بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
من نعم الله العظيمة علينا والتي يغفل الكثير عن شكرها هي نعمة الوجود.
نعمة أنك حي
نعمة أن روحك مازالت بداخل جسدك.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) [سورة اﻹنسان : 1]
أن تكون في عالم العدم ويخلقك الله ويعطيك الفرصة للحياة حتى اﻵن فهذه نعمة تستوجب الشكر.
كونك موجودا اﻵن وكونك شاكرا لله يعني أنك حققت الهدف من وجودك .
(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [سورة النساء : 147]
إن شكرت الله فقد حققت الهدف وإن لم تفعل فأنت بحاجة لتقويم لسلوكك.
فكونك شاكرا يعني أنك حققت الهدف من وجودك.
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [سورة الذاريات : 56]
فالعبادات شكر.
كونك موجودا وشاكرا يعني أنك استفدت من نعم التوحيد والقرآن والسمع والبصر والفؤاد.
وكونك موجودا وغير شاكر يعني ببساطة أن قلبك ميت ولو كان ينبض!
(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة اﻷنعام : 122]
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [سورة فاطر : 22]
نعمة الوجود هي نعمة عظيمة جدا تتضمن نعم كثيرة جدا لن ولن ولن تستطيع احصاؤها ولو عشت عمرك تجتهد لفعل ذلك.
فكونك موجودا هذا يعني أنك تتمتع بنعمة الأمن الذي يمنع قتلك أو موتك فلو كنت ميتا لما كانت موجودا.
وكونك موجودا يقتضي حصولك على نعمة الطعام فلولا الطعام لمت ولم تكن موجودا.
(الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [سورة قريش : 4]
هاتان نعمتان لن تستطيع احصاؤها.
كونك موجودا يقتضي حصولك على ماء عذب لتشرب ولولا الماء لمت ولم تكن موجودا.
(.. وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [سورة اﻷنبياء : 30]
كونك موجودا يعنى أن الله يرزقك بنعم كثيرة تكون سببا في بقائك موجودا.
الرزق بأنواعه..
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة سبأ : 24]
نعمة الصحة
(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [سورة الشعراء : 80]
ونعم كثيرة جدا لا يتسع المقال لذلك.
وكل نعمة منها واسعة جدا تتضمن نعما أخرى لا يمكن احصاؤها.
كونك موجودا وشاكرا هو الأهم لتحقيق الهدف من وجودك.
فكثير جدا فقدوا هذه النعمة ويتمنون عودة للدنيا.
(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) [سورة المؤمنون : 99]
(لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [سورة المؤمنون : 100]
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة المنافقون : 10]
(وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ) [سورة السجدة : 12]
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [سورة فاطر : 37]
كلهم يطلبون العودة والرجوع لأجل أن يحققوا الهدف من وجودهم.
العمل الصالح وهو من شكر النعم.
كلهم يطلبون العودة ليعملوا صالحا وليكونوا صالحين.
وهناك من هو مازال في الدنيا موجودا . أنا وأنتم..
فهل حققنا الهدف من وجودنا أم أننا ننتظر أن نتمنى ذلك وقت لا تنفع فيه الأماني؟!
تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.