بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين أستعين وباسميه العليم والحكيم أسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
سورة الأحزاب:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.وسبحوه بكرة وأصيلا. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما.
لتدبر القرآن علينا بالذكر الكثير لينير الله لنا القلب حتى نتمكن من أن نبصر ونعقل ونتفكر بقلوبنا .
ولكي يعيننا الله على الذكر الكثير علينا باتخاذ الأسباب
وهي أن نتحرى أوقات التسبيح والذكر المذكورة في القرآن وهي تعمل كمحطات شحن ايمانية قلبية تعيننا بإذن الله على إكمال اليوم ونحن مستمرين في الذكر الكثير
سورة الأحزاب:
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة وأصيلا.
الأمر بالتسبيح في البكرة والأصيل جاء مرارا وتكرارا بصيغ وأسماء مختلفة.
فهما وقتان مباركان كان الوحي يتنزل فيهما على النبي عليه الصلاة والسلام وكان المشركين يعرفون هذا وقد سجله ربنا في الآيات التالية
سورة الفرقان, الآية 5:
وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
ولكنهم ظنوا أن هناك من يأتي يمليه اياه من غير رسول الوحي جبريل عليه السلام.
وهذان الوقتان فيهما سر لا يعلمه إلا الله
سورة الفرقان, الآية 6:
قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما
وعلينا ان نطيع حتى اذا لم نعرف السر والحكمه
ونقول سمعنا وأطعنا…
و الرسول عليه الصلاة والسلام و الأنبياء عليهم السلام كانوا أيضا من المسبحين بكرة وأصيلا وكان له الأثر الكبير في حياتهم .
والبكرة جاءت بمسميات أخرى مثل الفجر والغدو وقبل طلوع الشمس.
كما جاء الأصيل بمسميات أخرى مثل العصر والأصيل وجمعها آصال والعشي وقبل غروب الشمس
تعالوا نرى فوائد التسبيح في هذين الوقتين
نبدأ بنبي الله زكريا عليه السلام
سورة آل عمران, الآية 41:
قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار
هذا زكريا عليه السلام وهن عظمه واشتعل رأسه شيبا وامرأته عاقر عندما دعا بالذرية أمره الله عز وجل بالذكر الكثير والتسبيح بالعشي والإبكار
والعشي هو الأصيل
والإبكار هو البكرة
وداود عليه السلام كان أيضا من المسبحين فانظروا ماذا حصل معه
سورة ص, الآية 17:
اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب
سورة ص, الآية 18:
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق
الجبال سبحت معه بالعشي وهو الأصيل
والإشراق وهو البكرة
سورة ص, الآية 18:
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق
الجبال سبحت معه بالعشي وهو الأصيل
والإشراق وهو البكرة
تخيل أن الجبال تسبح معه
سورة ص, الآية 19:
والطير محشورة كل له أواب
سورة ص, الآية 20:
وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب
حتى الطير تسبح معه وحشرت تستمع لأمره حيث علمه وابنه منطق الطير
وآتاه الملك والحكمة وفصل الخطاب.
ولو نلاحظ في آيات التسابيح نجد دائما في نهايتها اسمي الله العزيز والحكيم .
آتاه الملك فأعزه وآتاه الحكمة
سورة النمل, الآية 16:
وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين
ورثه لأنه ورث وتعلم التسبيح بكرة وأصيلا من أبيه
منذ أن كان صغير
فكان أن تعلم منطق النمل أيضا
سورة النمل, الآية 17:
وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون
سورة النمل, الآية 18:
حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون
وصل بداود عليه السلام أن ألان الله له الحديد وألان لسليمان القطر
والقطر هو النحاس
سورة سبأ, الآية 10:
ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد
سورة سبأ, الآية 12:
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير
تخيلوا الريح تجري بأمره غدوها شهر ورواحها شهر
سورة ص, الآية 36:
فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب
حتى الشياطين سخرهم الله له وحفظهما منهم في نفس الوقت
سورة ص, الآية 37:
والشياطين كل بناء وغواص
سورة ص, الآية 38:
وآخرين مقرنين في الأصفاد
سورة الأنبياء, الآية 82:
ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين
سخرهم له وكان له حافظا
كل هذا من نتائج التسبيح
وهناك أيضا المزيد في القرآن من فوائد التسبيح غدوا وعشيا.
أيضا في الجنة رزقهم يأتيهم بكرة وأصيلا جزاء لهم
سورة مريم, الآية 62:
لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا
مع أن الجنة ” لا يرون فيها شمسا ” ولكن الوقتان موجودان سبحان الله .
فالجنة ظلها ممدود والظل لا يمتد إلا بكرة وعشيا يكون أطول ظل ممكن هو في هذين الوقتين
سورة الواقعة, الآية 30:
وظل ممدود
ولكن في نفس الوقت ترك التسبيح في هذين الوقتين له عواقب
سورة ص, الآية 30:
ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد إنه أواب
سورة ص, الآية 31:
إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد
سورة ص, الآية 32:
فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب
انشغل بالصافنات عن الذكر في العشي أو الأصيل فأصيب بالفتنة وألقى الله على كرسيه جسدا ثم أناب إلى ربه واستغفر
سورة ص, الآية 34:
ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب
سورة ص, الآية 35:
قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب
الصافنات الخيول العربية الاصيلة
المال فتنة والأولاد فتنة وهما ما يشغلان الإنسان عن التسبيح في الغدو والآصال
نحن نخسر في كل يوم نضيع فيه التسبيح وقد نعلم ونميز خسارتنا وأكثرنا لا ينتبه أن السبب تركه للذكر
والعصر إن الإنسان لفي خسر
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
كذلك من العذاب بعد انتقالنا عن الدنيا أن النار تعرض غدوا وعشيا على الأشقياء
سورة غافر, الآية 46:
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
ترى لماذا في هذين الوقتين تعرض النار عليهم؟!
تركوا ذكر الله ولم يسبحوه فعاشوا في الظلمات ومن عاش في الظلمات ومات عليها لم يحشر إلا في محشر من لا نور لهم لأن المؤمنين يحشرون في أرض أشرقت بنور ربها ونورهم بين أيديهم وبأيمانهم
سورة الزمر, الآية 69:
وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون
سورة الحديد, الآية 12:
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم
بينما المنافقين الذين كانوا لا يذكرون الله إلا قليلا وعاشوا في الظلمات
سورة الحديد, الآية 13:
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب
والتسبيح بكرة وأصيلا معين كبير بفضل الله على الاستمرار بالذكر القلبي الكثير خلال اليوم وكأنهما محطتي شحن
وتركهما يوقف الذكر الكثير تلقائيا.
والرسول عليه الصلاة والسلام أمره الله بهما
سورة الإنسان, الآية 25:
واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا
وكذلك نحن مأمورون بهما
سورة الفتح, الآية 9:
لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا
فمن أراد العزة فعليه بالتسبيح
ومن أراد الحكمة فعليه بالتسبيح
ومن أراد رضا ربه وجناته فعليه بالتسبيح
ومن أراد النور فعليه بالتسبيح