بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نتابع عرض أنفسنا على آيات الله التي بها صفات المنافقين..
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة التوبة : 67]
الصفة الأولى:
يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف..
الآية عندهم معكوسة يرون المنكر معروفا والمعروف منكرا.
تجد مثلا إمرأة تنصح أختها بأن ترتدي عباءة مزخرفة لأن السادة تظهرها فقيرة أو كأنها من العقود الماضية أو أنها لا تجاري الموضة وليست راقية!!!
أو تجد رجلا ينهى أخاه أن يخجل من مواعدة صديقة خليلته لأنه الخجل ليس من الرجولة !!!!
“يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف”
يمنعون الخير ويروجون للشر
مفاتيح للشر مغاليق للخير.
فمن صفة الذاكرين الله كثيرا أنهم ينهون عن السوء
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [سورة اﻷعراف : 165]
ومن نسي ما ذكر به يهلك مع الهالكين ولا يبقى إلا الناهين عن السوء.
والمؤمنين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة : 71]
هذه الآية مقارنة بالضبط لآية المنافقين.. المؤمنين عكس المنافقين في كل الصفات!
الصفة الثانية
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة التوبة : 67]
ويقبضون أيديهم…
من صفات المنافقين البخل يقبضون أيديهم .
قد ينفقون على أنفسهم وعلى أسرهم ولكن أن ينفقوا في سبيل الله أو أن يقرضوا الله قرضا حسنا فهذا لا يحدث إلا وهم كارهون أو مجبورون أو للرياء والسمعة.
(وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) [سورة التوبة : 54]
وهم لا يحبون أن ينفقوا في سبيل الله وأيضا ينهون بعضهم عن الإنفاق.
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) [سورة المنافقون : 7]
لو أنك طلبت من منافق أن يتبرع لمجالس الذكر مثلا أو لمدرسة القرآن تجده متثاقلا يدفع محرجا كارها في نفسه. والشيطان يعده الفقر ويوسوس له .
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 268]
ولأن المنافق قليل ذكر فإن الله سبحانه يقيض له شيطانا قرينا يوسوس له آناء الليل وأطراف النهار فيخشى الفقر الذي يعده الشيطان لذلك يبخل.
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة الحديد : 24]
نكمل صفات المنافقين
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة التوبة : 67]
نسوا الله فنسيهم
نسوا ذكره فنسيهم الله أوكلهم لأنفسهم وسلط عليهم الشيطان.
فنسوا أنفسهم لا يعرفون من هم هل هم مؤمنين أم منافقين.
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة الحشر : 19]
نسوا الله فاستحوذ عليهم الشيطان
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة المجادلة : 19]
فنسوا اليوم الآخر ولم يعملوا له كما يجب وغرتهم الحياة الدنيا فينساهم الله في أحلك يوم لهم.
(الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [سورة اﻷعراف : 51]
ولأنهم ينسون ذكر الله وانضموا لحزب الشيطان بعد أن استحوذ عليهم وتغرهم الحياة الدنيا فهم دوما فاسقين.
يخرجون عن أمر الله وطاعته يعصون أمره.
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة التوبة : 67]
إن المنافقين هم الفاسقون..
ولا يستوي المؤمنين والفاسقون عكس بعضهم بعضا.
(أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ) [سورة السجدة : 18]
الفاسق منافق
” إن المنافقين هم الفاسقون”
هم العصاة الذين يعصون ربهم.
لأنهم قرناء للشياطين ولم يؤمنوا به عظيما كالشيطان نفسه.
(إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) [سورة الحاقة : 33]
يؤمن به كما يؤمن به الشيطان إذ قال “فبعزتك لأغوينهم أجمعين”.
يؤمن بالله ولكن لا يؤمن به عظيما لذلك يعصيه.
تابع…
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.