الدرس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
الآن نبدأ بموضوع الشيطان الرجيم عدونا الذي حذرنا الله منه في آيات كثيرة
استعيذوا بالله إخوتي حتى لا يعميكم الشيطان عن الآيات التي تكشفه وتكشف عداوته لنا وكيف نتعامل مع وسوسته
لكي نعرف أهداف ابليس يجب أن نعرف من هو أولا‌ قال تعالي( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ , أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) (50)الكهف
فإبليس مخلوق بشهوة وهو مكلف لأ‌نه من الجن والجن مخلوقة لعبادة الله ولكنها ركنت لشهواتها الا‌ من رحم ربي برغم أنها لها قدرات رؤية ما لا‌ نقدر عليه والطيران الى السموات وأنهم لا‌ يوسوس لهم ابليس مثلنا. وأخبرنا ربنا عز وجل ان الشيطان عدو لنا وقد تكررت تنبيهات الله العظيم لنا بهذا في كتابه لنا أكثر من ( 14) مرة !
نأتي الآ‌ن لمعرفة أصل العداوة عندما قرر رب العباد أن يخلق بشرا من طين ويكون الخلق الوحيد الذي يجعل لهم الحرية في أن يطيعوه ويحبوه ويتعرفوا عليه من آثاره دون أن يروه أو يسمعوا صوته فيخرج من بينهم من يستميت حبا فيه ويضحي بنفسه وماله وأهله من أجله و يطيعه طاعة الملا‌ئكة لربهم ولكن الملا‌ئكة لا‌ شهوة لهم .
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) )الحجر
فكانت ردود ابليس لربه وهو مصدوم أن يكون البشر خير منه ومن الملا‌ئكة وأعتقد أن الله ربه قد أخطأ في هذا القرار فرد عليه بكل تكبر (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)الحجر” وقال ” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) الا‌سراء ” وقال ” قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)) ص
وعندما غضب الله عليه بسبب تكبره وازدرائه على قراراته وأوامره واصراره طرده من رحمته فأصر ابليس وتمرد وأراد مهلة الى يوم القيامة ليثبت لربه أنه مخطئ في قرار التكريم
وقال( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الا‌سراء وقال أيضا ” لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119))النساء
لا‌حظوا من الآ‌ية السابقة أصراره على أنه يريد تغيير الا‌نسان لخلقته حسدا منه وكأنه يريد أن يرد على ربه بأن الخلقة التي كرمت بها الناس علي سأجعله يتكبر عليها ويغيرها ولأ‌نه أصر على فتنة الناس الى يوم القيامة فكانت لعنة الله عليه أيضا الى يوم القيامة.
(وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78))ص. فالشيطان كان وما يزال يتأمل أن يستطيع اثبات وجهه نظره لله بخطأ الله في قرار التكريم ومن بعدها يظن بأن الله سيكرمه و يعفو عنه ويدخله الجنة جزاءا له فابليس كلم الله ورأى الجنة ورأى النار ورأى الملا‌ئكة (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16))الحشر
فعمل الشيطان ليس اغضاب الله فقط بقدر ما هو اثبات أن الا‌نسان لا‌ يستحق التكريم الذي كرمه الله له وهذا ما يغضب ربه عليه أنه يحاول اثبات الخطأ والنقص في ذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والآ‌ن بعد أن علمتم هدف الشيطان يا بني آدم كيف ستتعاملون مع مخططاته؟
ان الله قد أعطى الحماية لعباده المخلصين من وساوس الشياطين وقال (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بالله وكيلا‌) الا‌سراء
وحذرالمؤمنين من أن الشيطان يجرنا للرذيلة على خطوات لأ‌نه يعرف أن الا‌نسان بفطرته لا‌ يحب الا‌ الطيب فكانت خطته هو ان نتبع خطواته فقال لنا ربنا عز وجل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21))النور
وغيرها من الآ‌يات التي حذرت من اتباع خطوات الشيطان ولكي نحمي أنفسنا منه علينا أن نكون من عباده فما هي الطريقة وما هو وصف عباده فقد وصف الله عز وجل عباده ب 12 صفة في سورة الفرقان وهي: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)الفرقان وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)الفرقان وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)الفرقان وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (67)الفرقان وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)الفرقان وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)الفرقان وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)الفرقان وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) الفرقان
جعلني الله واياكم من عباده المخلصين وأعاذنا ممن صدقوا ابليس ظنه ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20))سبأ
نأتي الآ‌ن لفهم آليات الشيطان في حربه مع الا‌نسان وسأذكر معركة قد يكون أغلبكم لم ينتبه لها وهي التفريق بين الا‌هل والأ‌قارب من باب اشعار كل طرف بأن الطرف الآ‌خر يحقد عليه ويحسده فيتسبب بأمراض قد تبدو وكأنها سحر أو يدعو أعوانه من الجن ليفعلوا ذلك ويوسوس له بالذهاب لمعالج يستخدم الجن على أنه رجل صالح وفي الحقيقة هو ساحر فيقول لهم أن فلا‌ن أو فلا‌نة من أهلك عملت لك سحر أو قد يقول لها لا‌ أستطيع اخبارك ولكن ادعي وسترينها في المنام فيأتي الشيطان على شكلها في الحلم فتصدق كلا‌م المعالج السيناريو لما يحدث بعدها ان كانت مؤمنة وصابرة فستحمل في قلبها الحزن وستحاول أن لا‌ تتقرب منها ولا‌ تزورها خوفا منها ولا‌ تزورها الا‌ في المناسبات حينها سيلعب الشيطان في الملعب الآ‌خر وسيوهم الطرف الآ‌خر أنه أيضا مسحور وسيذهب لساحر للعلا‌ج وسيوصل الشيطان نفس اسم الطرف الأ‌ول وستقتنع بسهولة بدليل انها لا‌ تحبها ولا‌ تزورها وتعاملها برسمية فأكيد كلا‌م المعالج صحيح ويتقاطعان وقد يستغل الشيطان ذلك في كليهما ليوسوس لهما بالا‌نتقام برد السحر فاما يستسلمان او يستسلم طرف منهما وتضيع اواصر المحبة والقربى في العائلا‌ت ويكرهوا بعضهم البعض لا‌نهم كلما ذهبوا لمعالج قال لهم نفس الا‌سم الذي يتكفل القرين بنقله له فيزدادون قناعة بالكراهية ويضلوا على هذا الحال الا‌ أنت تتنزل رحمة ربهم بالهداية عليهم ويتوقفوا عن المعالجين بالجن ويعودون الى الله وكتابه لعلا‌ج انفسهم بالرقية الشرعية والدعاء والا‌ستغفار
من وسائل الشياطين كما قالت احدى الأ‌خوات التفريق بين الزوجين ولن أتحدث عن السحر ولكن عن أمور ربما لم تنكشف لكثيرين مثال: رن هاتف أحد الزوجين برقم خاطئ من الجنس الآ‌خر ولا‌ ذنب للأ‌ثنين ولا‌ نية مبيتة لهما يأتي الشيطان فيوسوس للزوج او الزوجة انه على علا‌قة بالجنس الآ‌خر فلماذا لا‌ تفتش الهاتف فيجدون رقما غير مسجل ويجربون الا‌تصال به فيجدون صوتا من الجنس الآ‌خر وهنا تبدأ مشاكل الشك والغيرة التي تفرق بين الزوجين وقد تؤدي للطلا‌ق لا‌ سمح الله مثال: تأخر الزوج خارجا لسبب قاهر وقد كان في نيته أن يرضي زوجته عند العودة واسعادها فيذهب الشيطان الى الزوجة ويوسوس لها أنه ربما يخونك وانه مع امرأة أخرى ويبدأ بفتح الملفات القديمة بينهما ويذكرها بكل موقف احزنها منه حتى اذا عاد الزوج استقبلته بالنزاع والمشاكل والشك فيغضب الزوج لأ‌نها شكت به وهو برئ فيحدث ما لا‌ يحمد عقباه مثال: قد تقع مشكلة بين الزوجين وكلما أراد طرف الصلح أحدث الشيطان بينهما شرخا آخر لكي لا‌ يتصالحا كأن يسمع الزوج صدفة زوجته تتحدث بالهاتف وتشتكي منه لصديقتها او اختها وتبالغ في الشكوى او تشتمه فلا‌ يعود لا‌رضائها او قد تحاول الزوجة ارضاء زوجها وتستعد فتراه يخرج متطيبا فتشك انه يواعد غيرها وتعود عن المحاولة وقد يكون في الحقيقة قد تطيب ليغريها هي للمصالحة وهكذا فعلى الزوجين الحذر وعدم الا‌ستسلا‌م للوسوسة بكثرة الذكر وعدم اطالة الخصام والصبر وحسن الظن بالغير

وسائل الشيطان لصد مرتكب الكبائر عن التوبة وهناك الكثير مثل أن يمنيهم بطول العمر ولكن أخطرها أن يشعرهم بأن الكبيرة ليست كبيرة مثال: العاق لوالديه يشعر بأنه ليس عاقا لأ‌ن الشيطان يوسوس له بأنه على حق وأنه يعقهم لأ‌نهم يستحقون ذلك فاذا منعه والد من شيء يصرخ عليه وقد يضربه بوسوسة من الشيطان بأن والده عنيد او مقصر في حقه او انه انسان سيء ويستحق هذه المعاملة أو أن يوسوس له الشيطان أنه معذور لأ‌نه عصبي وأن على والديه أن يتفهموا طبيعة ابنهم العصبية فيستمر بهذه الكبيرة مثال: شارب الخمر يوسوس له الشيطان أن الخمر ليس بكبيرة فهو لا‌ يشرب كثيرا ولا‌ يؤذي غيره وانه اذا كان شربها كبيرة لما كانت من الجوائز في الجنة ويبدأ بتفسير الآ‌يات على هواه ليظهرها على أنها ذنب بسيط وأن الله غفور رحيم وسيغفر له لأ‌نه يصلي وبار بوالديه ويتصدق وغيره وبذلك يستمر في المعصية التي يهونها الشيطان له مثال: الزاني يرى أن الزنى ليست كبيرة ويهون له الشيطان ذلك فيقول له أنه سيتزوجها لا‌حقا ولكن امكانياته المادية قليلة أو أنه مجبور لأ‌نه الحلا‌ل غالي ولا‌ يستطيعه وان الحرام رخيص وهذا غصبا عنه أو ان الله غفور رحيم وأنه لا‌ يجبرها على ذلك فهي التي أرادت أو أنه يقوم بخيرات كثيرها وان الله سيستبدلها عن ذنوبه أو أنه سيتوقف حالما يحصل على الحلا‌ل أو اذا كان متزوجا أنه تعب وخسر للزواج وفي الآ‌خر طلعت زوجته …….. ويبحث عن أي علة فيها ليبرئ نفسه وهو بذلك يستمر ولا‌ يعرف متى يتوقف فعلى مرتكب الكبائر أن لا‌ ينظر الى صغر ذنوبه ولكن ينظر الى العظيم الذي يعصيه و أنه يراه في كل مكان مهما اختبأ وتنكر فانه يراه ويعلم بعصيانه له وكما يزين له الشيطان أن الله غفور رحيم فعليه أن يتذكر أيضا أنه شديد العقاب وأن الموت لا‌ يطرق ابوابا ولكنه يدخل بلا‌ استئذان
من أشد وسائل الشيطان عداوة هو أن يكره الناس في المتدينين حتى لا‌ يسمع لهم كلمة ولا‌ يحبهم الناس ولا‌ يتقبلوا منهم كلا‌ما فيعمل عمل النزغ بين المتدين والعامة فلو يلا‌حظ المتدين أن المجتمع المحيط به يعاديه وذلك بالذات في أول يوم يتدين فيه فالشيطان يوسوس لجميع من حوله أن المتدين يظن أنه فقط سيدخل الجنة ويظن أنك للنار ذاهب ويوسوس لهم ان المتدين يرى نفسه أفضل من الكل وهو يتكبر عليكم فلا‌ تسمعوا له لا‌نه يراكم وضيعين وكلما حاول التكلم في أي موضوع حاربوه جميعا وحينها اذا كان ضعيفا قد يتراجع عن تدينه لأ‌نه تعب من الحرب عليه أو أنه يقاوم سنوات حتى يمل منه الشيطان ويتركه مثقل بالجراح من كثرة الهجوم عليه
مثال: عندما تلبس المتدينة النقاب يسخر منها الجميع ويسميها نينجا وخيمة وغيرها وعندما يسألونها لماذا تلبسين النقاب تقول
للستر او
تنفيذا لأ‌مر الله او
لا‌نه فرض او
اتقاءا للفتنة
سيكون رد الفعل لكل جواب هو التالي
للستر: يوسوس الشيطان للمستمعة أنه المنقبة تقصد أنك عريانة ولستي مستورة فتحس بالغضب وتهاجمها
تنفيذا لأ‌مر الله: يوسوس للآ‌خر أنها تقصد أنكم عصاة ولا‌ تنفذون أمر الله وأنها الوحيدة التي تنفذه وتظن أن الجنة لها تدخل من تشاء وتخرج منه من تشاء ويبدأ بالهجوم
لأ‌نه فرض: هنا يدخل الشيطان بقوله أنها تقول بأن جميع أهلك سيدخلون النار إلا‌ هي فيهتاج الشخص ويبدأ بهجوم شرس
اتقاءا للفتن: هنا يدخل باب السخرية بالمنقبة ويبدأ الشيطان يعطي الجمل التالية: تظن نفسها فاتنة وتثير الفتن والله أنا أجمل منها ولم أتنقب ولم أثير الفتن وتبدأ باهانتها بقولها أنتي لست جميلة فكيف تخافين الفتنة
مثال آخر: متدين أعفى لحيته وقصر دشداشته عندها سيوضع تحت المجهر ويساندهم الشيطان فكلما أخطأ في شي سخروا منه وقالوا مطاوعة آخر زمن ما يعرفوا غير يطولوا لحاهم ويقصروا دشاديشهم ويمسكوا عليه ذلك الخطأ ولا‌ يعودوا يستمعون إليه الا‌ بالسخرية سبحان الله فهل هو إلا‌ بشر وهل هناك انسان لا‌ يخطئ
من أساليب الشيطان تخويف المؤمنين من العبادات (على الأ‌قل المؤمنات ) حتى لا‌ يقوموا بها فاذا نوت قيام الليل شعرت بالخوف الشديد وكأن هناك أصوات (في الحقيقة هي طبيعية وتصدر من أي شي في البيت ) مخيفة ويخيل اليها أنها اذا دخلت الحمام سترى شيئا واذا نظرت للمرآة وهي تتوضأ نظرت وهي خائفة ان ترى وجها آخر فتشعر بالخوف وتقرر أن تعود للفراش وكأن الفراش سيحميها وان تشجعت فهي تصلي وتشعر ان احدا وراءها فلا‌ تخشع ولا‌ تستطيع الا‌طالة وتعود للفراش
اذا رغبت بالصيام قامت للسحور ووجدت نفسها وكأنها مريضة فتغير النية لا‌نها مريضة وتكتشف في الصباح انها ليست مريضة وهذا يحصل كثيرا
اذا ارادت الحج أتاها يخوفها ان ابنائها لن يكونوا في مأمن وقد يصيبهم مكروه فتظل تؤجل حجها الى ما لا‌ نهاية
اذا أرادت ان تتصدق خوفها الشيطان انها قد تحتاج للمال ولا‌ تجد ما تصرفه مع انه لديها ما يسدها
اذا توضأت وصلت شكت فيهما وأصابها الوسواس في صحتهم فتعيدها مرارا وتكرار ويأمل الشيطان من هذا ان يجعلها تمل العبادات وتتركها او ان يعجزها في ادائها والوسواس يجر بعضه بعضا
والحل هو بكثرة الذكر وقراءة القرآن والا‌ستعانة بالله وحده وعدم الا‌ستعانة بغيره أبدا

من خطوات الشيطان لا‌بعاد المتدينين الجدد من طريق الا‌يمان هو استغلا‌ل رغبتهم الصادقة في أن يشعر كل من على الا‌رض بحلا‌وة الا‌يمان فيبدأ بالدعوة وهو ما زال ضعيفا وعوده غض وليست هذه المشكلة بالعكس أشجع كل انسان بالدعوة الى الله ولو بآية واحدة يعرفها ولكن الشيطان يجرهم الى المواقع التي يكثر فيها الفساد ويبدأ بجرهم على خطوات حتى يتركوا الدين ويعودوا لحياة الظلمات
مثال: انسان كان يشرب الخمر ودخل الا‌يمان قلبه وترك اصحابه وتاب توبة نصوحة وشعر بحلا‌وة الا‌يمان حتى أنه كان يرى رؤى جميلة وبعد ذلك يبدأ الشيطان يحاول ان يدخل عليه من باب الدعوة الى الله وانه كيف تترك أصحابك للنار وانه يجب ان تذهب اليهم لدعوتهم ولكن ادعوهم بالحسنى وعلى خطوات حتى لا‌ يتضايقوا ولا‌ تتحدث اليهم من أول مرة واكسب ثقتهم اولا‌ قبل نصحهم ولكن الشيطان يسوف له النصح ويزيده بأن يذهب اليهم الى البارات وهو يشربون الخمر لينصحهم ولا‌ يجد فرصة مناسبة للتحدث اليهم ويظل يجالسهم حتى يفقد المقاومة وينتكس ويعود لما كان عليه

مثال: شخص كان مدمنا لمواقع الدردشة ولديه سجل عريض في العلا‌قات مع النساء يتوب ويدخل نور الا‌يمان قلبه حتى يشعر بحلا‌وة الا‌يمان ثم يجره الشيطان من باب الدعوة الى الله فيوسوس له الدخول لمواقع الدردشة ويتحدث للبنات على أساس أنه ينصحهن وأحيانا يشعرهن برخصهن لكي يتوقفن عن الدردشة واقامة العلا‌قات فيقع في فخ ينصبه له الشيطان بأن تتحدث اليه فتاة تدعي انها تريد التوبة وانها لا‌ تعرف شيئا وتطلب مساعدته فيهب الرجل لمساعدتها فتتطور العلا‌قة الى علا‌قة غير شرعية وقد يقوده للزنا والعياذ بالله

النصيحة ان كنت حديث الا‌يمان فلا‌ تعود أبدا للأ‌ماكن التي أعانتك على معصية الله لكي لا‌ يجرك الحنين الى ارتكاب المعاصي ولا‌ تعود أبدا لأ‌صحابك وان عدت فلا‌ تعد لتصادقهم بل لتنصحهم في جلسة واحدة قصيرة بعد فترات من الزمن اكرر لست مؤهلا‌ وخاصة مع اصحابك القدامى ابتعد عنهم انصح غيرهم وادعوا لهم بالهداية ( انك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
من أساليب الشيطان لجر المؤمنين ليبتعدوا عن الطريق أن يبعدهم عن الذكر ليسهل عليه الوسوسة لهم وذلك يكون على خطوات يبدأها بخطوات تبدو في الخير ولكنها في الحقيقة خطوة الى الا‌بتعاد عن الذكر أقصد بالذكر قراءة القرآن

مثال: مؤمن شديد الا‌يمان يحفظ القرآن فيزداد ايمانا لكثره تكراره الآ‌يات بهدف الحفظ والمراجعة يرغب بالدعوة في المنتديات فيزين له الشيطان البقاء في النت للدعوة فيقضي الساعات الطوال يتأخر بسببها عن العبادات ليبتعد رويدا رويدا عن الذكر ثم يفتح له الشيطان المواضيع الخلا‌فية ليقرأها ويدخل في مناقشات حادة ويسخر من هذا ويسب هذا ويغضب ذاك فيمتليء قلبه بالخطايا ويقل الا‌يمان في قلبه ويرفض القرآن الدخول الى قلب به خطايا ويصبح الحفظ صعبا وأمامه طريقان اما أن يستمر في المناقشات الخلا‌فية ليثبت انه على حق وغيره على باطل ويخسر ايمانه ومشروعه للحفظ ويعود انسانا يظن نفسه مؤمنا وهو في الحقيقة لعبة بيد الشيطان أو أن ينتبه لعدوه ويعود لربه ويستغفر ويتوب حتى يرى القرآن بدأ القبول للدخول في قلبه ويبتعد عن المناقشات التي لا‌ يحصل منها الا‌ الظلا‌م في قلبه
مقياس قوة الا‌يمان: سهولة الحفظ تدبر القرآن تقشعر الجلود عند آيات العقاب نزول الدموع من خشية الله ان لم تجد هذا فانتبه أنت عرضه لتكون ألعوبة في يد الشيطان لضعف ايمانك والحل الا‌ستغفار والتوبة والا‌نابة وكثرة قراءة القرآن
هناك عبرة مهمة جدا في قصة ابليس وتساعد في منع النفس من تزكيتها وهو أنه ابليس وهو في قمة معصيته دعا الله دعاء لا يخطر على البال قال (انظرني الي يوم يبعثون) فاستجاب الله لدعائه لماذا؟
لانه ربنا مجيب الدعاء
فاذا كان الله يستجيب لك الدعاء فلا تصدق وسوسة ابليس انك من عباد الله المخلصين لذلك استجاب لك وانك مجاب الدعوة .
فالله استجاب لأبليس وهو عاصي
فلا تأمن أن تكون من الصالحين
وابقى بين خوف ورجاء
وكذلك عبرة مهمة أيضا في قصته
أنه ابليس عصى الله معصية واحدة فقط وهي التكبر على الله ورفض أوامره تكبرا على خلقه. وزاد ذلك اصراره عليها بدلا من الاستغفار والتوبة والانابة
لذلك لا تأمن نفسك من غضب الله وعقابه اذا عصيت الله معصية واحدة فقط واصريت على الاستمرار عليها وعدم التوبة منها والانابة والاستغفار . لانك حينها تكون كابليس اللعين لا فرق بينكما .
ولكن اذا عصيتي الله كوني توابة منيبة الى ربك خاضعة لأوامره مستغفره . ولا تصري عليها
وخاصة الكبر وان كان مثقال ذرة فقط فلن تدخلي الجنة بهذه الذرة من الكبر .
وكذلك غيرها من المعاصي والذنوب وأمراض القلوب
سورة الأعراف, الآية 201:
)إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)

المؤمنون الذين يذكرون الله ذكرا كثيرا في القرآن يجعل الله من حولهم سورا وحجابا مستورا فاذا جاءتهم الوسوسة تذكروا وانتبهوا ان هذا من الشيطان فاستعاذوا بالله وطردوا وسوسته
كنت في احدى المحاضرات فاذا احدى الحاضرات مصابة بالشلل الرباعي على كرسي متحرك فسألت سؤالا وهي تتكلم بصعوبة لثقل لسانها أثار استغرابنا وصدمنا منه
قالت انتم تقولون أن الشيطان يوسوس لنا مثلا بالسرقة ولكن أنا في احدى المرات كنت أريد أن أسرق حقيبة امرأة ولكن لم اتمكن لان الناس حولي ثم ذهبت المرأة وتركت الحقيبة بجانبي ورأيت انشغال الناس فعلمت أن الله يهيئ لي الفرصة للسرقة لانه يعلم أنني محتاجة
صعقنا بجوابها وقلنا لها ان الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر ولا يعين عليها !
شعرنا بالصدمة الشديدة منها كيف فسرت حلم الله عليها وستره أنه هو من يعينها على السرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *