الدرس التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

القرآن الكريم قدم لنا سرا لعلاج العقم لا يجده الأطباء في كتبهم بل ويتعجبون ممن قالوا باستحالة حصولهم على الذرية سواء من جهة الرجل أو المرأة أو كلاهما عندما يزفون لهم بشرى الحمل.

لنبحث معا عن أسرار الحصول على الذرية في كتاب الله.

الطريقة الأولى: الإستغفار

(فَقُلْتُ ((اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ)) إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * ((وَيُمْدِدْكُمْ)) بِأَمْوَالٍ ((وَبَنِينَ)) وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)
[سورة نوح 10 – 12]

فكم من أزواج أقسم الأطباء أنهم لن ولن ولن يحصلوا على الذرية وأنه مستحيل وإذا بالإستغفار يشفيهم من العقم بإذن الله!!

أقصد بنوع الإستغفار هنا هو الذي تكلمنا عنه في درس سابق والذي يكون بترك المعاصي والندم ثم العزم على عدم العودة إليها ورد المظالم واليقين وترك الريب في حقيقة هذا الشفاء القرآني فهو وعد من الله والله صادق في وعده.
والإستمرارية وعدم التعجل ولا التوقف يأسا وريبا من صدق هذا الوعد.

الطريقة الثانية: الدعاء في ساعات الإجابة مثل وقت القيام وبين الأذان والإقامة وبعد الصلوات المفروضة وعند نزول الغيث ويوم الجمعة وأثناء الصيام وعند الفطر وعند السفر ويوم عرفة وغيرها..

ولقد دعا زكريا ربه وهو شيخ قد وهن عظمه وزوجه عقيم وفرصهم في الحصول على الذرية مستحيل في عالم الطب ولكن الله إذا أراد شيئا فإنما أمره أن يقول له كن فيكون.

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)
[سورة مريم 2 – 7]

فجاءته البشرى وهو قائم يصلي في المحراب. سبحانه!!

لاحظوا أن الإجابة لدعائه جاءت سريعة لأنهم كانوا يسارعون في الخيرات فالجزاء من جنس العمل فإذا أردت أن يجيب الله دعاءك بسرعة سارع في الخيرات.

(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ)) وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)) وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)
[سورة اﻷنبياء 89 – 90]

الطريقة الثالثة: اعتزال المشركين والشرك الخفي.

(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا)
[سورة مريم 48 – 49]

توضيح: لا يعني هذا أن لا تنصحهم بل بالعكس عليك أن تدعوهم للتوحيد وتنصحهم ولكن لا تكن مثلهم في الشرك بالله ولا تصاحبهم.

ملاحظة مهمة:

قد تحصل على الذرية ولكنك لا تعلم هل تكون هذه الذرية طيبة تسعد بها وتكون عونا لك أم تكون ذرية تشقيك وتعذبك..

فالذرية للغافل والعاصي سبب للعذاب بسبب العقوق.

(فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)
[سورة التوبة 55]

فما الحل لتسعد بتلك الذرية؟

أولا : لا تكن من الغافلين ولا العاصين وكن من الذاكرين الله كثيرا ومن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.

ثانيا: الدعاء للذرية مثل:

(.. رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
[سورة آل عمران 38]

(..وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)
[سورة مريم 6]

(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
[سورة البقرة 128]

(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
[سورة إبراهيم 40]

(..رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
[سورة الفرقان 74]

(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)
[سورة الصافات 100]

(.. رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ((وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي)) ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
[سورة اﻷحقاف 15]

فإذا كان اليقين بهذا الوعد قد توطن قلبك فأبشر بالذرية وعدا من الله الرزاق.

وتابع درسنا القادم..

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *