الدرس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

في سورة الأعلى يصف الله سبحانه وتعالى من يؤثرون الحياة الدنيا.
من يفضلونها على اﻵخرة.

(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [سورة اﻷعلى : 16]

لنرجع للخلف قليلا لنرى من هم؟
(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَىٰ) [سورة اﻷعلى : 9]

(سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىٰ) [سورة اﻷعلى : 10]

(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى) [سورة اﻷعلى : 11]

الأشقى هذا الذي يؤثر الحياة الدنيا ما مصيره؟

(الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ) [سورة اﻷعلى : 12]

(ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ) [سورة اﻷعلى : 13]

يتمنون الموت فلا يحصلون عليه

(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) [سورة الزخرف : 77]
ولا تعتبر حياتهم حياة يقولون فيها

(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [سورة الفجر : 24]

لماذا ؟
لأنه عندما ذكر لم تنفعه الذكرى
خر للتذكير صما وعميانا
(وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) [سورة الفرقان : 73]

لم يكونوا كعباد الرحمن
فالمؤمن إذا ذكر باﻵية يخر لها خاضعا
(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) [سورة السجدة : 15
لا يستكبرون
إذا ذكروا بآية طبقوا واتبعوا

أما الكفورين يعرضون عن التذكير

(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) [سورة المدثر : 49]
(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) [سورة المدثر : 50]

(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [سورة المدثر : 51]

نتوقف لنتذكر
هل فعلت؟
هل هناك معصية ودائما إذا ذكرت بها لا أخر لها خاضعا؟
هل استكبرت عن اتباع آية معينة؟

هل لم تنفعني الذكرى عندما ذكروني؟
هل أنا من الذين تجنبوا الذكرى وأعرضوا عنها؟
وكنت ممن وصفهم الله العزيز بالأشقى الذي يصلى النار الكبرى؟
ربنا نعوذ بك أن نكون منهم فاهدنا ربنا سواء السبيل

هؤلاء يؤثرون الحياة الدنيا
ومن يؤثرها طبيعي أن ينسى اﻵخرة ولا يعمل لها

(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ) [سورة الضحى : 4]

الله يدعونا ويرغبنا في الاخره
لكن القلوب غافلة
كلما مررت بموقف يدعوك للدنيا تذكر
(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ) [سورة الضحى : 4]

فالأولى إنما هي أيام

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا) [سورة طه : 102]

(يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا ((عَشْرًا)) [سورة طه : 103]

بل هي كيوم واحد

(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا ((يَوْمًا)) [سورة طه : 104]

بل هي كعشية أو ضحاها

(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ((عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)) [سورة النازعات : 46]

بل هي ساعة من نهار!

(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ((سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ)) ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة اﻷحقاف : 35]

سريعة جدا هذه العاجلة تأملوا حياتنا

بالأمس ودعنا رمضان وغدا يأتينا رمضان آخر

بالأمس كنا نرتع ونلعب بأحضان أمهاتنا وغدا يرتع أحفادنا بين أيدينا

اليوم السبت وغدا سبت آخر
تجري الدنيا بسرعة شديدة

لا نكاد نشعر ولا نجد الوقت لنعمل

ونحن متمسكين فيها بأيدينا وأرجلنا
والله بالأمس شعرت بالخوف كيف انتهى الاسبوع بهذه السرعة.
أخذت أحاسب نفسي ماذا فعلت خلالها ؟
هل سبقتني الساعات في غفلة أم سارعت للعمل الصالح
لذلك ينادي ربنا المؤمنين للسرعة والمسابقة إذ لا وقت فالدنيا تجري بسرعة

(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة آل عمران : 133]
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة الحديد : 21]

نجري وراء المغناطيس المؤثر على بوصلتنا
نجري في الاتجاه الخاطئ

تخيلوا سباق الماراثون بدلا من أن تجري للنهاية لتحصل على الجائزة نجري للخلف وللخسارة

وأي خسارة
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [سورة هود : 21]

(لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) [سورة هود : 22]

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا) [سورة الكهف : 103]

(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [سورة الكهف : 104]

ضلوا الطريق ساروا في الطريق الخاطيء فخسروا السباق.

الخاسر من خسر الخلود في الجنة

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *