الدرس التاسع و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

النقطة الثالثة : القرين الذي يعبده الكثير من الناس ، وهم يحسبون ويظنون أنهم يعبدون الله(شرك القرين) .

هؤلاء الأشقياء بما فيهم من منافقين وعصاة ومصرين ومجرمين وفسقة وظالمين ، هؤلاء جميعاً لم يعظموا الله بقلوبهم في الدنيا ، ولم يعظموا الله بقلوبهم عندما كانوا يعيشون في هذه الحياة ، ولم يعظموا كلام الله ، لقد عاشوا الغفلة .

سورة الكهف : … وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28).

ركز : (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) ، هنا القلب الذي يغفل ، وليس اللسان ، وليس الرأس ، فمحل الذكر هو القلب ، القلب هو الذي يغفل عن ذكر الله ، الذكر محله القلب ، محل التسبيح هو القلب ، محل التعظيم هو القلب ، محل الإجلال هو القلب ، وما اللسان إلا ترجمان .

إذن هؤلاء الذين يعيشون الغفلة ، قلوبهم غافلة عن ذكر الله ، عندما يذكر الله في القرآن الكريم ، عندما يذكرون بالله تعالى في القرآن ، فإنهم ينفرون ولا يقبلون ، وأنهم يمتعضون ولا يستبشرون .

سورة الأسراء : … وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46).

يعني قد يقبلون إذا كان القرآن يتلى عليهم بطريقة سطحية جافة ، لا يدركون من خلالها أي معنى ، قد يقبلون ويقرؤون ويشاركون ، لكن عندما يذكر الله وحده على سبيل التعظيم ، أنه الفاعل الحقيقي لكل شيء ، والقرآن يبين لهم من خلال التسبيح أنهم هم لم يفعلوا شيئاً ، هنا هم لا يرغبون بل ينفرون من هذا .

وعندما ينفرون فإن الله يعاقبهم ولا يكافئهم ، الله يسلط عليهم عقوبة غيبية تسمى القرين .

سورة الزخرف : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36).

( قَرِينٌ) : يعني ملازم ومصاحب له ، لا يتوقف عن الوسوسة إليه في قلبه ، وهذا القرين لا يُرى فهو من عالم الغيب ، شيطان من عالم الجن .

سورة الأعراف : … إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ … (27).

هذا القرين عندما يلازمه باستمرار ، يلازمه ويرافقه ولا يتركه ، يصبح شريكاً له ، لكنه شريك خفي ، باطني لا يُرى ، وهذا من أخطر أنواع الشرك الخفي ، الذي لا يختلف عن الرياء ، يصبح الإنسان يعبد قريناً ، يعني يلازمه من حيث الطاعة ، يطيعه باستمرار ، يطيعه بشكل دائم ، ولا يتوقف عن طاعته ، فهو يعبده ، يعبد قرينه الذي لا يشعر بوجوده ، يعبد شيطاناً من عالم الجن لا يشعر بوجوده .

سورة الزخرف : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39).

يعني لا يشعر به ، وكذلك هذا القرين يوهم هذا الإنسان أنه على الهداية ، أنه مهتدي ، ومن ظل يعبد قرينه ويطيعه باستمرار ، يكون قد وقع في شرك خفي ، لقد أصبح هذا الإنسان يعبد قرينه من الجن ، فهو يطيعه بشكل دائم مستمر متواصل ولا يتوقف عن طاعته وعبادته ، فقط يستفيق يوم القيامة ، (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) .

هذا القرين الجني الخفي عندما ظل مع هذا الإنسان في هذه الحياة الدنيا ، 30 سنة ، 40 سنة ، 50 سنة ، 60 سنة ، 70 سنة ، كان هذا القرين يوسوس ، وقد كانت هذه الوسوسة مزينة مخفية ، فالقرين لا يشعر الإنسان بالوسوسة ، لا يشعره بحقيقة الوسوسة ، لا يكشف له عن حقيقة الوسوسة وذلك بالتزين .

سورة فصلت : وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25).

والتزيين يكون عن طريق الوسوسة ، والوسوسة فيها معنى الإلحاح ، يلح ويلح ويلح ، يعني يوحي إليه بالضلالة ولكن بشكل مستمر فيه من الإلحاح الشيء الكثير الذي لا يتوقف ولا ينقطع .

سورة الناس : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6).

هذه الوسوسة عندما تتغلغل في الصدور وفي القلوب ، ويرضى بها الإنسان ويستقبلها ، ويرحب بها أيما ترحيب ، بحيث تسري في عروقه وفي دمه وفي نفسه سيظهر في جوارحه المعاصي .

سورة الأنعام : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113).

(وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ).

الإنسان لا يمكن أن يقترف معصية ، لا يمكن أن يرتكب المعاصي ، وأن تظهر في جوارحه السيئات إلا بعد الرضى بهذا الوحي الشيطاني ، المتمثل في الوسوسة المزينة المزخرفة .

السؤال : الذي مات ، الذي أدركه الأجل ، الذي قدم إليه ملك الموت في لحظة لم يحرر فيها نفسه من قرينه ، لم يتخلص في لحظة موته من قرينه ، لم يحرر نفسه من عبودية القرين ، لم يخلص نفسه من إتباع القرين ، هل يموت شقياً أم سعيداً ؟؟؟

الجواب : يموت شقياً ، ويكون مصيره يوم القيامة النار .

سورة الزخرف : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)

(وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ).
النقطة الرابعة : حقيقة عبادة القرين ( عبادة الشيطان ) .

إذن الذي يموت وهو لم يحرر نفسه من عبودية قرينه ، لم يخلص نفسه من إتباع قرينه ، فإنه لا يموت وهو من عباد الله المخلصين ، بل يموت وهو من عباد الله الغير مخلصين .

سورة ص : قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)

( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)

سورة الحجر : قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43).

(إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) .

المخلص لا يتبع الشيطان ، والمخلص هو المصفى ، الذي صفاه الله من القرناء ، ومن تبع إبليس في طريقه فإنه يموت وهو غير مخلص ، يموت وهو ليس من عباد الله المخلصين ، وإذا مات وهو غير مخلص فإنه يتجه إلى النار ، بمعنى أنه كان واقع في شرك القرين ، ولكن لن يستفيق إلا عندما يخبره الشيطان بهذا الشرك وذلك يوم القيامة .

سورة إبراهيم : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22).

(إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) : هذا الخطاب يوجهه الشيطان إلى جميع الأشقياء ، كل الأشقياء الذين معه في نار جهنم ، والأشقياء هم كل من وقع في جهنم ، جميعهم بلا استثناء يوجه الشيطان إليهم هذا الخطاب ، لذلك كل من في جهنم يعتبر من الذين وقعوا في شرك القرين ، وقعوا في شرك القرين ولم يشعروا به .

(وَقَالَ الشَّيْطَانُ) : هنا الشيطان سينطق بالحقيقة ، كلامه كله حقائق ، لكن يقول هذه الحقائق بعد فوات الأوان ، يقولها وهو في نار جهنم ، يقولها لكل من يسقط معه في جهنم ، هو لا ينطق بالحقيقة في الدنيا ، هو ينطق بالحقيقة في الآخرة بعد فوات الأوان ، ذلك لما قضي الأمر ، (لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) .

ومن رحمة الله بنا ، أنه نقل لنا هذا الكلام ، والله عليم بهذا الكلام أنه سيقع في الآخرة ، فنقله إلينا قبل وقوعه ، وذلك حتى نحذر من شرك القرين ، لأنه من أخطر أنواع الشرك ، أن يعبد الإنسان الشيطان وهو لا يشعر .

سورة إبراهيم : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22).

(إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)
(إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)
(إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)

أنتبه و ركز جيداً :

(أَشْرَكْتُمُونِ) :
يعني يجعلوه مع الله شريكاً ، وهذا الإنسان لا يشعر أنه يعبد الشيطان مع الله ، كانوا يتصورون أن الشرك منحصر في عبادة الحجارة وفي عبادة البقرة فقط ، أو في عبادة الشمس ، وأن الكثير الكثير من المسلمين وممن يدعون الإيمان ، يتصورون أن الشرك منحصر فقط وفقط في عبادة الأحجار في عبادة الأشجار في عبادة الأبقار و في عبادة الشمس ، وما عدا هذا لا يعد شركاً أبداً .

وفي الحقيقة أن الهوى يعتبر إله :

سورة الفرقان : أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ … (43)

سورة الجاثية : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (
السؤال : من زرع الهوى في النفس ؟

الجواب : الذي زرع الهوى في النفس هو الشيطان ( القرين ) .

السؤال : ما هو أخطر أنواع الشرك الخفي ؟

الجواب : أخطر أنواع الشرك الخفي هو شرك القرين ، أن يعبد الإنسان قرينه من شياطين الجن وهو لا يشعر ، هو لا يشعر أنه يعبد الشيطان ، هو يحسب أنه يعبد الله ، لذلك أصبح يعبد الله وهو في نفس الوقت يعبد قرينه الشيطاني الذي يوسوس له بالمعصي المزينة ، هذا القرين خفي ، لذلك نسمي هذا بالشرك الخفي .

شرك القرين هو شرك خفي ، وصاحب الشرك الخفي يظل من حيث التسمية يظل مسلماً ، لكن لا بد أن ينبه ، مثل الذي يرائي ، قد يقع أحد في الرياء ، لا تقل له أنت مشرك ، لأنه لم يصدر منه تصريح ، لذلك يبقى مسلماً ، لكن تنبهه حتى يطهر قلبه ، وإلا وقع فريسة للشيطان اللعين .

سورة الحجرات : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14).

قولوا أسلما ، قولوا أستسلمنا للظروف الحالية الراهنة ، فنحن مغلوب على أمرنا .

السؤال : ما هو أخطر أنواع الشرك الخفي .

الجواب : أخطر أنواع الشرك الخفي هو شرك القرين ، لأن القرين لا يصرح لك بذلك ، بل يجعلك تتوهم أنك من المهتدين وأنك من الصالحين وأنك تعبد الله .

سورة الزخرف : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)

(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)

سورة الأعراف : … إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)

(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
(وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)

أخطر أنواع الشرك الخفي هو شرك القرين ، لأن القرين لا يصرح لك بالحقيقة في هذه الحياة الدنيا ، بل يصرح لك بالحقيقة يوم القيامة وذلك بعد فوات الأوان .

سورة الحشر : كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17).

سورة إبراهيم : … مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22).

تابع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *