختم عليه
سورة البقرة, الآية 7:
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم
هم في ظلمات ثلاث ظلمة القلب وظلمة البصر المغطى وظلمة السمع الذي به وقر
سورة الإسراء, الآية 46:
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا
فالقلب الذي غلف بالأكنه لا يتنزل فيه القرآن وبالتالي لا يعقله فيضل يجادل في آيات الله وكل ذلك لأنه قلب يعيش مظلما بعيدا عن نور الذكر الكثير
سورة الأنعام, الآية 25:
ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين
كل ما في القرآن بالنسبة إليهم هو أساطير الأولين .قصص وروايات الأولين
لأنهم لا يتدبرون القرآن فلا يستطيعون فهم المراد من تلك القصص . فإذا أخبرتهم آية قالوا لك هذه الآية نزلت في فرعون وتلك في قوم عاد وتلك في منافقي المدينة وأما هذه فهي للمهاجرين والأنصار.
فكل القرآن ليس لهم هي فقط أساطير الأولين بالنسبة لهم
أفلا يتدبرون القرآن؟!
أم على قلوب أقفالها ؟!!!!
القلوب المظلمة بها أقفال وليس قفلا واحدا لأن القلب قد تصيبه أمراض من أمراض القلوب وليس مرضا واحدا.
من أهم أمراضه الكبر وهي المعصية الأولى
سورة الصافات, الآية 35:
إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
سورة غافر, الآية 60:
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
هم يستكبرون عن عبادته يرفضون أوامره لأنهم يظنون أن أهواهم خير من أوامر الله فيعبدونها من دون الله
سورة السجدة, الآية 15:
إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون
والمؤمن بآيات الله هو الذي يخضع لها .ولا يستكبر عنها
ومن أهم آياته التي يعرض عنها أكثر الناس ويستكبرون هي أمره للمؤمنين بالذكر الكثير
لأن الإعراض عن الذكر الكثير يبقيك في عالم النسيان الذي يعيش فيه حزب الشيطان
سورة المجادلة, الآية 19:
استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
فتعيش في الظلمات غير مدرك لذلك لأنك تعتاده كما تعتاد ظلمة الليل التي تأتي تدريجيا
سورة المائدة, الآية 13:
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين
أهل الكتاب نسوا حظا مما ذكروا به فقست قلوبهم ونقضوا عهد الله وميثاقه
وأكثر المسلمين الآن نقضوا عهد الله وميثاقه برفضهم وفاء عهدهم مع الله.
والقرآن هو العقد الذي بيننا وبين الله واخلالنا بالعقد هو نقضنا للعهد.
لذلك قست القلوب فأصبحت كالحجارة بل أشد
سورة البقرة, الآية 74:
ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون
قسوة القلوب منعت تدبر القرآن وأصابت الأمة بضر رهيب وهو الفرقة والتحارب والتناحر فيما بينها
سورة الأنعام, الآية 65:
قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون
أوليس هذا حال الامة الآن!
لعلهم يفقهون!
فكيف تفقه القلوب القاسية من قلة الذكر ؟!
سورة الحديد, الآية 16:
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون
أكثر الناس لا يعتنون بسلامة قلوبهم ظنا أن الله سبحانه وتعالى لا يحاسبهم بما في قلوبهم فملأوها ذنوبا
ونسوا أنه لا يدخل الجنة إلا من كان سليم القلب
سورة الشعراء, الآية 88:
يوم لا ينفع مال ولا بنون
سورة الشعراء, الآية 89:
إلا من أتى الله بقلب سليم
ونسوا أن الله يحاسب على ما في القلوب
سورة البقرة, الآية 225:
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم
بماذا يؤاخذنا الله؟
بما كسبت قلوبنا
سورة البقرة, الآية 284:
لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير
يحاسبنا بماذا ؟
بما في قلوبنا
من أمراض القلوب الضغائن والأحقاد
سورة محمد, الآية 29:
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم
والآن الأمة مليئة بالضغائن كل طائفة تبغض الأخرى وتكفرها وربما تحل دماء الأخرى. ثم يريدون أن يتدبرون القرآن!
أفلا يتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها !
أمة عذبها الله بضر
أن يلبسها شيعا فتفرقت إلى فرق ومذاهب متناحرة
وأذاقهم بأس بعض
سورة محمد, الآية 29:
أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم
الآن أكثر البيوت تعاني من عقوق الأبناء ومشاكل بين أفراد العائلة الواحدة و زادت معدلات الطلاق وكل هذا بسبب الضغائن وقلة الذكر التي جعلت القلوب قاسية لا رحمة فيها
(إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩) [Surat Al-Araf : 206]
الإستكبار عن الذكر الكثير والتسبيح وهجر القرآن هو من قاد هذه الأمة إلى الهاوية ولن يعيدها إلا العودة لحبل الله المتين وهو القرآن الكريم
سورة آل عمران, الآية 103:
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون
ولكي نعود إلى القرآن ونتدبره علينا أولا مراقبة قلوبنا وتصفيه ما فيها من عداوات وأضغان وأحقاد تجاه الآخرين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.