الخير بعد الابتلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله نستعين
سبحان الله لا يمنع رب العالمين عن عبده شيئا إلا أعطاه شيء أفضل مما منعه عنه ولكن على العبد أن يتعلم الصبر والتوكل على الله وفي هذا الأمر لنتأمل ونتفكر في أحوال الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[سورة القصص 21]
منع رب العالمين عن سيدنا موسى عليه السلام الأمن فأصبح غير مستقر خائف ولكن حتى يعطيه ماذا

(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)[سورة القصص 22]

منع الأمن عنه حتى يتوجه إلى ديار مدين ويلتقي بسيدنا شعيب عليه السلام ويحصل على عمل أي مصدر رزق وأيضا ماذا ؟

(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)[سورة القصص 26]
أعطاه أيضا زوجة وليست أي زوجة أنها صالحة تتسم بالحياء انها بنت نبي

(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ َ)[سورة القصص 27]
فإذا تأملنا أن سيدنا موسى عليه السلام منع الله عنه الأمن ولكن ما أعطاه إياه تفوق ذلك .

هنا أيضا سيدنا يوسف عليه السلام
(وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)[سورة يوسف 20]
منع من البقاء عند والديه وأصبح عبدا أيضا منع من الحرية

(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ )[سورة يوسف 33]

وهنا أيضا دخل السجن فقد منع الله عنه الحرية ولكن لنتأمل ماذا أعطاه
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[سورة يوسف 55 – 56]

ليكون ذا شأن في مصر أصبح عزيز مصر وأعطاه رب العالمين التمكين حتى يستطيع أن يأخذ من الأرض حيث يريد .
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)[سورة القصص 76]

الآن لنتأمل هنا الوضع يختلف مع قارون أعطي من المال والأملاك الشيء العظيم

(وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ )(76: القصص)
هنا أعطاه الله لكي يمنع عنه ماذا

(فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)[سورة القصص 81]
أعطاه الله تلك الأموال حتى يختبره بها ولكنه افسد في الارض فمنع عنه رب العالمين معيته ورحمته ونصره وينال الخسف سبحان الله العظيم .

لذلك عليك يا عبدالله ويا أمة الله مما سبق أن تعي وتؤمن أن الله ما منع عنك نعمة إلا حتى يعطيك من النعم ما لا يعد ولا يحصى .

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)[سورة البقرة 155]
قد يمنع عنك إحدى هذه النعم ليعطيك أجر الصابرين واعلم أن في المنع هو عين العطاء .
اللهم ارزقنا الصبر عند المنع والشكر عند العطاء .
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن

اللهم صل وسلم على الحبيب المصطفى المجتبى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم

إن أصبت فمن الله وحده لا شريك له وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *