اعرض نفسك على كتاب الله (ج٤)

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نعرض اليوم أنفسنا على كتاب الله تحديدا وصف المنافقين لنرى هل نحن منهم ونحن لا نشعر ولا نعلم؟!
المنافقين هم فئة من المسلمين آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم.
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ) [سورة المنافقون : 3]
فكل منافق وصل للإيمان ثم تراجع عنه.
في الحقيقة هم يراوحون بين ايمان وكفر.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا) [سورة النساء : 137]
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [سورة النساء : 138]

فترة يكونوا مؤمنين وفترة ينتكسوا ولا يبقى من أثر ايمانهم إلا اللباس أحيانا مذبذبين مرتابين لذلك لا يثبتون.

(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) [سورة النساء : 143]
وأكثرهم يؤمنون لأنهم يعبدون الله على حرف بمعنى على شرط.
يتقرب إلى الله لحصول مراده الدنيوي أو يتقرب إلى الله لتفريج كرب أو شفاء مرض أو الحصول على زوج ووووو…
فإذا استمر طويلا ولم يحصل على شيء انقلب على وجهه وعاد للنفاق. وأيضا عند حصول مراده يتراجع عن ايمانه اطمئنانا للدنيا وأنه حصل على ما يريد.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة الحج : 11]

تجد الفتاة تمسك بأوراد وتقرأها يوميا لساعات وساعات لأن أحدهم أخبرها أنها للحصول على زوج وعليها أن تقرأها خلال شهر .
في شهر ستكون من الذاكرين الله ذكرا كثيرا فإذا حصلت على الزوج اطمأنت به وتركت الذكر وإذا لم تحصل انقلبت على وجهها وعادت كما كانت!!!
الزوجين يكثران من الاستغفار للذرية يصبحان من الذاكرين الله كثيرا بعد شهر شهرين ثلاث لم يحصل حمل . يتركان الاستغفار والذكر ويقولون لم نجد فائدة من الاستغفار!!!
ما هي أعراض النفاق؟

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]

الصفة الأولى : يخادعون الله وهو خادعهم
تجده يعد ربه بأمور إن حصلت له فسيفعل كذا وكذا وبداخله نية خبيثة.
مثال: أصلي في المسجد جماعة حتى أتزوج لأنهم سيسألون عني فان تزوجت تركت الجماعة!!
مثال: أنا الآن غير متدينة لأني غير متزوجة لأن آتاني الله زوجا سأعبده وأخلص له. وفي داخلي سأتفرغ لزوجي واتمتع بحياتي معه!!!
(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة التوبة : 75]

(فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [سورة التوبة : 76]

فماذا كانت النتيجة؟
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [سورة التوبة : 77]

وقد يقول قائل أنا لم اتلفظ بالعهد مجرد فكرة خطرت ببالي
تأملوا الآية التي تليها.
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [سورة التوبة : 78]

يعاهدون الله سأكون مخلصا بعد أن أحصل على كذا وكذا .
سأتعبد بعد حصولي على كذا
سأصوم إن حصل كذا
سأتصدق بكذا إن حصل كذا
سأتوقف عن المعصية الفلانية إن حصلت على كذا.
ويعطيهم الله من فضله. ثم يتراجعون عن عهدهم للعظيم الجبار وهو يراهم ويسمع سرهم ونجواهم.

ما الصفة الثانية؟
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]
إذا قاموا للصلاة قاموا كسالى
يتكاسلون فيأخرونها وقد يتركونها ويجمعونها مع صلوات أخرى.
يشعرون أنها ثقيلة ومتعبة جدا ويكتفون بالفرائض دون السنن وإذا قاموا لسنن فبثقل شديد.
وأحيانا لا يؤدونها إلا إن كان بحضور الآخرين بمعنى السنن فقط أمام الناس وأحيانا حتى الصلاة أما الناس فقط.
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [سورة البقرة : 45]

هي كبيرة وشاقة عليهم بسبب غياب الخشوع فيها . لم تعد الصلاة قرة عين لهم. يؤدونها ليرتاحوا من واجبها وليس ليرتاحوا بها.
ما الصفة الثالثة؟

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]

“يراءون الناس”
جميع أعمالهم رياء
صلاتهم رياء
صيامهم رياء
نفقاتهم رياء
استغفارهم رياء
لباسهم رياء
تجد المرأة لها نوعين من اللباس
نوع تذهب به للقاء الصالحات ولباس للقاء صاحباتها الأخريات.
تجد الرجل ملتحي ومقصر للباس ويرتكب الفواحش. هذا منافق.
الصفة الرابعة:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]

ولا يذكرون الله إلا قليلا..
هنا مربط الفرس
وهو السبب في جميع الأعراض السابقة.
فلو كانوا يذكرون الله ذكرا كثيرا لأقاموا الصلاة بحقها
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [سورة النساء : 103]

ولو أنهم يذكرون الله ذكرا كثيرا لرزقهم الله الإخلاص والهدى والشفاء من النفاق. ﻷن القرآن هدى وشفاء.

ولا يذكرون الله إلا قليلا…
هم يذكرون الله ولكن قليييييلا ويظنون أنه كاف ليدخلهم الفردوس الأعلى من الجنة!!

تابع….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *