قناة دروس التدبر:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة النحل 97]
قد تتعسر أمورنا في الدنيا مما يجعل حياتنا فيها حياة صعبة جدا نفتقد فيها أحد أساسيات متاعها.
مثلا مرض يقعدنا عن السعي لطلب الرزق
أو
فقدان الوظيفة ولا تجد أحدا يقبل بتوظيفك ولا تعلم السبب
أو
تخطب في كل بيت وعائلة ولا تجد إلا الرفض ولا تعلم ما السبب.
أو
تنتظرين زوجا يتزوجك ولا تجدين أحدا يطرق باب بيتكم أو يخطب ثم يختفي بلا مبرر واضح.
كل هذه الأمور وغيرها قد تواجهها في الحياة الدنيا فتفقد فيها الحياة الطيبة.
فما هي الحلول ؟
كيف نجد الحل لتعسر أمورنا؟
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ ((سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا))
[سورة الطلاق 7]
حقيقة هذه الآية أخبروني أن امرأة فقيرة جدا سمعتها في محاضرة حضرتها . زوجها فقد عمله بسبب حادث اقعده في الفراش ولم يكن لها بيت سوى كوخ صغير .
ففكرت كيف يمكن لي أن أنفق ليجعل الله لي بعد عسر يسرا وأنا الفقيرة جدا ولا أجد ما أنفقه.
ورأت ذرات من السكر بقيت في إناء السكر ورأت نملة تمشي في بيتها فقالت لم لا أنفق على هذه النملة بذرات السكر هذه لعل الله يرزقني .
وسبحان من فتح لها أبواب الرزق فشفي زوجها وحصل على عمل بأجر مجز ونقلها من الكوخ لبيت جميل وأصبحت حياتها رغدا.
قناة دروس التدبر:
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ ((سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا))
[سورة الطلاق 7]
أيضا بر الوالدين له دور كبير جدا في تيسير الأمور وقد عمل بها البعض ووجدوا الخير الكثير جدا ببر الوالدين.
(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)
[سورة مريم 32]
مع البر ينتفي الشقاء
من بين القصص شاب كان يفضل والديه على بيته فيعطيهما أكثر مما ينفقه على بيته رغم أنه لا يمتلك شهادة جامعية وراتبه لم يكن كبيرا وسبحان الله كان يترقى في وظيفته بطريقة غريبة عجيبة حتى تجاوز براتبه رواتب الجامعيين أصحاب الخبرات الطويلة بأضعاف!
التقوى والصبر على ما يصيبك من الأمور التي تنقلك نقلة كبيرة من حال إلى حال.
انظروا ليوسف عليه السلام وهو يخبر اخوته بما نفعه لينتقل من حاله السابق ليصبح عزيز مصر.
(قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن((ْ يَتَّقِ وَيَصْبِر))ْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
[سورة يوسف 90]
فالله عز وجل يبتلي الإنسان فإذا إلتزم بالتقوى والصبر أخرجه من الإبتلاء ويسر أموره ورزقه من حيث لا يحتسب.
فمثلا من لا يجد الوظيفة يبتلى فمنهم من يلجأ للسرقة ومنهم من يتقي الله فيرزقه.
ومن لا يجد الزواج يبتلى فمنهم من يلجأ للزنا ومنهم من يستعفف فيرزقه الله ويغنيه
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ ..)
المهم أن يبقى تقيا رغم الابتلاء وصابرا على ما قدره الله له.
أيضا عليك بالدعاء بالتيسير وعدم التوقف فيوما ما ستتيسر أمورك.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ )) رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)
[سورة اﻷنبياء 83 – 84]
الإبتلاء له وقت وسينتهي بإذن الله
والعسر يخلفه اليسر دوما
أليس الله هو القائل
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
[سورة الشرح 5 – 6]
ولو لم يجعل الله لك اليسر في الدنيا مع تقواك وصبرك فاعلم أنه يدخرها لك فقد أعد للصابرين أجرا بغير حساب.
يسر الله أموري وأموركم جميعا.
نكمل في الدرس القادم إن شاء الله.
فتابعونا…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.